فزغلياد الروسية: لماذا يدعو الجورجيون للموت من أجل أوكرانيا؟

FILE PHOTO: Georgian former President Mikheil Saakashvili, who was convicted in absentia of abuse of power during his presidency and arrested upon his return from exile, holds a candle while praying for Ukraine in a defendant's dock during a court hearing in Tbilisi, Georgia, March 17, 2022. REUTERS/Irakli Gedenidze/File Photo
الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي خلال تضامنه مع أوكرانيا من سجنه (رويترز)

تكتفي السلطات الجورجية بتقديم بعض الإمدادات الإنسانية إلى أوكرانيا دون إرسال مساعدات عسكرية إلى هناك، رغم مطالبة بعض الجهات في جورجيا الدولة بالتخلي عن سياسة الحياد ودعم كييف بشكل مباشر.

ونقلت صحيفة "فزغلياد" عن رئيس القسم الرابع لرابطة الدول المستقلة بالخارجية الروسية دنيس غونتشار أن روسيا تدرك أن جورجيا من خلال سياسة الحياد تهدف إلى حماية مصالحها من خلال التغلب على الضغوط الغربية، إذ إن كييف والعواصم الغربية وجهت نداء إلى تبيلسي تطالب فيه بفتح "جبهة ثانية" ضد روسيا، على حد تعبير الصحيفة.

وبحسب الصحيفة الروسية، فإن رئيس الفيلق الجورجي المقاتل في أوكرانيا ماموكا مامولاشفيلي تحدث عن عمله على تجنيد مواطنين في القوات المسلحة الأوكرانية، متعهدا بمنح تعويضات تقدر بحوالي ألفي دولار شهريًا.

أيديولوجيا

وأوضح كاتبا التقرير رافائيل فخرودينوف وديمتري ألكسندروف أن التحقيق الذي أجراه تلفزيون "بوس تي في" (PosTV) أثبت أن جزءًا من الجورجيين يذهبون للقتال من أجل كييف لأسباب أيديولوجية، في حين يلتحق الآخرون بساحة القتال فقط من أجل المال.

مع العلم أن الحزب الحاكم أكد على ضرورة التخلي عن جواز السفر الجورجي بمجرد الالتحاق بساحة الحرب داخل دولة أخرى.

من جانبه، قال رئيس الوزراء إيراكلي غاريباشفيلي إنه غالبا ما يتم تجنيد نشطاء "الحركة الوطنية المتحدة"، التي يتزعمها الرئيس السابق ميخائيل ساكاشفيلي.

وفي إشارة إلى حرب عام 2008، وكذلك الصراعات مع الأبخاز والأوسيتيين في أوائل التسعينيات، قال غاريباشفيلي "لقد قاتلنا بالفعل عدة مرات"، واقترح على المعارضة الانضمام بأنفسهم إلى الجبهة الأوكرانية. وبحسب رئيس الوزراء، أودت المعارك التي يدور رحاها داخل الأراضي الأوكرانية بحياة 33 مواطنا جورجيا.

تراجع

وينقل الكاتبان عن جولبات رتسكيلادزه، مدير معهد أوراسيا في جورجيا، قوله إنه مقارنة بشهر مارس/آذار الماضي تراجعت المشاعر المؤيدة لأوكرانيا بسبب سلوك كييف نفسها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المشاعر المعادية لروسيا والموالية لأوكرانيا لا تزال متأججة وتغذيها جملة من الأحزاب والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام المعادية لروسيا.

ويضيف رتسكيلادزه "رغم أننا لم ننجز استطلاعات رأي حول الموقف تجاه الجورجيين الذين يقاتلون إلى جانب أوكرانيا، فإنه في رأيي يتعاطف الكثيرون معهم كونهم يزعمون أنهم يقاتلون روسيا لأسباب أيديولوجية. حتى على مستوى السلطة التنفيذية، تطلق جورجيا على هؤلاء لقب أبطال، مع بعض التحفظات".

ويقول مدير معهد دراسة مشاكل التنمية في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي فلاديمير ليبيخين إنه عند انطلاق العملية العسكرية الروسية خشي العديد من الجورجيين سقوط أوكرانيا بسرعة، ثم يلقون مثيرا مماثلا بعدها، مما دفع البعض للدعوة لفتح جبهة ثانية ضد روسيا.

ويؤكد ليبيخين على حقيقة وجود العديد من الجورجيين الذين يريدون فقط كسب المال من الصراع، مما يدفعهم للالتحاق بصفوف القوات المسلحة الأوكرانية.

وأوضح الكاتبان أن دينيس غونتشار لا يستبعد تحسن العلاقات بين روسيا وجورجيا لدرجة تستأنف موسكو خلالها الرحلات الجوية المباشرة إلى تبليسي وتلغي نظام التأشيرات للجورجيين.

المصدر : الصحافة الروسية