تداعيات تسونامي المحيط الهادي.. اليابان تطالب عشرات الآلاف من مواطنيها بإخلاء منازلهم وساحل أميركا الغربي معرض للخطر

نصحت اليابان عشرات الآلاف من مواطنيها بمغادرة منازلهم بعدما اجتاحت أمواج البحر مناطق ساحلية جنوبي البلاد نتيجة ثوران بركان في جزيرة تونغا بالمحيط الهادي، وفي حين صدر تحذير من خطر مماثل يهدد ساحل أميركا الغربي خلفت موجات المد البحري العالية (تسونامي) أضرارا كبيرة في عاصمة تونغا.
فقد قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية "إن إتش كيه" (NHK) اليوم الأحد إن التحذير الذي أصدرته السلطات يشمل نحو 230 ألف شخص في 8 مقاطعات جنوبي البلاد.
ويأتي هذا التطور بعد أن غمرت أمواج يبلغ ارتفاعها مترا واحدا مناطق ساحلية في هذه المقاطعات، التي تعرض بعضها لتسونامي مدمر عام 2011.

سفن وطائرات
وأضافت هيئة الإذاعة اليابانية أن 10 سفن انقلبت في مقاطعة كوتشي في جزيرة شيكوكو (جنوبي اليابان)، مشيرة إلى أن الخطوط الجوية اليابانية ألغت 27 رحلة في مطارات بأنحاء البلاد.
وأظهرت صور قوارب مدمرة جراء أمواج المد البحري العالية في ميناء بمدينة موروتو بمقاطعة كوتشي.
وذكرت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أن ثوران البركان في تونغا تسبب في تأخير رحلات قطارات وخدمات بريدية في بعض المناطق باليابان، كما قضى بعض السكان ليلة باردة بعد أن غادروا بيوتهم إلى مناطق مرتفعة.
BREAKING: The Pacific Island nation of Tonga is tonight the scene of a disaster after a tsunami struck. An underwater volcano erupted, plumes of smoke blacking out the sky and sending powerful waves through villages. https://t.co/wx2NZaxEPi @AlexLewisJourno #7NEWS pic.twitter.com/7Nng0zmT3d
— 7NEWS Australia (@7NewsAustralia) January 15, 2022
أضرار كبيرة
وفي وقت سابق اليوم، قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن إنه لم ترد أنباء عن ضحايا جراء موجات تسونامي، لكنها أشارت إلى أن الاتصالات مع تونغا -التي يبلغ عدد سكانها 105 آلاف، وتبعد نحو ألفي كيلومتر شمال شرق نيوزيلندا- لا تزال محدودة، حيث أدى ثوران البركان إلى قطع الإنترنت وخطوط الهاتف عن الدولة بأكملها.
وتابعت أن بلادها تبحث كيفية تقديم المساعدة لجارتها المتضررة.
وتأتي تصريحات رئيسة وزراء نيوزيلندا في وقت أعلن فيه "مركز التحذير من أمواج المد البحري العاتية في المحيط الهادي" اليوم الأحد انتهاء خطر حدوث تسونامي، جراء الثوران البركاني الهائل الذي وقع أمس الأول الجمعة على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة نوكو ألوفا عاصمة جزيرة تونغا.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن مستعدة لتقديم الدعم لجيرانها في المحيط الهادي.
A tsunami hit the island of Tonga after a volcanic eruption. #Tsunami #Tonga pic.twitter.com/d9dogjjI7W
— Aleksander Onishchuk (@Brave_spirit81) January 15, 2022
أمواج تسونامي
وأدى ثوران بركان "هونغا تونغا هاباي" إلى حدوث موجات مدّ غمرت الممتلكات، وأحدثت أضرارا بالبنية الأساسية في نوكو ألوفا.
كما أظهرت لقطات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي أمواجا عاتية تضرب شاطئ مدينة سوفا في جزيرة فيجي التي تبعد 800 كيلومتر عن مملكة تونغا.
وشملت تأثيرات الانفجار البركاني في تونغا جزيرة ساموا الأميركية التي وصلت إليها أمواج تسونامي، ولكنها كانت أقل ارتفاعا مقارنة بالأمواج التي رصدت في عاصمة تونغا وقارب ارتفاعها 1.5 متر.
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر وصول تأثيرات تسونامي جزيرة تونغا إلى دول بعيدة في أميركا الجنوبية، مثل تشيلي وبيرو والإكوادور.
وفي أستراليا، أغلقت السلطات عددا من الشواطئ تحسبا لتشكل أمواج مدّ عالية.
Tongan eruption from boat.#Tonga #Tsunami pic.twitter.com/Ls64vq1YU4
— Lynn Schore (@LynnSchore) January 15, 2022
سواحل أميركا
وحذرت سلطات الأرصاد الجوية الأميركية من موجات مد بحري كبيرة تهدد الساحل الغربي للولايات المتحدة في أعقاب ثوران بركان تحت سطح البحر بالقرب من جزيرة تونغا بالمحيط الهادي.
وشمل التحذير أيضا هاواي وألاسكا الأميركيتين، وبدت بعض شواطئ الساحل الغربي الأميركي شبه فارغة، في ظل الخشية من تشكل أمواج مدّ عالية.
وبث ناشطون مقاطع مصورة تظهر اندفاعا محدودا لمياه البحر نحو الشاطئ في مدينة سانتا كروز في كاليفورنيا نتيجة ثوران البركان في تونغا.
وأظهرت صور ملتقطة من الفضاء اللحظة التي نفث فيها البركان كتل دخان ورمادا، وتسبب في موجات تسونامي عبر المحيط.
وسمع سكان في أجزاء من نيوزيلندا وفيجي دوي انفجار البركان، الذي جعل السماء فوق جزيرة تونغا ملبدة بالغيوم السوداء نتيجة الرماد البركاني.
وكان البركان -الذي يقع على مسافة 65 كيلومترا شمال عاصمة تونغا- أطلق أثناء ثورانه سحابة من الرماد والبخار والغاز في الهواء امتدت لنحو 20 كيلومترا.
وذكرت هيئة المسح الجيولوجي في تونغا أن البركان شهد ثورانا متقطعا أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكنها أوضحت أن الثوران الذي حدث أمس الأول الجمعة كان أقوى بمقدار 7 أضعاف مقارنة بآخر ثوران له.