اعتراضا على تردي وضع الإعلام المصري.. هتافات ثورة يناير تهز جدران "ماسبيرو"
القاهرة- على مدار يومين، هزت هتافات اعتاد المصريون ترديدها في "ثورة يناير" عام 2011 -مثل "ارحل" و"مش هنمشي هو يمشي"- جنبات مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري الذي اشتهر بـ "ماسبيرو" نظرا لوجوده في المنطقة التي تحمل اسم عالم المصريات الفرنسي جاستون ماسبيرو.
الهتافات لم تكن تستهدف رأس السلطة هذه المرة، كما كان في ثورة يناير/كانون الثاني، وإنما طالبت برحيل رئيس الهيئة الوطنية للإعلام حسين زين، الذي وصفته الهتافات بـ "الفاشل" احتجاجا على ظروف عملهم وتدني مستويات الأجور، والمستحقات المالية المتأخرة التي لم يحصل عليها العاملون منذ عدة سنوات.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تجمهر أعداد كبيرة من العاملين داخل "ماسبيرو" وهتافات متكررة تطالب بالمستحقات المتأخرة ورحيل زين.
تكدس موظفين
ورغم تعدد مقاطع الفيديو ووضوح المطالب، فإن الهيئة الوطنية للإعلام خرجت ببيان غريب على صفحتها الرسمية في موقع فيسبوك نفت فيه تظاهر العاملين بالهيئة، وزعمت أن ما حدث لا يتعدى كونه تكدسا للموظفين بسبب تطبيق نظام البصمة الجديد في الدخول والخروج من المبنى.
في المقابل أكد عدد من الإعلاميين والعاملين بالهيئة -عبر مواقع التواصل- على المطالبة برحيل زين، معددين الأزمات التي يمر بها العاملون بها، ووجه بعضهم نداءات للرئيس عبد الفتاح السيسي بإنقاذ الإعلام الحكومي من الانهيار، على حد قولهم.
وقال مشاركون بهذه الاحتجاجات إن إدارة الهيئة الوطنية للإعلام قامت برش مياه مخلوطة بصابون على قاعة الخروج لمنع التجمهر.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان البرلمانية أميرة صابر التقدم ببيان عاجل بخصوص الاحتجاجات الواسعة للعاملين بماسبيرو نتيجة تأخر صرف مستحقاتهم والناتجة عن سوء إدارة هذه المؤسسة.
ماسبيرو لم يجد من يحنو عليه،نرجو تدخل الرئيس من أجل إنقاذ موظفي هذا المبنى الذي ولد عملاقاً متوهجاً ولانريده أن يموت قزماً مشلولاً،هذا المبنى فيه ذاكرة مصر كلها،السوفت وير الفكري والابداعي والثقافي بتاعنا كله …أرجوكم حافظوا عليه ..فالألزهايمر قاسي،وأقسى أنواعه ألزهايمر الأوطان.
— Khaled Montaser (@khaledmontaser) January 2, 2022
حقوق الزملاء
ورغم تجاهل وسائل الإعلام المصرية مظاهرات ماسبيرو طوال اليومين الماضيين، فإن الانتشار الواسع لمقاطع الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أجبر -على ما يبدو- بعض وسائل الإعلام على التفاعل معها.
وخرج الإعلامي المقرب من السلطات أحمد موسى عبر برنامجه "على مسؤوليتي" معلنا أن رسالة متظاهري ماسبيرو "وصلت لكل مؤسسات الدولة" مؤكدا أنه تتم دراسة المطالب والعمل على حلها في أقرب وقت، على حد قوله.