بعد المبادرة الأممية.. الاتحاد الأفريقي يدعم جهود حل أزمة السودان ووفد أميركي قريبا بالخرطوم

وكيل وزارة الخارجية السودانية (يمين) يجتمع مع وفد الاتحاد الأفريقي ضمن جهود حلحلة الأزمة في البلاد (الخارجية السودانية)

قال الاتحاد الأفريقي إنه مستعد لدعم التوافق السياسي بين كل الأطراف في السودان للخروج من الأزمة، وذلك خلال زيارة لوفد من الاتحاد اليوم السبت إلى الخرطوم بعد أيام من إطلاق الأمم المتحدة مشاورات أولية بين الأطراف السودانية، في حين ينتظر وصول وفد من وزارة الخارجية الأميركية إلى العاصمة السودانية في الأيام المقبلة.

واستقبل رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وفد الاتحاد الأفريقي برئاسة مفوض الأمن والسلم بان كولي أديوي، إذ تسلّم البرهان رسالة من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي تتعلق برؤية الاتحاد للأوضاع بالسودان.

ودعا المفوض الأفريقي إلى نبذ العنف وتغليب المصلحة الوطنية في السودان، لافتا إلى أن الأمر يتطلب إرادة قوية من كل أصحاب المصلحة.

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية قد قال للجزيرة إن وفدا من الاتحاد الأفريقي وصل إلى الخرطوم للإسهام في حل الأزمة السياسية الحالية، مضيفا أن الوفد اجتمع بعبد الله عمر بشير وكيل وزارة الخارجية المكلف.

وقال مراسل الجزيرة في الخرطوم الطاهر المرضي إن رسالة مفوض الاتحاد الأفريقي إلى البرهان تحدثت عن قلق الاتحاد البالغ إزاء الأوضاع في السودان والأزمة السياسية.

دعم الحوار

وأضاف المبعوث أن الاتحاد الأفريقي يريد بهذه الزيارة دعم الحوار الشامل بين كل مكونات المجتمع السياسية والاجتماعية والمجتمع المدني وأصحاب المصلحة، مع العمل على توفير المناخ المناسب للحوار من أجل الاتفاق على وثيقة تشكل مخرجا لهذه الأزمة.

ويأتي تحرك الاتحاد الأفريقي بعد أسبوع من إطلاق الأمم المتحدة مشاورات أولية لعملية سياسية شاملة بين الأطراف السودانية، بهدف التوصل إلى اتفاق يخرج البلاد من أزمتها.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أمس الجمعة، أن وفدا أميركيا بقيادة مولي في -مساعدة وزيرة الخارجية- والمبعوث الأميركي الخاص إلى القرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد سيزوران السعودية والسودان وإثيوبيا بين يومي 17 و20 من يناير/كانون الثاني الحالي.

وسيحضر الوفد الأميركي اجتماع أصدقاء السودان في الرياض، وذلك لحشد الدعم الدولي لبعثة الأمم المتحدة للمساعدة الانتقالية. وبعد ذلك سيتوجه الوفد إلى الخرطوم حيث سيلتقي بقادة عسكريين وناشطين وشخصيات سياسية، حسب البيان.

وشدد بيان الخارجية الأميركية على أن "رسالة الوفد ستكون واضحة بأن واشنطن ملتزمة بالحرية والسلام والعدالة للشعب السوداني".

الحرية والتغيير

وعلى الصعيد الداخلي، يعقد المجلس المركزي للحرية والتغيير اجتماعا لمناقشة مقترح الأمم المتحدة لحل الأزمة في السودان. وكان عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير شهاب إبراهيم قد قال للجزيرة إن المكتب التنفيذي للتحالف قرر التعامل بشكل إيجابي مع العملية السياسية التي أعلنتها بعثة الأمم المتحدة.

لكنه اشترط إنهاء ما سماها حالة الانقلاب، ووقف الانتهاكات، ورفع حالة الطوارئ، على حد تعبيره. وأفاد بأن أبرز ملامح المرحلة المقبلة تتلخص في تأسيس دستوري جديد، وانتقال مدني كامل، وأن تكون العدالةُ أولوية.

ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ينزل السودانيون إلى الشوارع للاحتجاج على إجراءات استثنائية، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحلّ مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وعزل رئيس الحكومة حمدوك، واعتقال مسؤولين وسياسيين.

وتصدّت قوات الأمن لهذه الاحتجاجات، فأسفر ذلك عن سقوط 64 قتيلا ومئات الجرحى حتى الآن، وفق لجنة الأطباء المركزية (نقابة مستقلة) الداعمة للمتظاهرين.

ووقّع رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اتفاقا سياسيا، تضمّن عودة حمدوك إلى رئاسة الحكومة الانتقالية، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

لكن في الثاني من يناير/كانون الثاني الجاري استقال حمدوك من منصبه بعد ساعات من سقوط 3 قتلى خلال مظاهرات شهدتها البلاد، وعبّر فيها المشاركون عن رفضهم لاتفاق حمدوك مع البرهان، وطالبوا بحكم مدني كامل.

المصدر : الجزيرة + وكالات