لوبس: مقابلة فرنسا والمغرب أكثر من مجرد مباراة كرة قدم

قالت مجلة "لوبس" (L’Obs) الفرنسية إن لقاء اليوم بين فريقي المغرب وفرنسا يرمز إلى تاريخ البلدين، وسيكون أكثر من مجرد مباراة في كرة القدم، لأنه مليء بالرموز والقصص المشتركة والتاريخ المترابط بشكل وثيق لدرجة أن هذه المباراة ستدخل التاريخ.
جاءت هذه الفقرة ضمن دعوة، عرضتها المجلة في تقرير، ووجهتها مجموعة من الشخصيات، من بينهم الروائية ليلى سليماني والمؤرخ باسكال بلانشار وجان فيليب أسينسي، مؤسس وكالة التعليم من خلال الرياضة، طلبوا فيها استخدام نموذج هذين الفريقين لتعزيز الاندماج والتنوع في عالم الرياضة وفي المجتمع.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأيشجعون المغرب أم فرنسا؟.. مباراة حاسمة تضع مغاربة المهجر أمام اختيار بلد الأصل وبلد الإقامة
قوة هجوم فرنسا أمام صلابة دفاع المغرب.. مدرب مغربي يتوقع "تكتيك" الركراكي أمام "الديوك"
اختار اللعب للأسود رغم محاولات هولندا.. سفيان أمرابط “رئة المنتخب المغربي” التي قادته إلى نصف نهائي المونديال
وأشارت هذه الدعوة، في سياق "التنوع" والعولمة والهجرة، إلى أن 14 لاعبا مغربيا من أصل 26 من أصول مهاجرة، كما أن الفريق الفرنسي الذي سيقابله من أصول متنوعة ترتبط بالتاريخ، إما عن طريق الاستعمار أو الهجرة، حيث جاء بعض اللاعبين أو آباء بعضهم من جزر الهند الغربية وبنين والكاميرون والجزائر وأنغولا والكونغو ومالي وغينيا بيساو والسنغال وموريتانيا.
مستقبل واعد قائم على التنوع
وبالتالي يتيح لنا هذان الفريقان -كما تقول الدعوة- تصور مستقبل واعد قائم على تنوع الخلفيات والقصص، فنجعل من الرياضة في هذه الحالة أكثر من مجرد رياضة، ومدرسة حياة لتعلم القيم الأساسية للشباب، ونخرج من منطق "أسود وأبيض وبينهما" الذي حجب الواقع الاجتماعي والسياسي في فرنسا عام 1998.
ومع أن العديد من الشباب الفرنسي "من أصول مهاجرة" ما يزالون يعانون من التمييز، فإن الشاب الذي يضمه المنتخب الفرنسي يمكن اعتباره رمزا للنجاح والتماسك الوطني و"العيش معا".
يقول نجم الفريق كيليان مبابي -وهو من أصول عائلية متعددة لأب كاميروني وأم جزائرية الأصل- للمجلة "ولدت في فرنسا ووالداي فرنسيان، ونشأت في فرنسا. أنا فرنسي 100%. بالنسبة لي، القول إننا سود وعرب وبيض، يعني وضع حاجز. وفي فرنسا الجديدة لا يوجد عائق فنحن جميعا معا".
رفض ما يُسمى بالاستبدال العظيم
ووفق الدعوة، يجب أن يكون النموذج الرياضي مرجعا لتعبئة المهارات، أينما كان مصدرها، وبناء الجماعية والاعتماد على الشباب الذين سيكونون غدا مستقبل البلاد، لبدء مسار جديد يرفض التمييز والخطاب العنصري وأولئك الذين ينددون بما يسمى "الاستبدال العظيم".
وختمت الدعوة بأنه علينا، عند مشاهدة المباراة بين فرنسا والمغرب مساء اليوم، أن نأخذ في الاعتبار أن هذه الفرق الرياضية يجب ألا تكون فقط "نماذج النجاح"، بل أيضا نماذج لبناء مجتمعات شاملة وتغيير علاقتنا بالتنوع في مجتمعاتنا.