صحيفتان بريطانيتان: محاولة الانقلاب في ألمانيا مؤامرة حمقاء وشاهدة على تفاقم التطرف بأوروبا

Police escorts a person in this screen grab from Reuters TV, after 25 suspected members and supporters of a far-right group were detained during raids across Germany, in Karlsruhe, Germany December 7, 2022. Reuters TV via REUTERS REFILE - CORRECTING ID
الأمن الألماني ألقى القبض على العديد من المتهمين بالتورط في المحاولة الانقلابية (رويترز)

تناولت صحيفتان من كبريات الصحف البريطانية في عددهما اليوم بالرأي والتحليل؛ المحاولةَ الفاشلة لقلب نظام الحكم في ألمانيا أمس الأربعاء.

وفي حين وصفت صحيفة "تايمز" (The Times) المحاولة بأنها دليل على تفاقم الغلو والتعصب، وانقلاب على الدولة الألمانية، رأت صحيفة "إندبندنت" (The Independent) أنها مؤامرة "حمقاء" قامت بها جماعة تؤمن بنظريات المؤامرة.

ووفق التايمز، فإن محاولة الانقلاب للإطاحة بالدولة الألمانية -التي قيل إن من دبرها خليط متنوع من أصحاب نظريات المؤامرة، والنازيين الجدد، والذين يدفعهم الحنين إلى الماضي الإمبريالي- محاولة "غريبة".

وتقول الصحيفة في مقالها الافتتاحي الرئيسي، إن "المتآمرين" بدوا كأنهم يتمتعون بدعم واسع النطاق، "والأدهى من ذلك، أن من بينهم جنود ونائب سابق في البرلمان، بل وحتى قاضٍ"، وكانوا جميعهم "على استعداد لاستخدام السلاح والعنف للإطاحة بالحكومة المنتخبة في الجمهورية الاتحادية".

سنوات من المراقبة

وكانت السلطات الألمانية ألقت أمس الأربعاء القبض على 25 من أعضاء ومناصري جماعة يمينية متطرفة قال ممثلو الادعاء إنهم كانوا يعدون لقلب نظام الحكم، في حين نفت السفارة الروسية في برلين أي علاقة لموسكو بأي مجموعات إرهابية وغير قانونية في ألمانيا.

إعلان

ونفذت الشرطة الألمانية عمليات دهم واسعة شملت 11 ولاية ألمانية، وشارك فيها 3 آلاف من أفراد وحدات النخبة في جهاز مكافحة الإرهاب، وجرى تفتيش أكثر من 103 عقارات، ووصفت وسائل إعلام ألمانية عمليات الدهم بأنها إحدى أكبر عمليات الشرطة التي شهدتها البلاد.

وأوضحت صحيفة تايمز أن الأمر استغرق من أجهزة مكافحة التجسس سنوات من المراقبة، و150 عملية دهم شملت 11 ولاية ألمانية اعتقلت خلالها 25 من قادة المحاولة الانقلابية، بغية الوقوف على حجم المؤامرة التي اضطلعت بها "حركة مواطني الرايخ". والرايخ تعني في اللغة الألمانية الإمبراطورية أو المملكة.

ماض مرير

وأضافت الصحيفة أنه إذا كان هناك ثمة احتمال في الإطاحة بواحدة من أكثر دول أوروبا استقرارا وديمقراطية وازدهارا، فإن ذلك يبدو أمرا مستبعدا تماما في نظر غير الألمان، لكن للألمان ذكريات مريرة من الماضي.

فعلى الرغم من إخفاق محاولة الانقلاب في ميونخ عام 1923، فإن التاريخ يعرف ما الذي فعله قائدها الشاب أدولف هتلر. وكانت هناك أمثلة أخرى في أماكن أخرى لمحاولات اقتحام قلاع السلطة، مثلما حدث في إسبانيا ما بعد الفاشية في عام 1981، وفي العام الماضي في مبنى الكابيتول هيل بواشنطن.

وخلصت تايمز في افتتاحيتها إلى التحذير من أن هناك خوفا من أن مزيدا من التطرف يلوح في الأفق، الأمر الذي يستدعي من المخابرات الألمانية توخي اليقظة خاصة فيما يتعلق بأولئك الذين يمكنهم الوصول إلى الأسلحة.

وختمت بالقول إن أيديولوجيات المؤامرة معدية بشكل خطير.

طائشة وخيالية

أما صحيفة الإندبندنت فترى في أحداث أمس مؤامرة "طائشة" و"خيالية" قادها رجل مسن يدعي أنه أرستقراطي، وتشبه إلى حد كبير اقتحام مثيري الشغب لمبنى الكونغرس الأميركي (كابيتول هيل) في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، بدافع من نظرية المؤامرة التي تزعم أن الانتخابات الرئاسية قد "سُرقت" من دونالد ترامب.

إعلان

وأوضحت الصحيفة في تحليل إخباري أن المجموعة -التي تؤمن إيمانا راسخا بأن ألمانيا يحكمها حاليا أعضاء ما يسمى بالدولة العميقة، طبقا لبيان للسلطات- شكلت، كما يقال، حكومة ظل للانقلاب المخطط له والذي كان سينفذه فرع عسكري يضم أعضاء من الجيش والشرطة الألمانية.

وتقول الإندبندنت إن أجهزة الأمن الدولية تشعر بالقلق، حيث أطلقت بعض السلطات -من بينها الوكالة الأوروبية لتطبيق القانون (اليوروبول)- تحذيرات بشأن التهديدات المحتملة النابعة من نظريات المؤامرة، والتي تم ربطها بتنامي "المشاعر المناهضة للحكومة".

المصدر : إندبندنت + تايمز

إعلان