ألمانيا بصدد طرد رئيس أمنها السيبراني بدعوى صلات مزعومة بروسيا
تستعد ألمانيا لإقالة رئيس وكالتها للأمن السيبراني آرنه شونبوم بسبب اتصالات مزعومة مع المخابرات الروسية، في وقت توجد فيه البلاد في حالة تأهب قصوى لاحتمال وقوع أعمال تخريب تنفذها موسكو.
هذا ما جاء في خبر نشرته صحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية، مبرزة أن مصادر مقربة من الحكومة الألمانية أكدت لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) أن التغيير على رأس هيئة الأمن السيبراني "سيحدث في وقت قريب".
وذكرت الصحيفة أن فصل آرنه شونبوم، الذي يرأس هذه الوكالة الفدرالية التابعة لوزارة الداخلية منذ عام 2016، أصبح مسألة وقت بعد أن كشفت تقارير إعلامية عن قربه من جمعية استشارية للأمن السيبراني يشتبه في أن لها صلات مع أجهزة المخابرات الروسية.
وتزامن الحديث عن هذه الإقالة المرتقبة مع تعرض ألمانيا لتخريب ضخم للسكك الحديدية يوم السبت الماضي، وصفه البعض بأنه من تدبير روسيا في سياق حربها على أوكرانيا.
وحسب لوفيغارو، فإن المسؤولين الألمان يرجعون سبب إقالة شونبوم إلى اتصالاته المزعومة بمؤسسة يطلق عليها مجلس الأمن السيبراني الألماني (Cyber-Sicherheitsrat Deutschland)، يشتبه في أن لها اتصالات مع دوائر المخابرات الروسية، وهي مؤسسة كان شونبوم نفسه أحد مؤسسيها عام 2012.
وذكرت الصحيفة أن هذه العلاقات كانت موضوع تحقيقات عرضت مساء الجمعة الماضي في برنامج التلفزيون العام "زد دي إف" (ZDF)، كما أبرزت أن السلطات الألمانية اتهمت موسكو مرارًا وتكرارًا بالتجسس الإلكتروني على برلين حتى قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وتعتبر روسيا مسؤولة بشكل خاص عن اختراق إلكتروني واسع النطاق استهدف أجهزة الحاسوب في بوندستاغ في عام 2015.
وقد دعا العديد من المسؤولين الألمان أول أمس الأحد إلى حماية أشد صرامة للبنى التحتية الوطنية الرئيسية وسط استمرار الحرب في أوكرانيا. وقد حذر الجنرال كارستن بروير، مسؤول عسكري ألماني كبير، في صحيفة بيلد اليومية، مشيرًا إلى تزايد "التهديدات الهجينة": "كل محول كهربائي، كل محطة طاقة، كل أنبوب لنقل الطاقة هو هدف محتمل".