حرب اليمن.. واشنطن تدين هجوم الحوثيين على أبو ظبي والجماعة تعلن شروطها لوقف الهجمات

دانت الولايات المتحدة، اليوم الاثنين، الهجوم الصاروخي الحوثي على العاصمة الإماراتية (أبو ظبي) بالتزامن مع زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في حين أكد الحوثيون استمرار عملياتهم الداخلية والخارجية إذا لم توافق الحكومة اليمنية على شروطهم للسلام.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، في تغريدة، عقب ساعات من إعلان وزارة الدفاع الإماراتية اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون تجاه الإمارات، "ندين الهجوم الصاروخي الأخير للحوثيين على أبو ظبي".

وأضاف "بينما يزور الرئيس الإسرائيلي الإمارات لبناء الاستقرار في أنحاء المنطقة وتعزيزه يواصل الحوثيون شنّ هجمات تهدد المدنيين".

ومساء أمس الأحد، أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية -في بيان- أن دفاعها الجوي اعترض ودمّر صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون تجاه الإمارات.

وقال البيان "لم ينجم عن الهجوم أي خسائر، فقد سقطت بقايا الصاروخ الباليستي خارج المناطق المأهولة بالسكان".

المتحدث العسكري للحوثيين أكد أن الجماعة قصفت أبو ظبي بالصواريخ الباليستية ودبي بالطائرات المسيّرة (الجزيرة)

في المقابل، أكد المتحدث العسكري للحوثيين العميد يحيى سريع -في بيان- أن الجماعة قصفت أبو ظبي بالصواريخ الباليستية ودبي بالطائرات المسيّرة، وأن العملية حققت أهدافها.

ومضى قائلا "نفذنا عملية واسعة في العمق الإماراتي بصواريخ ذي الفقار الباليستية ضد أهداف نوعية ومهمة في أبو ظبي (لم يحددها)".

وجدّد المتحدث تحذيره للمواطنين والمقيمين والشركات بـ"الابتعاد عن  المقارّ والمنشآت الحيوية كونها عرضة للاستهداف في المرحلة المقبلة"، وقال "لن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نرى شعبنا العظيم يعاني من ويلات الحصار الخانق ويُرتكب بحقه مزيد من الجرائم".

شروط الحوثيين

في غضون ذلك، قال القيادي في جماعة الحوثي محمد البخيتي إن الحل السياسي في اليمن ممكن، إذا ما امتلكت أطراف الصراع الرغبة والقرار.

إعلان

وأضاف البخيتي، في سلسلة تغريدات على تويتر، أن جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) تملك الرغبة والقرار لعقد حوار يمني-يمني، سواء في اليمن أو أي دولة محايدة مثل عُمان.

وحسب البخيتي، فإن الجانب الحوثي سيمضي قدما في عملياته العسكرية في الداخل والخارج لتحرير اليمن وكسر الحصار، إذا لم تستجب الأطراف التي تورطت في استدعاء التدخل الخارجي لدعوات السلام الداخلي، على حد تعبيره.

الملاحة الجوية

من جهتها، ذكرت وسائل إعلام حوثية فجر اليوم الاثنين أن حركة الملاحة في مطار أبو ظبي الدولي تعطلت جراء ما وصفته بالعملية العسكرية.

لكن الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية قالت إن الحركة الجوية تسير كالمعتاد، وإن تشغيل جميع رحلات الطيران يجري على نحو طبيعي.

ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن هيئة الطيران المدني قولها إنه لا يوجد تأثير على الرحلات والمطارات نتيجة لاعتراض الصاروخ الباليستي الذي أطلقته جماعة الحوثي.

 

 

رد التحالف

وردا على الهجوم، قال التحالف العسكري الذي تقوده السعودية إنه دمر منصة إطلاق للصواريخ الباليستية في محافظة الجوف شمال شرق العاصمة اليمنية (صنعاء).

ونشرت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية مقطع فيديو قالت إنه يظهر تدمير منصة وموقع إطلاق الصاروخ الباليستي الذي استهدف الإمارات، مشيرة إلى أن الحوثيين أطلقوه من محافظة الجوف.

وفي السياق نفسه، قالت وسائل إعلام حوثية فجر اليوم الاثنين إن طيران التحالف شنّ 8 غارات على مواقع في صنعاء.

وفي الأيام الأخيرة تشنّ جماعة "الحوثي" هجمات على مصالح ومواقع إماراتية، بدأتها في الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري باعتراض سفينة شحن إماراتية قبالة محافظة الحديدة (غربي اليمن)، ثم هاجمت بمسيّرات وصواريخ باليستية أبو ظبي في 17 و25 من الشهر ذاته.

 

هرتسوغ (وسط) يقوم بأول زيارة من نوعها للإمارات (الأوروبية)

ترقب إسرائيلي

وجاء الهجوم الحوثي الجديد بالتزامن مع الزيارة الأولى من نوعها لرئيس إسرائيلي إلى دولة الإمارات، حيث التقى هرتسوغ ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد وأكد دعمه الكامل لمتطلبات الإمارات الأمنية.

وقال مكتب الرئيس الإسرائيلي عقب الإعلان عن الهجوم الحوثي إن هرتسوغ سيواصل زيارته للإمارات وفق المقرر، وإنه لا يعدّ في خطر.

وذكر المكتب -في بيان- أن "الرئيس على اطّلاع بتفاصيل الواقعة. ولم يكن هناك خطر، ولا يوجد خطر على الرئيس والوفد المرافق له".

وسادت حالة من الجدل في الأوساط الإعلامية الإسرائيلية بشأن القصف الحوثي وتوقيته. وقال العضو في الكنيست الإسرائيلي تسفي هاوزر إن الحوثيين يحاولون تعطيل أول زيارة لرئيس إسرائيلي للإمارات والتأثير على العلاقات بين الجانبين.

إعلان

ولدى استقباله الرئيس الإسرائيلي، قال ولي عهد أبو ظبي إن موقف إسرائيل من الاعتداءات على الإمارات يمثل رؤية مشتركة لمصادر التهديد، وفقا لما نقلته وكالة أنباء الإمارات.

ويشهد اليمن منذ نحو من 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على محافظات عدة بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.

وتقول الأمم المتحدة إن الحرب في اليمن بنهاية عام 2021 ستكون قد أسفرت عن مقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر.

وتسببت الحرب في خسارة اقتصاد البلاد نحو 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، حيث يعتمد معظم السكان -البالغ عددهم 30 مليونا- على المساعدات، وفق الأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة + وكالات

إعلان