يهدد العاصمة جاكرتا.. جيولوجيون إندونيسيون يحذرون من زلزال مدمر بين جزيرتي جاوا وسومطرة

Powerful earthquake jolts East Nusa Tenggara, Indonesia
من آثار زلزال أول أمس الجمعة قبالة سواحل إقليم بانتن (الأناضول)

جاكرتا- حذرت هيئة الأرصاد الجوية والجيوفيزيائية الإندونيسية من أن يكون زلزال أول أمس الجمعة قبالة سواحل إقليم بانتن -الذي بلغت قوته 6.7 درجات بمقياس ريختر- ممهدا لإمكانية وقوع زلزال ثان تكون بؤرته في المنطقة نفسها، وقد تصل قوته إلى 8.7 درجات.

وتأتي هذه التوقعات رغم عدم وجود تقدير زمني لحدوث صدع زلزالي في تلك المنطقة، وعدم وجود أسلوب أو تقنية علمية لتحديد توقيت لأي زلزال متوقع في منطقة صدع معينة.

وجاءت تصريحات الهيئة لتقول إن زلزال أول أمس الجمعة ليس الذي كان ينتظر وقوعه العلماء، وليس هو الخطر الذي يتحدثون عنه، حسب المؤشرات التاريخية والجيولوجية للزلازل وموجات التسونامي في منطقة مياه مضيق سوندا الواقع بين جزيرتي جاوا وسومطرة أكثر جزر البلاد سكانا، التي وقع فيها بركان كراكاتو.

لماذا هذا التحذير؟

ولعل أبرز الأسباب التي يتحدث عنها خبراء هيئة الأرصاد الإندونيسية التي تدفع إلى توقع زلزال في منطقة مضيق سوندا -غير البعيدة عن العاصمة جاكرتا- أن هذه المنطقة لم يقع فيها زلزال بقوة تزيد على 7 درجات منذ عقود، والتصدع التكتوني الذي يمر بها يختزن طاقة يخشى أن تؤدي إلى تصدع يشعر به ملايين السكان، في عدة أقاليم إندونيسية.

ولو راجعنا تاريخ الهزات القوية التي أدت إلى أمواج تسونامي إلى الشرق والغرب من مضيق سوندا، لوجدنا أن آخرها كانت هزة سواحل باغانداران في الغرب الأوسط لجزيرة جاوا عام 2006 وكانت قوتها 7.7 درجات بمقياس ريختر، وإلى الغرب كان زلزال بنغكولو على الساحل الغربي الأوسط لجزيرة سومطرة عام 2007 وبقوة 8.5 درجات بمقياس ريختر، وكلاهما أوقع ضحايا وتسبب في دمار واسع.

People gather outside office building as they are evacuated following an earthquake in Jakarta
موظفون في العاصمة جاكرتا خارج مكاتبهم لحظة شعورهم بوقوع زلزال يوم الجمعة الماضي (رويترز)

3 أسباب لوقوع تسونامي

أما مضيق سوندا حيث حدثت هزة يوم الجمعة الماضي، فقد وقع فيه عدد من الزلازل تبعتها أمواج تسونامي في أعوام 1722، و1852، و1958، أي أن الأخير وقع قبل 64 عاما، وهي فترة طويلة في مثل هذه المقاييس، كما تعرضت المنطقة لأمواج تسونامي أخرى من نوع آخر بسبب نشاط بركاني لبركان كراكاتو الشهير، وذلك في أعوام 1883، و1928، والأخير في عام 2018.

واللافت أن تسونامي من نوع ثالث وقع في المضيق، بسبب انهيارات أرضية أو جبلية في سفح وقاع بركان كراكاتو أو غيره من الجبال في المضيق وذلك في أعوام 1851، و1883، و1889.

وقد دعت رئيسة هيئة الأرصاد الجوية والجيوفيزيائية الإندونيسية، دويكوريتا كارناواتي، المسؤولين الحكوميين المحليين في مختلف الأقاليم والمحافظات والمدن إلى أن يكونوا مستعدين لمواجهة خطر الزلازل وأمواج التسونامي بما يمكن الاستعداد به.

وقالت إن هيئة الأرصاد سجلت خلال 30 يوما مضت تزايدا في الهزات الأرضية قرب أقاليم بانتن وما جاورها من سواحل إقليم جاوا الغربية، وتصل الهزات إلى شرقي جزيرة جاوا.

زلزال من دون خسائر بشرية

وكان مسؤولون محليون في إقليم بانتن قد أكدوا أن أكثر من 1500 منزل ومبنى تهدم أو تضرر بشكل كبير من زلزال يوم الجمعة الماضي، من بينها 14 مستوصفا و25 مدرسة.

وكانت بؤرة الزلزال على بعد 200 كيلومتر من العاصمة جاكرتا، وعلى بعد 52 كيلومترا من السواحل الجنوبية الغربية لإقليم بانتن.

وقد وعدت الهيئة الإندونيسية بالتعامل مع آثار الكوارث بصرف مبلغ تعويضي لمن تهدمت أو تضررت منازلهم، حيث فقد المئات مساكنهم جراء الزلزال، من دون أن يسقط قتلى.

المصدر : الجزيرة