الحمّامات حلا لإنقاذ طيور النحام من الأعاصير

في الوقت الذي ملأت فيه صور الدمار الذي سببه إعصار إيان -الذي ضرب ولاية فلوريدا مؤخرا- صفحات وشاشات وسائل الإعلام الأميركية، نجحت مجموعة طيور نحام وردية (طيور فلامينغو) في صنع الحدث بعدما نجح حل طريف في إنقاذها من الإعصار المدمر.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) إن صورة نشرتها حديقة سان بطرسبورغ الأميركية -على حسابها بموقع إنستغرام- أظهرت عددا من طيور النحام جمعت داخل حمّام عمومي لحمايتها من إعصار إيان ملأت الدنيا وشغلت الناس.
وعلقت الحديقة -على حسابها بموقع إنستغرام- على الصورة بقولها إن طيور النحام بدت وكأنها تقضي "حفلة الإعصار" بالأكل والشرب والرقص.
تقليد مستمر
وحسب واشنطن بوست، أعادت هذه الصورة الطريفة للأذهان مشهدا مماثلا وقع عام 1992 عندما نجح مربي حيوانات في إيجاد حل للحفاظ على سلامة طيور نحام قبل وصول إعصار "أندرو" المدمر إلى اليابسة في جنوب فلوريدا.
ووقتها، لجأ مربي الحيوانات في حديقة ميامي لإعداد مراحيض الحديقة لتكون ملجأ لطيور كبيرة مثل طيور النحام، حيث تم وضع القش على الأرض، ووضعوا أكلا وشربا لها قبل وصول الإعصار الذي بلغت قوته الدرجة الخامسة وخلف ضحايا ودمارا كبيرا.

وذكرت الصحيفة أن الصورة التي انتشرت بسرعة على وسائل الإعلام خلقت وقتها مشاعر إيجابية لدى الأميركيين الذين صدمتهم آثار الإعصار المدمر، إذ توفيت حيوانات كثيرة لكن طيور النحام نجت.
ومنذئذ، بدأ يتكرر السيناريو نفسه، فكلما اقترب إعصار، يتم إعداد المراحيض لتختبئ داخلها طيور النحام، مثلما حدث مع الإعصار الأخير.
وحتى اليوم السبت، خلف الإعصار إيان 30 قتيلا ودمر مناطق عدة في فلوريدا، وتحدث عدد من وسائل الإعلام عن خسائر بشرية كبرى، وذكرت قناة "سي إن إن" (CNN) أن 45 شخصًا لقوا حتفهم.
أما حصيلة الخسائر المادية، فهي "تاريخية" في فلوريدا، حيث وصل ارتفاع منسوب المياه إلى حدّ غير مسبوق، حسب رون ديسانتيس حاكم الولاية الواقعة جنوبي شرقي البلاد.
وقد غمرت المياه شوارع ومنازل، وجرفت قوارب كانت راسية إلى داخل المدن. واستعملت السلطات في كيسيمي قرب أورلاندو أمس الجمعة مراكب لإنقاذ سكان محاصرين في منازلهم في المناطق التي غمرتها المياه.