الرابع في تاريخ البلاد.. هل يضم الجیش الأفغاني الجديد "انتحاريي" طالبان؟

انهارت القوات الأفغانية خلال القرن الأخير 3 مرات نتيجة الخلافات الداخلية؛ إذ لم تتمكن من الصمود أمام المعارضة المسلحة عام 1929. كما انهارت بعد انسحاب القوات السوفياتية في 1989. وجاء انهيارها مؤخرا بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2021، حيث لم تستطع الصمود أمام هجمات طالبان لأكثر من 11 يوما.

قوات خاصة من طالبان في عرض عسكري بعتاد تم الاستيلاء عليه من القوات الأميركية في مطار كابل (الأناضول)

كابل- بعد 5 أشهر من انسحاب القوات الأميركية، وانهيار الجيش الأفغاني أعلنت الحكومة الجديدة إكمال 80% من عملية تجهيز جيش جديد للبلاد بقوات قد يصل عددها إلى أكثر من 100 ألف عسكري.

وحسب مسؤول في وزارة الدفاع الأفغانية، فإن "القيادة" شكّلت لجنة من 20 عضوا لوضع إستراتيجية تشكيل القوات المسلحة في أفغانستان، وستكون الأولوية فيها لمسلحي حركة طالبان. ويعود تشكيل نواة الجيش الأفغاني إلى أوائل القرن الـ18، في ولاية قندهار جنوبي البلاد، وعلى يد عائلة "هوتك" الأفغانية.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

وفي العام 1880 أعاد الأمير عبد الرحمن خان تشكيل قواته من جديد، ووقف هذا الجيش على الحياد خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. وسجّل التاريخ انهيار القوات الأفغانية خلال القرن الأخير 3 مرات نتيجة الخلافات الداخلية؛ إذ لم تتمكن من الصمود أمام المعارضة المسلحة عام 1929.

كما انهار هذا الجيش بعد انسحاب القوات السوفياتية السابقة في عام 1989. وجاء انهياره مؤخرا بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2021، حيث لم يستطع الصمود أمام هجمات مسلحي طالبان لأكثر من 11 يوما. ولم يسجل انهيار الجيش الأفغاني في حرب خارجية، بل دائما نتيجة للخلافات والصراعات الداخلية.

الجيش الأفغاني يدشن فيلقا للمهام القتالية الخاصة
سجل الجيش الأفغاني في تاريخه أنه انهار 3 مرات خلال قرن بسبب الصراعات الداخلية (الجزيرة)

وطني ويهتم بالقوات الجوية

يقول الخبير العسكري الأفغاني متين محمدي، إن إعلان الحكومة تشكيل جيش جديد خطوة تستحق الإشادة، و"لكن عليها أن تشكل جيشا وطنيا مدرّبا".

ودعا محمدي الحكومة التي تقودها طالبان، إلى السماح بدمج عناصر من القوات السابقة في التشكيلة الجديدة "لأنهم أفغان"، وأن "لا تكرر الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة السابقة حيث لم تهتم بالقوات الجوية وهي ركيزة أساسية في أي جيش في العالم".

ورغم إعلان الحكومة تشكيل جيش جديد، فإنها لم تعلن العقيدة العسكرية له، إضافة إلى وجود تناقض في تصريحات القيادة العسكرية بشأن عدد قواته.

طالبان
يقول زعماء طالبان إن حكومتهم رصدت ميزانية لـ 250 ألف جندي في تشكيلات الجيش الجديد (الجزيرة)

تضارب في عدده

يقول المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية، عنايات خوارزمي، إن عدد الجيش سيكون 100 ألف. بينما صرح قائد الجيش الأفغاني، قاري فصيح الدين فطرت، للجزيرة نت بأن "عدد الجيش الجديد سيصل إلى 150 ألف عنصر، وأن 80% من عملية التجنيد اكتملت".

إعلان

ويقول مصدر في وزارة الدفاع الأفغانية للجزيرة نت "إن زعيم حركة طالبان، الشيخ هيبة الله آخوند زاده، وافق على ميزانية لـ 250 ألف جندي، سيكون 100 ألف منهم لوزارة الدفاع و100 ألف شرطي للداخلية، و50 ألفا للمخابرات".

وحسب المسؤول في حكومة طالبان، لطيف الله حكيمي، فإن العدد المعلن ليس نهائيا، وقال للجزيرة نت "بدأنا عملية التدريب لكافة القوات، وسنمنح الفرصة لعدد من القوات السابقة، وندرس حاليا جميع القوانين السابقة وسنختار منها ما يناسب وضعنا في تشكيل الجيش الجديد".

وأشار حكيمي إلى وجود "ملاحظات كبيرة" على الأسس التي حددتها الولايات المتحدة لتشكيل الجيش الأفغاني السابق".

دمج انتحاريي طالبان

وأثارت تصريحات المتحدث باسم الحكومة الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، بشأن دمج انتحاريين من عناصر الحركة في قوات خاصة بالجيش الجديد، قلقا واستياءً في الشارع الأفغاني. وحسب المتحدث، فإن هؤلاء خضعوا لتدريبات متقدمة ويستطيعون العمل في القوات الخاصة.

وقال المواطن الأفغاني عبدالكريم جليلي، الذي فقد شقيقه بهجوم انتحاري نفذه أحد عناصر طالبان قبل 5 سنوات قرب مقر وزارة الداخلية الأفغانية "لا يمكن أن أنسى دم شقيقي، هؤلاء سفكوا دماء الأبرياء فيكف نرضى بهم؟ لا ينبغي أن يكون لهم أي دور في القوات المسلحة وتصريحات مجاهد استفزازية".

ورأت عائلات أخرى أن مجاهد بإعلانه الأخير لم يحترم مشاعر ذوي الضحايا تجاه من تسببوا في قتل أبنائهم.

مدربة على يد القوات الأميركية.. تخريج دفعة جديدة من الجيش الأفغاني
دفعة من الجيش الأفغاني السابق التي تم تدريبها على يد القوات الأميركية (الجزيرة)

هوية متغيّرة

يقول الخبير العسكري والإستراتيجي دولت وزيري "لو نظرنا إلى تاريخ الجيش الأفغاني سنجد أنه تأثر بالنموذج التركي والهندي والسوفياتي، وأخيرا الأميركي وهذا أثّر على هويته وطريقة تدريبه وتعليمه". وحسب وزيري، كان الجيش الأفغاني يفتقر من الأساس إلى نموذج وطني يتوافق مع البيئة والجغرافيا الأفغانية.

ودعا الخبير العسكري حركة طالبان إلى تشكيل جيش وفق قدرتها الاقتصادية "لأن المانحين سيفرضون شروطهم على أي جيش وطني".

وفي بنائها للجيش الجديد، شكلت الحكومة 6 فيالق في مناطق مختلفة بأفغانستان، ويضم كل فيلق 3600 جندي جميعهم من مسلحي طالبان. ولم يشارك هؤلاء في الدورات التدريبية التي أعلنتها وزارة الدفاع الأفغانية لتدريب عناصرها.

طائرات مدمرة أو مصادرة

وقامت القوات الأميركية قبيل انسحابها من أفغانستان الصيف الماضي، بتدمير 72 طائرة عسكرية في مطار كابل، ونقل الطيارون الأفغان أكثر من 200 طائرة أخرى إلى طاجكستان وأوزبكستان.

وبخصوص صيانة واسترجاع هذه الطائرات، قال المسؤول لطيف الله حكيمي إن حكومته تمكنت من صيانة 42 طائرة عسكرية، وناقشت مع طاجيكستان وأوزبكستان استرجاع الطائرات المنقولة لأنها "ملك للشعب الأفغاني وليس للحكومة السابقة"، لكنه أضاف "نشعر بأنهم يماطلون في الأمر".

المصدر: الجزيرة

إعلان