باحث في جامعة هارفارد: الحرب الأهلية الأميركية الثانية بدأت بالفعل

يقول طالب الدراسات العليا بجامعة هارفارد نيكو إيماك إنه ومن واقع أعمال العنف في أميركا التي تبدو منعزلة، يمكن للمرء أن يجادل بأن الحرب الأهلية الأميركية الثانية قد بدأت بالفعل.
ويضيف الكاتب -المتخصص في قضايا السياسة والثقافة والهوية- في مقال له بموقع "ناشونال إنترست" أن أعمال العنف هذه التي يرتكبها مسلحون منفردون وجماعات يمينية متطرفة هي جزء من حركة أكبر للإرهاب المحلي لها مقومات حرب أهلية مكتملة الأركان.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsإدانة مؤسس "حراس القسَم" بتهمة التمرد في قضية اقتحام الكونغرس
مقال بمجلة تايم: المرتزقة البيض يقاتلون من أجل قضية خاسرة
ترامب يجمع مليار دولار من مؤسسات استثمار لصالح شبكته الاجتماعية المنتظرة "تروث سوشيال"
وأوضح أن عدد ضحايا القتل في أميركا قد يبدو صغيرا نسبيا عند قياسه مقابل عدد سكان الولايات المتحدة الذين يزيد عددهم على 300 مليون نسمة، لكن عند مقارنته بمقياس أكاديمي واحد للحرب الأهلية؛ فإن النتيجة ستكون مذهلة.
التمرد المفتوح
وأشار الكاتب إلى أنه لا ينظر للحرب الأهلية الجديدة من منظور العمل العسكري التقليدي، حيث يتبادل جيشان إطلاق النار في حقل عشبي، بل ينظر إليها من خلال تعريف وكالة المخابرات المركزية الأميركية للتمرد المفتوح، الذي تشمل دوافعه قضايا السياسة المتعلقة بالعرق والجنس والهجرة.
وقال إن الأبحاث التي أجراها الباحث أستاذ السياسة في كلية دارتموث الأميركية بنيامين فالنتينو حول كمبوديا وألمانيا النازية ورواندا تظهر أن أقلية صغيرة -جيدة التسليح والتنظيم- يمكن أن تولد قدرا هائلا من إراقة الدماء عند إطلاق العنان لها على ضحايا غير مسلحين وغير منظمين. مضيفا أن المختص في العلوم السياسية الأميركي جون مولر قدّر أنه خلال الإبادة الجماعية في رواندا كان 2% فقط من سكان الهوتو مسؤولين عن الأغلبية العظمى من عمليات القتل.
لا أحد يريد أن يصدّق
واستشهد إيماك بما كتبته باربرا والتر الخبيرة البارزة في العنف السياسي في كتابها "كيف تبدأ الحروب الأهلية؟" وهو من أكثر الكتب مبيعا في نيويورك تايمز، إذ قالت "لا أحد في أميركا يريد أن يصدّق أن ديمقراطيتهم المحبوبة تتدهور أو تتجه نحو الحرب".
وختم بالقول إنه وبدلا من النظر إلى احتمال نشوب حرب أهلية فقط من خلال عدسة الجماعات المسلحة الرسمية، يجب على صانعي السياسات تسليط الضوء على العدد المتزايد من الضحايا في أميركا على أيدي حركة لامركزية لتفوّق البيض والسياسات المحافظة "المتطرفة" والإرهاب المحلي.