تحت وابل صواريخ ورصاص النظام.. هكذا يغامر المزارعون بقطف الزيتون شمال غرب سوريا

1- عمر يوسف - سوريا - ريف إدلب - عمال قطاف الزيتون يغامرون بحياتهم أثناء العمل في المزارع القريبة من نقاط التماس مع قوات النظام (الجزيرة نت)
عمال قطاف الزيتون يغامرون بحياتهم أثناء العمل بالمزارع القريبة من نقاط التماس مع قوات الأسد (الجزيرة)

شمال غرب سوريا- "كما الأعوام والمواسم السابقة يبدو أن قوات النظام لن تسمح لنا بجني المحصول هذا العام، لذا لا بد لنا من المغامرة بحياتنا لتأمين رزق عوائلنا، فالمال مقابل الروح" بهذه الكلمات يصف المزارع السوري عبد الكريم الدبس أحوال فترة جني محصول أشجار الزيتون لهذه العام بمناطق سيطرة المعارضة شمال غرب البلاد.

ومع بدء موسم الحصاد تشهد قرى وبلدات ريف إدلب تصعيدا عسكريا كبيرا من قوات نظام الرئيس بشار الأسد والمليشيات الموالية لها، مستهدفة أراضي الزيتون بالقصف المدفعي والصاروخي، ويظهر سعيها لمنع الأهالي من جني محاصيلهم لهذا الموسم.

ويقول الدبس (60 عاما) إن هذا الأمر أصبح مألوفا لسكان منطقة جبل الزاوية بريف إدلب التي تنتشر فيها مزارع الزيتون والأشجار المثمرة، وهي سياسة ممنهجة لتكبيد السكان الخسائر في مناطق سيطرة المعارضة، مضيفاً أن قوات النظام تستخدم كافة الأسلحة لتبعد المزارعين وعمال الحصاد عن الأشجار.

وأشار الدبس -في حديث للجزيرة نت- إلى أن زوجته أصيبت العام الماضي بشظايا قذيفة صاروخية خلال حصاد الزيتون وكادت أن تفقد ساقها جراء الإصابة، ومنذ ذلك الوقت أصبح يرفض أن ترافقه في أعمال الحصاد، وبات يخاطر مع مجموعة من العمال.

4 - سوريا - ريف إدلب - يضطلع الدفاع المدني السوري بمهمة إزالة مخلفات الحرب حفاظا على أرواح المدنيين والمزارعين والعمال في أراضي الزيتون (الدفاع المدني السوري)
الدفاع المدني السوري يضطلع بمهمة إزالة مخلفات الحرب حفاظا على أرواح مزارعي الزيتون (الجزيرة)

خسائر متلاحقة

ويحاول مزارعو إدلب هذا الموسم تعويض خسائر مواسمهم السابقة من أشجار الزيتون، فكثير منهم حالت بينهم وبين أرضهم مدفعية وقناصات النظام المتمركزة على خطوط التماس، وتسببت لهم بأضرار كبيرة في المحصول.

ويؤكد المزارع محمود الديبو أنه تعرض لخسائر متلاحقة خلال 3 مواسم سابقة من زراعة الزيتون، إذ يمتلك نحو 350 شجرة، لكنه لم يستطع أن يجني كامل محاصيلها هذه المواسم، وجفت معظم ثمار الزيتون دون قطافها، نتيجة القصف المدفعي المستمر على أرضه.

ويقول الديبو إنه يكافح هذا الموسم لقطفه كاملاً، ويتبع أسلوبا جديداً من خلال بدء القطاف مع العمال مع ساعات الصباح الأولى، حيث تخلو السماء من طائرات الاستطلاع وتصعب الرؤية على القناصة.

إعلان

ويشير -بحديث للجزيرة نت- إلى أن العمال مدركون لمخاطر جني محصول الزيتون تحت الرصاص والصواريخ، ويطلبون أجورا مضاعفة لقاء عملهم، سيما أنهم معرضون للإصابة أو حتى الموت.

إدلب الخضراء

ولا يمكن أن تذكر إدلب إلا ويحضر معها الزيتون، حتى اكتسبت المدينة لقب إدلب الخضراء لكثرة أشجار الزيتون في أراضيها وكم الإنتاج الكبير الذي تقدمه للأهالي، في الوقت الذي تضاءل هذا الإنتاج بشكل مستمر في البلاد التي أنهكتها الحرب.

ويقول المهندس الزراعي من إدلب موسى بكور إن إنتاج إدلب للزيتون يسير في خط تنازلي منذ 12 عاما وحتى اليوم لجملة من العوامل، أبرزها: غلاء المحروقات وفقد الأسمدة والطاقة الشمسية والمياه الجوفية، والمبيدات الزراعية، فضلا عن انخفاض منسوب المياه الجوفية.

ويضيف بكور -في حديث للجزيرة نت- أن أهم المقترحات لدعم محصول الزيتون حفر الآبار قريبا من الأراضي الزراعية ودعم المزارعين بألواح الطاقة الشمسية، كبديل لطاقة الوقود، وتقديم الإرشادات السليمة المتعلقة بتقليم وقص وقطاف أشجار الزيتون.

ويلفت إلى أن إدلب تمتلك اليوم نحو 14 مليون شجرة زيتون موزعة على مساحة زراعية قدرها 128 ألف هكتار تشمل الأراضي الزراعية المروية والبعلية، وهي بحاجة إلى عناية من المنظمات الإنسانية التي تركز دعمها على محاصيل الخضراوات بالدرجة الأولى.

3- عمر يوسف - سوريا - ريف إدلب - بلغ عدد أشجار الزيتون في إدلب نحو 14 مليون شجرة زيتون ضمن مساحة تقدر بـ 128 ألف هكتار (الجزيرة نت)
في إدلب نحو 14 مليون شجرة زيتون ضمن مساحة 128 ألف هكتار (الجزيرة)

ذخائر غير منفجرة

ولا يبدو التصعيد العسكري ومصاعب الزراعة فقط هي التي تقف عائقا أمام نجاح مواسم زراعة الزيتون شمال غرب سوريا، إذ تشكل الذخائر غير المنفجرة أحد المخاطر والمحاذير التي تواجه مزارعي الزيتون وعمال الحصاد على حد سواء.

ومنذ بداية العام الحالي وحتى نهاية سبتمبر/أيلول، عملت فرق فريق الذخائر غير المنفجرة "يو إكس أو" (UXO) في الدفاع المدني السوري على إتلاف 652 ذخيرة غير منفجرة بمناطق شمال غربي البلاد.

إعلان

ويحذر الدفاع المدني من أن آلاف الذخائر غير المنفجرة من مخلفات قصف الأسد وروسيا تنتشر شمال غربي البلاد، موضحاً أن فرقه مستمرة بجهود إزالتها وإنهاء خطرها لحماية المدنيين، وهي تكثف أعمالها خلال جني محصول الزيتون.

المصدر : الجزيرة

إعلان