غارديان: صعود المغرب في كأس العالم يساعد على تحطيم الصور النمطية عن المسلمين
لو أقيمت بطولة كأس العالم في دولة غربية، ما كان من المحتمل أن يحصل اللاعبون على نفس دعم الأمهات، لأنهم بدلا من ذلك كانوا سيواجهون حدودا ونظام تأشيرات تعسفيا.

قال تقرير نشرته "غارديان" (The Guardian) البريطانية إن الصعود السريع لمنتخب المغرب لكرة القدم أدى إلى التشكيك في الكثير من الصور النمطية حول الذكورة، والإسلام، وحتى فكرة أن كرة القدم للرجال خارج أوروبا وأميركا الجنوبية دون المستوى.
وأضاف التقرير، الذي رصد المظاهر الجديدة التي أضفاها مونديال قطر على هذه المنافسة، أنه على الرغم من عدم لعب إسرائيل أو فلسطين في كأس العالم الأولى في الشرق الأوسط، إلا أن العلم الفلسطيني كان له حضور ثابت داخل وخارج الملعب.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالبداية شملت ملاعب المونديال.. غوغل تطلق ميزة التجول الافتراضي للمرة الأولى في قطر
الزاوية الأسعدية بالقدس شاهدة على سيرة المتصوّف المغربي محمد العلمي
لدعم أسود الأطلس أمام البرتغال بالمونديال.. جسر جوي لنقل الجماهير المغربية إلى الدوحة
ونقل عن الباحثة الفلسطينية ملكة شويخ، التي شاهدت كأس العالم لأول مرة في أسكتلندا مع والديها اللذين قدما مؤخرا من قطاع غزة لزيارتها، قولها "إن رؤية الوحدة العابرة للحدود والتضامن بين الفلسطينيين الذين يركضون إلى الشارع حاملين الأعلام المغربية وفي الشتات، والفريق المغربي وأنصارهم يلوحون أيضا بالأعلام الفلسطينية، هو أمر غاية في الجمال، ولن أنساه في حياتي".
أنا أحبك يا أمي
وقال التقرير، في سياق حديثه عن الأبعاد الثقافية والحضارية التي أبرزها مونديال قطر عن المسلمين، إن عبارة "أنا أحبك يا أمي" ذات الكلمات الأربع، التي كتبها المغربي أشرف حكيمي تحت صورة على إنستغرام لوالدته، سعيدة موح، وهو يقبلها على خدها بعد ركلة جزاء حاسمة ضد إسبانيا في دور الـ 16، ستكون واحدة من الصور الدائمة لكأس العالم في قطر.

ولفت التقرير إلى أن موح -مثل العديد من أمهات لاعبي منتخب المغرب، لم تكن مجرد ملحق لنجاح ابنها. فقد ساعدت في تمويل طموحاته الكروية من خلال تنظيف المنازل بينما كان زوجها يعمل بائعا متجولا في مدريد.
رمز قوي لأهمية الأم في الثقافة الإسلامية
واستمر التقرير بالقول إن صور حكيمي ومقاطع فيديو للمهاجم سفيان بوفال وهو يرقص مع والدته ويثبت حجابها بعد فوز ربع النهائي على البرتغال السبت الماضي، كانت أكثر من مجرد صورة ومقاطع انتشرت للحظات سريعة، وستُنسى بنفس السرعة. لقد برزت هذه الصور لتصبح رمزا قويا لأهمية الأمهات في الثقافة الإسلامية.
ونقل التقرير عن حنان شلوقي -وهي مشجعة أمازيغية مغربية ولدت في بلجيكا- قولها "كثيرا ما نشير إلى الحديث الإسلامي أو القول إن الجنة تحت قدمي الأم".
كما نقل عن لينا دوكي -وهي لبنانية كندية- قولها إن هذه اللفتة الجميلة للاعبين المغاربة تبعث برسالة إلى العالم مفادها أن هؤلاء الأمهات المسلمات، ينتمين إلى قلب العالم.
أكثر من إستراتيجية عظيمة
وأشار إلى أن فكرة السماح لأفراد العائلة بالسفر في رحلة شاملة مع المنتخب المغربي إلى الدوحة جاءت من مدير الفريق وليد الركراكي ورئيس الاتحاد الملكي المغربي لكرة القدم فوزي لقجع. وهي إستراتيجية عظيمة لبناء الروح المعنوية.
وقالت أحلام الشملالي -وهي باحثة الهجرة الدانماركية المغربية في المعهد الدانماركي للدراسات الدولية- إن الصور التي انتشرت لبوفال واحكيمي ولاعبين مغاربة آخرين يحتفلون مع آبائهم؛ أثارت الحديث أيضا عن أنظمة الحدودية العدائية وعدم المساواة في التأشيرات في الغرب. وقالت "لو أقيمت بطولة كأس العالم في دولة غربية، ما كان من المحتمل أن يحصلوا على نفس دعم الأمهات، لأنهم بدلا من ذلك كانوا سيواجهون حدودا ونظام تأشيرات تعسفيا".