شاهد بالفيديو.. هكذا كاد الاحتلال يدفن طفلة فلسطينية حية تحت ركام منزلها

كانت لحظة صادمة عند إخراج طفلة رضيعة من منزل بدأت جدرانه تتهاوى، تلك الطفلة التي لم تكن قد مشت خطواتها الأولى بعد؛ أسرعت إلى أحضان عائلتها بعد إخراجها.

بيت لحم- كادت الطفلة الفلسطينية أميرة النيص (عام وشهران)، تُدفن حيّة تحت أنقاض منزلها الذي شرع الاحتلال بهدمه وهي نائمة في منزلها ببلدة نحالين غربي بيت لحم جنوب الضفة الغربية.

وفي نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، فوجئ الأب عاطف النيص بهجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي على منزله وإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع بكثافة داخله وفي محيطه، قبل أن يشرع الجنود باقتحامه وإخراجهم بالقوة.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

وفي لحظات متتالية وسريعة، وجد النيص نفسه مع زوجته وولديه محمد (10 سنوات)، وإبراهيم (12 عاما)، ومع والديه المسنين، خارج المنزل الذي شرعت جرافة عسكرية بهدمه.

*** استخدام داخلي فقط *** شاهد.. أميرة.. طفلة فلسطينية كادت تدفن حية تحت ركام منزلها الذي هدمته اسرائيل
الطفلة أميرة من تصوير خلال إخراجها نائمة من المنزل الذي غرزت به الجرافات الإسرائيلية أنيابها (الجزيرة نت)

طفلة في المنزل

وفي جلبة طردها وهدم منزلها، أدركت العائلة أنهم أُخرِجوا بدون صغيرتهم أميرة، التي بقيت في الطابق الثاني من المنزل نائمة ولم يخرجها أحد.

سرعان ما بدأت الأم والأب والعائلة بالصراخ على جنود الاحتلال الذين منعوهم من الاقتراب والحديث وأبعدوهم عن منطقة الهدم.

وبالرغم من تصاعد النداءات بأن هناك طفلة نائمة في المنزل، فإن لم يجب أحد من القوة المحتلة، معتقدين أن العائلة تدّعي وجود طفلة للعودة إلى المنزل من أجل الرباط فيه؛ وللحيلولة دون هدمه.

ولكن، ومع صرخات العائلة التي انضم إليها الجيران للمطالبة بإنقاذ الطفلة، أراد الضابط المسؤول عن جنود الاحتلال الإسرائيلي أن يخمد غضبها، وأمر بوقف الهدم مؤقتا، قبل أن يسمح لمجندة من جيشه بالصعود إلى المنزل والتأكد من وجود الطفلة.

شاهد.. أميرة.. طفلة فلسطينية كادت تدفن حية تحت ركام منزلها الذي هدمته اسرائيل
لحظات صادمة عاشتها عائلة الطفلة أميرة (الجزيرة)

خطوات أولى هربا من الموت

بعد لحظات نزلت المجندة الإسرائيلية من الطابق الثاني، وهي تحمل الطفلة أميرة التي كاد المنزل أن يهدم على رأسها.

صمت النيص قليلا عندما تذكّر هذا المشهد، وقال للجزيرة نت كانت لحظة صادمة للجميع، ولم يستطع أحد تصوير أو توثيق ذلك؛ إخراج طفلة رضيعة من منزل بدأت جدرانه تتهاوى؛ لأن الاحتلال منع الجميع من الاقتراب وحتى التصوير.

إعلان

وضعت المجندةُ الطفلة أميرة على الأرض بالقرب من عائلتها المحاطة بجنود جيش الاحتلال، لتقف وتسرع بخطواتها الأول إلى عائلتها.

يقول والدها عاطف النيص إن أفراد الأسرة تجمدوا مكانهم وهم ينظرون إلى أميرة التي لم تكن تخطو بعد، وهي تسير وحدها نحوهم.

عاطف النيص .. والد الطفلة أميرة
عاطف النيص يحاول تجميع ما تبقى من منزله المهدّم (الجزيرة نت)

الهدم تربص بمنزل جديد

لم يكن قد مضى 4 أشهر على سكن النيص مع عائلته في منزله المكون من طابقين والمقام على أرض يملكها في بلدة نحالين غربي بيت لحم، حتى فوجئ بإخطار جديدة من سلطات الاحتلال بالهدم خلال 96 ساعة فقط.

يدّعي الاحتلال بأن منزل النيص بُني في منطقة مصنفة "ج"، وفق اتفاق أوسلو، وأنه لا يملك رخصة من سلطة الاحتلال للبناء.

ولم يستطع الرجل التوجه إلى المحاكم الإسرائيلية، أو اتخاذ أي إجراء يمنع عملية الهدم، لعدم وجود مهلة زمنية كافية لذلك.

وفوجئ النيص وعائلته بالهجوم على منزله وطردهم بالقوة منذ الصباح الباكر، ولم يستطع أن يخرج شيئا من حاجياته. ولكنه يحمد الله على سلامة عائلته وخاصة طفلته أميرة التي استطاع إخراجها، بعد أن كادت تُدفن تحت الركام.

المصدر: الجزيرة

إعلان