مفاوضات فيينا.. إيران متفائلة بزخم الساعات الماضية وأوروبا تنتظر مقترحاتها بشأن الالتزامات النووية

كبير المفاوضين الإيرانيين (وسط) يغادر إحدى جلسات مفاوضات فيينا (الأوروبية)

تستمر بالعاصمة النمساوية فيينا محادثات الجولة الثامنة من مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وذلك على وقع زخم كبير في تحركات الوفود المفاوضة -وفق وكالة الأنباء الإيرانية- في حين تترقب الوفود الأوروبية في المفاوضات مقترحات طهران بشأن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.

وكان كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري قد بحث الاثنين، مع المنسق الأوروبي إنريكي مورا وممثلين عن وفود الدول الأوروبية، استمرار مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وأجندتها الأيام المقبلة.

وتجري ثامن جولات مفاوضات فيينا على مستوى لجان الخبراء، إذ يركز المتفاوضون على 3 مسارات هي رفع العقوبات، الالتزامات النووية، إلى جانب الضمانات وآليات التحقق.

وصرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده بأن تقدما حدث في المفاوضات على مستوى الالتزامات النووية، ورفع العقوبات والتحقق منه، والضمانات المتبادلة. وأضاف أمس في مؤتمر صحفي أن التقدم بتعهدات الطرف الآخر كان أقل، ولذلك فإن الكرة في الملعب الأميركي والأطراف الغربية، حسب تعبيره.

وشدد المتحدث الإيراني على أن الطرف الآخر لا يمكنه أن يطالب طهران بتعهدات نووية أكثر مما ورد في الاتفاق النووي، ولا يمكنه تنفيذ تعهدات أقل مما تم الاتفاق عليه، لافتا إلى أنه في حال وصل الطرف الآخر إلى هذه القناعة، يمكن الحديث وقتها عن اتفاق جيد في فيينا.

من ناحيته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن محادثات فيينا لم تحرز سوى تقدم متواضع، مضيفا أن الولايات المتحدة تأمل البناء على هذا التقدم في الأسبوع الجاري.

وأوضح برايس أن الوقت سينفد أمام محادثات فيينا عندما يصبح التقدم في برنامج إيران النووي أكبر من مزايا الحد من تطوره بموجب الاتفاق النووي.

أبرز العقبات

وذكر مراسل الجزيرة في فيينا محمد البقالي أن مصدرا في الوفد الإيراني بالعاصمة النمساوية ذكر أن هناك عقبات تحول دون التوصل لاتفاق، وأبرزها -حسب الإيرانيين- عدم تقديم الأطراف الأوروبية أي مقترحات بشأن ضمانات رفع العقوبات الأميركية التي تطلبها طهران، سواء المقترحات السياسية أو القانونية أو العملية.

إعلان

وثانية العقبات -حسب الإيرانيين أيضا- أن الوفد الأوروبي يرغب في التفاوض بشأن المسارات الثلاثة بشكل متواز، بخلاف رغبة الوفد الإيراني الذي يصر على مناقشة مسألة رفع العقوبات أولا وقبل كل شيء، ومعها ضمانات عدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مرة أخرى.

بالمقابل، يصر الوفد الأوروبي على ضرورة مناقشة التزامات إيران بموجب الاتفاق النووي بالتوازي مع باقي ملفات المفاوضات، ولا أفضلية ولا أسبقية لمسار على آخر.

ويشير مصدر في الوفد الإيراني بأصابع الاتهام إلى ممثلي فرنسا وبريطانيا في مفاوضات فيينا، واصفا دورهما بالتخريبي.

الالتزامات النووية

وقد ذكرت مصادر قريبة من الجانب الأوروبي، في المفاوضات، أنها تنتظر مقترحات جديدة من الجانب الإيراني بشأن الالتزامات النووية والضمانات المتبادلة.

وقال مراسل الجزيرة في فيينا إن المفاوضين الأوروبيين يقولون إن الوقت يضغط، وإن طهران تطور برنامجها النووي في الوقت الذي تستمر فيها جولات التفاوض، والأخطر من ذلك أن مخزون اليورانيوم الذي أنتجته إيران يتجاوز السقف المسموح به في اتفاق 2015.

تصر الأطراف الأوروبية على ضرورة إخراج مخزون اليورانيوم الذي أنتجته إيران بما يفوق السقف المحدد في الاتفاق النووي، كما تطالب بتدمير أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي وضعتها طهران الأشهر الماضية داخل منشآتها النووية، وهو أمر يطالب به الجانب الأميركي أيضا.

وتصر الأطراف الأوروبية على ضرورة إخراج هذا المخزون من إيران، وأيضا تدمير أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي وضعتها طهران الأشهر الماضية داخل منشآتها النووية، وهو أمر يطالب به الجانب الأميركي أيضا.

وتجري مفاوضات فيينا بين إيران ومجموعة 1+4 (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، ألمانيا) إلى جانب مندوب الاتحاد الأوروبي. وتشارك الولايات المتحدة في المفاوضات بشكل غير مباشر، بسبب انسحابها من اتفاق 2015 بشكل أحادي.

بريطانيا وإسرائيل

وفي سياق متصل، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية اليوم إن رئيس وزراء بوريس جونسون بحث في مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي نفتالي بينيت المحادثات الجارية في فيينا بشأن اتفاق إيران النووي.

وحذر جونسون خلال المكالمة من أن الوقت لإحياء الاتفاق النووي "بدأ ينفد".

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد صرح الاثنين بأن تل أبيب لا تعارض إبرام اتفاق بين الدول العظمى وإيران، في حال تم التوصل إلى اتفاق جيد. وخلال لقاء مع صحفيين إسرائيليين، كشف لبيد عن اتصالات مع واشنطن، وباقي الدول المشاركة في مفاوضات فيينا، بهدف التأثير على صيغة الاتفاق الذي يجري العمل عليه.

وأضاف لبيد أنه بفضل الضغط الذي تمارسه إسرائيل، فإن العالم بات يتعامل بجدية أكبر مع الملف النووي الإيراني، غير أنه شدد على محافظة إسرائيل على "حريتها بالتحرك منفردة ضد إيران، باعتبارها ليست جزءا من هذا الاتفاق".

يُشار إلى أن مفاوضات فيينا بدأت في أبريل/نيسان الماضي بهدف إنقاذ الاتفاق النووي عقب الانسحاب الأميركي، وأجريت من المفاوضات 7 جولات حتى يونيو/حزيران الماضي. وبعد تعليق لنحو 5 أشهر بسبب الانتخابات الرئاسية الإيرانية، استؤنفت المباحثات اعتبارا من 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

المصدر: الجزيرة + الألمانية

إعلان