موسكو تقصف محطة قطارات شرقي أوكرانيا وأميركا تحذر من استفتاءات روسية "زائفة"

A Russian military strike in Chaplyne
القصف الروسي استهدف محطة قطار شابلين والمناطق السكنية المحيطة بها (رويترز)

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقتل 22 شخصا وإصابة 50 آخرين في قصف صاروخي روسي استهدف محطة شابلين للقطارات في مقاطعة دنيبرو شرقي أوكرانيا، بينما حذرت الولايات المتحدة من أن روسيا تستعد لإجراء "استفتاءات صورية في الأراضي الأوكرانية المحتلة" في غضون أيام أو أسابيع.

وكان زيلينسكي قد تحدّث في وقت سابق في كلمة وجّهها لمجلس الأمن عبر الفيديو عن "هجوم صاروخي روسي على محطة للسكك الحديد في منطقة دنيبروبتروفسك" أوقع 15 قتيلاً على الأقل ونحو 50 جريحًا.

وأكد أن الضربة كانت مباشرة على العربات في محطة شابلين، وأدت إلى اشتعال النيران في 4 عربات لنقل الركاب.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الضربة الصاروخية الروسية على محطة قطار مكتظة بالمدنيين في أوكرانيا عمل فظيع.

وأضاف الوزير الأميركي أن بلاده ستواصل مع شركائها في جميع أنحاء العالم الوقوف إلى جانب أوكرانيا والسعي لمساءلة المسؤولين الروس.

نقاشات بمجلس الأمن

وتعهد الرئيس الأوكراني -خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي مساء الأربعاء لبحث التطورات في أوكرانيا- بالانتصار في الحرب وعدم قبول أي تسوية تسمح لموسكو بتحقيق مكاسب إقليمية.

وطالب زيلينسكي -في كلمته عبر الفيديو- مجلس الأمن بإرسال بعثة لتقصي الحقائق في مقتل أسرى حرب في أوكرانيا، حسب قوله.

وقال الرئيس الأوكراني إن "روسيا لا تمتثل للاتفاقيات الدولية المعنية بأسرى الحرب، وهذا ما نؤكده اليوم. الجيش الروسي قتل بشكل متعمد أسرى الحرب في بالانيفكا".

من جهتها، قالت روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة إن القصف العشوائي للمناطق المدنية قد يشكل جرائم حرب، وإن أوكرانيا بحاجة إلى مساعدات إنسانية وإلى حماية المدنيين فيها.

ووصفت ديكارلو وضع سجناء الحرب على الجانبين الروسي والأوكراني بالمقلق.

واحتفلت أوكرانيا أمس الأربعاء بمرور 31 عاما على استقلالها عن الاتحاد السوفياتي الذي هيمنت عليه روسيا. ووافق يوم الاستقلال مرور 6 أشهر على بدء الحرب الروسية في 24 فبراير/شباط الماضي.

وعرضت الحكومة خلال الاحتفال آليات روسية مدمرة وأخرى تُركت في أرض المعركة في أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة كييف، وقال مسؤولون أوكرانيون إن هذا العرض ردّ على التصريحات الروسية في بداية الحرب بأن قواتهم ستدخل كييف.

دعم أميركي وبريطاني

في واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن تقديم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بنحو 3 مليارات دولار، مع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها السابع.

وأكد بايدن في بيان بمناسبة عيد الاستقلال الأوكراني، التزام الولايات المتحدة بدعم الشعب الأوكراني في نضاله من أجل الدفاع عن سيادته، قائلا إنه فخور بالإعلان عن أكبر حزمة من المساعدات الأمنية لأوكرانيا من الأسلحة والمعدات.

وأضاف الرئيس الأميركي أن تلك الحزمة ستمكّن الأوكرانيين من الحصول على أنظمة دفاع جوي ومدفعية وذخائر، بالإضافة إلى أنظمة مضادة للطائرات دون طيار ورادارات لضمان قدرتهم على الاستمرار في الدفاع عن أنفسهم على المدى الطويل.

ونقل مراسل الجزيرة عن مسؤول أميركي أن حزمة المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا التي أعلنها بايدن، سوف تتضمن 250 ألف قذيفة لمدفعية الميدان (هاوتزر) من عيار 155 مليمترا.

وأضاف أن الحزمة تشمل أيضا أنظمة صاروخية للدفاع الجوي من طراز "ناسامس" (NASAMS) و24 رادارا مضادا لرصد مواقع المدفعية الروسية، بالإضافة إلى قطع غيار لمسيّرات بوما وأنظمة مضادة للمسيرات، وصواريخ موجهة بالليزر.

من جهته، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي زار كييف أمس الأربعاء عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية تتضمن نظما صاروخية بقيمة 54 مليون جنيه إسترليني.

وجدد جونسون في مؤتمر صحفي مشترك في كييف جمعه مع الرئيس الأوكراني استمرار بلاده في الوقوف إلى جانب الأوكرانيين.

كما شدد على قدرة كييف على الانتصار في الحرب وعلى وجوب مقاومة أي محاولة لتطبيع العلاقات مع روسيا.

وأضاف جونسون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قلل من شأن أوكرانيا ولم يفهم أن الأوكرانيين يحبون بلادهم وترابها.

استفتاءات روسية

وفي سياق متصل، نقل مراسل موقع أكسيوس الإخباري عن جون كيربي منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، أن روسيا قد تعلن عن استفتاء لضم "المناطق الأوكرانية" المحتلة قبل نهاية هذا الأسبوع.

وأوضح كيربي أن الولايات المتحدة علمت بأن القيادة الروسية أصدرت تعليمات للمسؤولين للبدء في الاستعداد لإجراء استفتاءات صورية، بهدف إضفاء الطابع الرسمي على سيطرتها على الأجزاء المحتلة من أوكرانيا، على حد قوله.

وأضاف أن لديهم معلومات تفيد بأن روسيا تواصل التحضير لـ"استفتاءات زائفة" في خيرسون وزاباروجيا (جنوب) وفي منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين وكذلك في خاركيف (شرق أوكرانيا).

وتتوقع الولايات المتحدة بأن تتلاعب روسيا في نتائج هذه الاستفتاءات لتوحي بأن الشعب الأوكراني يريد الانضمام لروسيا، كما ذكر المتحدث الأميركي.

وأردف قائلا "كانت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في غاية الوضوح، بأن أي محاولة للسيطرة على أراض أوكرانية ذات سيادة ستعتبر غير شرعية".

استنزاف إستراتيجي

من ناحية أخرى، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن الصراع في أوكرانيا مجرد ذريعة، أما الهدف المعلن للولايات المتحدة والمتعاونين معها فهو الاستنزاف الإستراتيجي لروسيا للقضاء على المنافسة.

وأضاف وزير الدفاع الروسي -خلال مشاركته في اجتماع وزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون المنعقد في طشقند عاصمة أوزبكستان- أن الولايات المتحدة وحلفاءها مستمرون في توريد الأسلحة إلى أوكرانيا، ورأى أن ذلك سيزيد عدد الضحايا ويطيل أمد الصراع هناك.

واتهم شويغو وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بتمويل أكثر من 30 مختبرًا بيولوجيًّا أوكرانيًّا تم فيها تطوير مكونات لأسلحة بيولوجية، حسب قوله.

وفي تطورات ميدانية، قالت السلطات الانفصالية الموالية لروسيا في دونيتسك إن 5 مدنيين قتلوا وأصيب 14 آخرون خلال الـ24 ساعة الماضية جراء قصف أوكراني استهدف مناطق خاضعة لسيطرتهم.

وأضافت السلطات أن حريقا اندلع في مجمع تجاري كبير إثر قصف مدفعي أوكراني.

وأودت الحرب بحياة آلاف المدنيين، وأجبرت أكثر من ثلث سكان أوكرانيا (البالغ عددهم 41 مليونا) على ترك منازلهم، ودمرت مدنا وهزت الأسواق العالمية التي يعتريها الجمود إلى حد بعيد مع عدم وجود احتمال قريب لمحادثات سلام.

وبالإضافة إلى شبه جزيرة القرم -التي ضمتها روسيا عام 2014- وسّعت القوات الروسية سيطرتها إلى مناطق في الجنوب، منها سواحل البحر الأسود وبحر آزوف وأجزاء من منطقة دونباس الشرقية التي تضم مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك.

المصدر : الجزيرة + وكالات