فورين بوليسي: عرب 48 المحبطون يحملون مفتاح الانتخابات الإسرائيلية المقبلة
يتحدث تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية (Foreign Policy) عن دور حاسم للمواطنين العرب بإسرائيل في الانتخابات التي ستجري أول الشهر المقبل، مضيفا أنه مع ذلك من المرجح ألا يشارك كثير منهم في هذه الانتخابات.
وأضاف أن العرب في إسرائيل يشكلون أكثر من 20% من السكان، وقد تذبذبت نسبة إقبالهم من انتخابات إلى أخرى، الأمر الذي يعكس خيبة الأمل في النظام الانتخابي الإسرائيلي.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتنافس بين اليمين واليمين المتطرف.. تعرّف على خريطة المعسكرين المتصارعين في الانتخابات الإسرائيلية
مكائد واستقطاب ومعارضة.. طريق نتنياهو لاستعادة السلطة
استطلاع: لن يتمكن أي حزب من حسم الانتخابات القادمة في إسرائيل
ونقل عن بعض الطلاب العرب في يافا قولهم إن العديد منهم ربما يمتنعون عن التصويت على الرغم من التهديد الذي يمثله السياسي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.
انخفاض قياسي
وتوقعت استطلاعات الرأي الأخيرة أن يدلي نحو 40% من الناخبين العرب بأصواتهم، وهو انخفاض قياسي في نظام تصل فيه نسبة المشاركة الإجمالية في كثير من الأحيان إلى 70%.
ونسب التقرير إلى محمد خليلي الزميل في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية قوله إن الناخبين العرب محبطون بشكل أساسي لأن قادة الأحزاب العربية لم يتمكنوا من تنحية خلافاتهم جانبا وتشكيل قائمة موحدة قبل الانتخابات، لكن في عام 2020، وعندما تم الاتفاق على قائمة مشتركة من 4 مجموعات، وصل الإقبال إلى حوالي 70%.
سئموا كثرة الانتخابات دون تغيير واقعهم
ولكن هناك أسبابا أخرى أيضا، يقول خليلي، مثل كل الإسرائيليين، سئم العديد من المواطنين العرب كثرة الانتخابات، 5 منها في السنوات الثلاث الماضية.
وبشكل أكثر تحديدا، يستمر خليلي بقوله، إن الكثير من المواطنين العرب يشعرون أن الحكومة الحالية التي تم تشكيلها العام الماضي وتضم لأول مرة حزبا عربيا هو "راعم"، لم تتغير كثيرا في الواقع.
ومع ذلك، يقول إن الجمهور العربي أصبح مؤخرا قلقا من بن غفير.
ويعتقد بعض المواطنين اليهود والعرب أن الأوان لم يفت بعد. ويقدر خليلي أنه إذا كان بالإمكان زيادة الإقبال بنسبة تصل إلى 50% بين عرب الداخل، فقد يؤدي ذلك إلى إعاقة نتنياهو وبن غفير في هذه الانتخابات.
انخفاض المشاركة سيأتي بالمناهضين للعرب
ويقول التقرير إن من شأن المشاركة العربية المنخفضة أن تمهد الطريق أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف، إذ يواجه الناخبون الإسرائيليون خيارا صارخا: إما إعادة نتنياهو وشركائه في الائتلاف اليميني -بما في ذلك بعض السياسيين المناهضين بشدة للعرب- أو الحفاظ على الوضع الراهن في ظل رئيس الوزراء يائير لبيد.
سيحتاج نتنياهو، الذي يُحاكم بتهمة الفساد، بشكل شبه مؤكد إلى دعم اليمين المتطرف لتأمين أغلبية في البرلمان بعد الانتخابات، مما يمنح بن غفير نفوذا للمطالبة بمناصب وسياسات حكومية محددة. وقال بن غفير بالفعل إنه يريد إدارة الأمن الداخلي، بما في ذلك قوة الشرطة الوطنية.
"نكبة جديدة"
يدعو إيتمار بن غفير إلى طرد من يسميهم العرب "غير الموالين" من إسرائيل. وهو أحد تلاميذ الحاخام الأميركي المولد مائير كاهانا، الذي دعا إلى طرد جميع العرب واقترح قوانين تحظر الاختلاط بين العرب واليهود، وأدين بن غفير بالتحريض العنصري في عام 2007.
ولا تقتصر الاستفزازات للعرب على أقصى اليمين. ففي مايو/أيار الماضي، حذر عضو بارز في حزب الليكود بزعامة نتنياهو، المواطنين العرب من أنهم سيواجهون "نكبة" أخرى إذا رفعوا العلم الفلسطيني أو عرفوا بأنهم فلسطينيون. وأصدر السياسي من حزب الليكود، يوآف غالانت، تهديدا مماثلا من منصة الكنيست في نفس الوقت تقريبا.
يأتي هذا النوع من الخطاب بعد عام من العنف الشديد الذي هز البلدات المختلطة بين العرب واليهود، مما أدى إلى انعدام الأمن على الجانبين ومساعدة اليمينيين بشكل متزايد على تصوير العرب على أنهم أعداء في الداخل.
ويقول التقرير إن بعض الخبراء يشيرون إلى عدم وجود ضمان مساواة صريح للعرب بعد تكريس وضعهم المتدني مقارنة باليهود رسميا قبل 3 سنوات في التشريع المعروف باسم القانون الأساسي، الذي تم تمريره في عهد نتنياهو.