مقال بموقع بريطاني: كتيبة جنين وعرين الأسود.. إستراتيجيات جديدة للمقاومة الفلسطينية

تناول باحث فلسطيني في مقال بموقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني بالتحليل ظاهرة بروز مجموعات جديدة للمقاومة في فلسطين المحتلة، وأورد عددا من الأسباب يرى أنها قد تكمن فيها أسباب نجاح هذه الفصائل.
وخص هاني المصري، مدير عام "المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية" (مسارات) -في مقاله- بالذكر "كتيبة جنين" (وهو تنظيم فلسطيني مسلح ظهر عام 2021 بمخيم جنين) ومجموعة "عرين الأسود" التي تشكلت عام 2022 بمدينة نابلس.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشهيد برصاص الاحتلال في قلقيلية وطعن مستوطن في القدس
تصاعد “عقيدة التنكر” الإسرائيلية.. هل من خطّة فلسطينية لما بعد انتخابات الكنيست؟
مجموعة "عرين الأسود" الفلسطينية تعلن استشهاد أحد كوادرها في نابلس
ووصف بروز تلك المجموعات إلى حيز الوجود بأنها إستراتيجيات جديدة للمقاومة قد تكون أكثر نجاحا، وتوفر لها فرصا للنمو والاستمرار أكبر من التجارب السابقة.
وذكر -في سياق ذلك- من الأسباب ما يعضد وجهة نظره هذه، من بينها أن العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين ازدادت وتيرته "حدة وتصعيدا" على نحو غير مسبوق، بما في ذلك عملية التهويد والتوسع الاستيطاني وهدم المنازل والاعتقالات والتمييز العنصري والفصل العنصري، فضلا عن الحصار المستمر لقطاع غزة.
وثاني تلك الأسباب -بحسب الكاتب- أن السلطة الوطنية الفلسطينية في وضع أضعف من أي وقت مضى، وأن الأحزاب التقليدية غير قادرة على توفير بديل، وتفتقر إلى الأهداف السياسية.
وأدى تضعضع مؤسسات السلطة الفلسطينية إلى إحداث فراغ سياسي تحاول جماعات "متمردة" جديدة أن تملأه، وفق كاتب المقال الذي يعزو ذلك الفراغ إلى الوعود "الجوفاء" لاتفاقات أوسلو الأمر الذي زاد الانقسامات الداخلية واستفادت منه مجموعات لا يعنيها مقاومة الاحتلال ولا التوافق على موقف موحد.
هل تتحول المقاومة الجديدة لانتفاضة؟
ويبقى أن ننتظر لنرى ما إذا كانت حركة المقاومة الجديدة ستتحول إلى انتفاضة كاملة، على حد تعبير الكاتب، قبل أن يستدرك قائلا إن الطابع المتقطع للانتفاضة وتنوع الأجندات السياسية، يعنيان أن احتمال انتشارها ضعيف، ما لم تكن هناك جهود إقليمية ودولية منسقة تساعد في جعلها شاملة.
إن استراتيجية المقاومة التي تتبناها المجموعات ذات طابع محلي وعفوي ودفاعي إلى حد كبير في معظم الحالات. ويرى الكاتب أن هذه الإستراتيجية تعمل في ظل الاحتلال واختلال موازين القوى التي تتسبب فيها، وتقتصر على مقاومة المداهمات والتوغلات والاغتيالات والاعتقالات التي تزداد صعوبة مع امتداد العمليات إلى مناطق أوسع.
ويزعم الكاتب أن هذه الظاهرة تفتقر إلى أيديولوجية مقبولة على نطاق واسع، أو بنية سياسية أو تنظيمية، ويتحكم فيها إلى حد كبير قادة محليون عبر تنظيم لا مركزي قائم على الترابط والاعتماد المتبادل مستخدما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي التي تساهم في بروز رموزها وأبطالها وقيادتها.
ويشير الباحث الفلسطيني في مقاله إلى أن مجموعات عرين الأسود وكتيبة جنين لا تحتويها مظلة وطنية شاملة، وهو ما يجعل البعض يرى أن هذه ظاهرة ماتت بمجرد ظهورها لسرعة عسكرتها واختلال توازن القوى.
ويضيف أن تلك المجموعات مرت بمراحل عند تكوينها، وظهرت للعلن قبل أن تؤسس الهياكل السياسية والعامة والقيادية والتنظيمية القادرة على حمايتها وضمان استمراريتها.
وأضاف أن هناك من يخشى أن تجر تلك الجماعات فصائل المقاومة في قطاع غزة إلى معركة قبل الأوان. كما أن هناك من يحذر من تأثير السلفية وميلها للتطرف، مع الاعتراف بأن أيدي أعضائها تظل نظيفة.
ويخلص الكاتب إلى التذكير بأن الشعب الفلسطيني متحد في مقاومته ولم يستسلم ولم يرضخ، ولكن عليه وضع حد للانقسامات في داخله، واستعادة الوحدة وإحياء المؤسسات الوطنية في السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية.