السلطة الفلسطينية تعدل عن الإفراج عن المطارد مصعب اشتية

تصف إسرائيل مصعب اشتية الناشط من حركة حماس بـ "المطارد الأخطر" لعمله على تشكيل خلايا مسلحة لمقاومة الاحتلال.

مصعب اشتية
السلطة الفلسطينية اعتقلت المطارد مصعب اشتية قبل أسبوعين فردّ بالإضراب عن الطعام مطالبا بالإفراج عنه (مواقع التواصل)

أريحا- قال محامي المطارد الفلسطيني مصعب اشتية إن السلطة الفلسطينية رفضت الإفراج عن موكله رغم قرار محكمة فلسطينية، الثلاثاء، الإفراج عنه بعد أسبوعين من اعتقاله على أيدي قوات أمنية تابعة للسلطة الوطنية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.

واستنكر المحامي مصطفى شتات قرار السلطة الفلسطينية، وقال: "في مخالفة وانتهاك جسيم لمبدأ سيادة القانون وإلزامية نفاذ القرارات القضائية، تمّ إبلاغنا بشكل رسمي الآن برفض الافراج عن المطارد مصعب شتية. نستنكر هذا القرار الذي يُشكل جريمة عدم تنفيذ قرارات محاكم، وإننا بهذا الاعلان نُشعر سعادة النائب العام الفلسطيني لاتخاذ المقتضى القانوني وإلزام اللجنة الأمنية في أريحا بقرار المحكمة والإفراج عن مصعب شتية فورا".

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء ذكر المحامي شتات أن محكمة الصلح في مدينة أريحا، جنوب الضفة، قررت الإفراج عن اشتية استجابة لطلب تقدّم به الدفاع بعد انتهاء فترة تمديده 7 أيام.

وقال محامي اشتية للجزيرة نت "لا توجد مبررات لاستمرار توقيفه بناء على اتهامات له بأنشطة ذات علاقة بمقاومة الاحتلال إن قام بها فعلا، لأن هذه الأعمال حق مشروع في القانون الدولي ولا تتعارض مع القانون الفلسطيني".

وقررت المحكمة الإفراج عن اشتية دون ضمانات من جهاز الأمن الوقائي، أو أجهزة السلطة عموما، بإعادة اعتقاله في حال قام بأي نشاط يصنف كأعمال مقاومة، وفق محاميه.

كما قررت المحكمة إخلاء سبيل الشاب عميد طبيلة بكفالة مالية، ورفضت طلب النيابة العامة تمديد اعتقاله 15 يوما. وكان قد اعتقل مع اشتية قبل أسبوعين أيضا.

الإفراج لتولي أمره بنفسه

وقال المحامي شتات "المطارد مصعب اشتيه طالب بالإفراج عنه وتولّي أمر حمايته بنفسه كونه مطاردا من الاحتلال الإسرائيلي منذ شهور".

وخاض اشتية إضرابا عن الطعام 5 أيام بعد اعتقاله في 20 سبتمبر/أيلول الماضي مطالبا بالإفراج عنه، كما منعت السلطة الفلسطينية محاميه وعائلته من زيارته الأسبوع الأخير.

وقال والده عاكف للجزيرة نت إن العائلة بصدد إنهاء إجراءات دفع الكفالة المالية وقدرها 7 آلاف دينار أردني (الدينار= 1.4 دولار) ولكنه أكد أنه لا ضمانات بالإفراج عن نجله فورا أو عدم تحويله للاعتقال على ذمة جهاز أمني آخر بالسلطة.

وحسب الوالد، يعاني مصعب من مشاكل صحية نتيجة إصابته بمرض في الغدة الدرقية، كما أنه هدد بالعودة للإضراب عن الطعام في حال لم يُنفذ قرار الإفراج عنه.

وكانت الأجهزة الأمنية قد نقلت اشتية من سجن جنيد بمدينة نابلس إلى سجن أريحا عقب اعتقاله الشهر الماضي. ووجهت النيابة له تهمة "حيازة السلاح" حسب محاميه.

وفور اعتقاله، اندلعت احتجاجات عنيفة في نابلس قُتل فيها مواطن وأصيب العشرات، وتخللتها اشتباكات بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومجموعات المقاومة التي طالبت بالإفراج عنه وعدم التعرض للمقاومين المطاردين من الاحتلال.

اشتية (يمين) إلى جانب الشهيد إبراهيم النابلسي وكلاهما من بين مؤسسي مجموعة "عرين الأسود" الناشطة ضد الاحتلال (مواقع التواصل)

من هو مصعب اشتية؟

ينحدر مصعب اشتية (30 عاما) من قرية سالم شرق مدينة نابلس، وهو أسير سابق بسجون الاحتلال، وتطارده القوات الإسرائيلية منذ مطلع أبريل/نيسان الماضي بشكل مباشر وعلني، إذ يُتهم باستهداف جنود الاحتلال والمستوطنين بإطلاق النار مما تسبب في جرح أحدهم.

وطورد اشتية، وفق مصادر محلية، عقب اعتقال الاحتلال شقيقيه أنس وخالد، ومداهمته منزلهم أكثر من مرة، وتفتيشه بشكل عنيف والاعتداء على ذويه مرات عدة، وإجراء تحقيقات ميدانية معهم لمعرفة مكانه.

ولاحقا وصل مصعب للبلدة القديمة بمدينة نابلس، وطورد ومقاومون آخرون من بينهم الشهيد إبراهيم النابلسي الذي يعد أقربهم وأكثرهم علاقة باشتية.

وظهر اشتية المطارد يوم 24 يوليو/تموز الماضي، حيث اغتالت إسرائيل حينها صديقيه عبد الرحمن صبح ومحمد العزيزي اللذين استشهدا لتأمين انسحابه ورفاق له مطاردين من حارة الياسمينة بالبلدة القديمة في نابلس، وفق ما تناقلته وسائل إعلامية مختلفة آنذاك.

وتصف إسرائيل اشتية -وفق تقارير إعلامية نشرتها سابقا تصنفه بالقائد الأبرز من نشطاء حركة حماس بمدينة نابلس- بأنه "المطارد الأخطر" لجيش الاحتلال، وأنه يعمل على تشكيل خلايا مسلحة لمقاومة الاحتلال.

وجاء اعتقاله بعد أن رفعت إسرائيل وتيرة اتهاماتها للسلطة الفلسطينية بالتقاعس عن القيام بدورها في ملاحقة المطلوبين، وخاصة بمدينتي نابلس وجنين اللتين تشهدان تصاعدا في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال.

المصدر : الجزيرة

إعلان