كازاخستان.. الرئيس توكاييف يتحدث عن إحباط انقلاب وبوتين يقول إن القوات الأجنبية باقية لفترة قصيرة

Summit of the Commonwealth of Independent States (CIS) heads of state in Saint Petersburg
لقاء سابق بين رئيس كازاخستان (يسار) في موسكو مع نظيره الروسي الشهر الماضي (رويترز)

قال الرئيس الكازاخي قاسم توكاييف اليوم الاثنين إن بلاده نجت من محاولة انقلاب دبرتها ما سماها "مجموعة منفردة"، في حين قال نظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم أيضا في قمة لقادة دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي إن قوات المنظمة ستبقى لفترة قصيرة في كازاخستان إلى أن تنهي مهمتها في البلد، الذي قال إنه تعرض لإرهاب دولي.

وذكر الرئيس توكاييف، في القمة التي أجريت عبر الفيديو وناقشت أحداث كازاخستان، أن من وصفها بالقوى المدمرة حاولت أكثر من مرة زعزعة الوضع في البلاد، مشيرا إلى أن المسلحين خططوا لشن هجوم على مدينة نور سلطان.

وأضاف توكاييف أن بلاده تملك أدلة على مشاركة إرهابيين أجانب في الاضطرابات، لافتا إلى أن المسلحين تخلوا عن خططهم بمجرد وصول الطائرات الأولى التي حملت قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

ألماتي أولا

وأضاف رئيس كازاخستان "الصفعة الأساسية وُجهت إلى ألماتي (كبرى مدن البلاد). وسقوط هذه المدينة كان من شأنه أن يمهد الطريق للسيطرة على الجنوب ذي الكثافة السكانية العالية ثم على البلد بأسره… ثم كانوا يخططون للاستيلاء على العاصمة".

أفراد من الجيش الكازاخي عند نقطة تفتيش بمدينة كيشمنت ضمن إجراءات الطوارئ التي فرضتها السلطات (الأوروبية)

وتابع توكاييف أن عملية واسعة النطاق "لمكافحة الإرهاب" ستنتهي قريبا إلى جانب قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي قال إنها تضم 2030 جنديا و250 قطعة من المعدات.

وقد نُكست الأعلام اليوم الاثنين فوق جميع المباني الحكومية حدادا على أرواح ضحايا الاضطرابات التي شهدتها البلاد التي اندلعت في الثاني من يناير/كانون الثاني الجاري. وكان رئيس البلاد قد أعلن اليوم الاثنين يوم حداد وطني، وأمر بإلغاء جميع التجمعات والمسابقات الرياضية حتى انتهاء حالة الطوارئ يوم 19 من الشهر الجاري.

إعلان

تصريحات بوتين

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاتهم قوى داخلية وخارجية باستغلال الوضع في كازاخستان، قائلا إن الإرهاب الدولي استهدف جارته الجنوبية، وأكد أن قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي ستبقى لفترة قصيرة في البلاد وستنسحب فور الانتهاء من مهامها.

وكان المتحدث باسم الرئيس الكازاخي صرح -أمس الأحد- بأنه يعتقد أن قوات المنظمة لن تظل كثيرا في البلاد، وإن بقاءها قد لا يزيد على أسبوع، وهي التي جاءت بطلب من توكاييف.

وأضاف بوتين أن ما جرى في كازاخستان "ليس أول محاولة ولن تكون آخر محاولة للتدخل الخارجي"، محذرا من أن روسيا لن تسمح بـ"ثورات ملونة" في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة، ومنها كازاخستان. وتطلق روسيا عبارة الثورات الملونة على الثورات التي يخطط لها الغرب في جمهوريات سوفياتية سابقة.

قوات حفظ السلام

ميدانياً، أعلن قائد مهمة قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان أندري سيرديوكوف، اكتمال عملية نشر القوات التابعة للمنظمة في مواقعها بمناطق البلاد.

وشدد سيرديوكوف الذي يشغل منصب قائد قوات الإنزال الجوي الروسية، على أن مهام قوات المنظمة في كازاخستان ستستمر لحين استقرار الأوضاع في البلاد بالكامل.

وأضاف أنه بناء على قرار مجلس منظمة معاهدة الأمن الجماعي، فإن القوات المشتركة تنفذ في الوقت الحالي مهمة حماية المنشآت الحكومية والعسكرية، والمنشآت الاجتماعية الأخرى.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تَواصُل عملية إجلاء الرعايا الروس الراغبين في مغادرة كازاخستان.

وأكدت الوزارة أنها أجلت حتى الآن 1400 من المواطنين الروس عبر جسر جوي بين مطار ألماتي في كازاخستان وعدد من المطارات العسكرية في موسكو وضواحيها.

الاعتقالات والتحقيقات

وعلى صعيد آخر، قالت السلطات الكازاخية اليوم الاثنين إنها أوقفت قرابة 8 آلاف شخص على صلة بالاضطرابات التي استمرت أسبوعا في البلد، وأضافت رئاسة الجمهورية أن السلطات فتحت 125 تحقيقا على خلفية الأحداث الأخيرة غير المسبوقة منذ استقلال البلاد عام 1989، وخلفت 164 قتيلا.

قال نائب وزير الدفاع الكازاخي إن نشر قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي على الأراضي الكازاخية سمح لقوات بلاده بمكافحة الإرهاب عقب الاضطرابات التي اندلعت قبل أكثر من أسبوع.

وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها اليوم الاثنين في مدينة ألماتي؛ حيث توفرت خدمة الإنترنت مجددا، وذكرت وزارة الداخلية أن قوات الأمن تسيطر بشكل كامل على العاصمة نور سلطان وتنفذ فيها دوريات وحملة مداهمات للمنازل. ونقلت وسائل إعلام محلية عن نائب عمدة ألماتي قوله إن الوضع مستقر، غير أنه لا يزال هناك بعض المسلحين يقاومون بشراسة، وفق تعبيره.

وصرح سلطان جمال ألدينوف نائب وزير الدفاع الكازاخي بأن بلاده "مستمرة في مكافحة الإرهاب حتى القضاء التام على جميع القوى الإرهابية"، مضيفا أن نشر قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي على الأراضي الكازاخية سمح لقوات بلاده بمكافحة الإرهاب.

وقالت وزارة الداخلية إن التقديرات الأولية لقيمة الأضرار المادية الناجمة عن هذه الاضطرابات بلغت قرابة 175 مليون يورو، إذ تعرض أكثر من 100 متجر ومصرف للنهب، ودمرت أكثر من 400 سيارة حسب إفادات الوزارة.

إقالة مسؤولين

وبعد اعتقال وإقالة رئيس لجنة الأمن القومي كريم ماسيموف الخميس الماضي بتهمة الخيانة العظمى، أقال رئيس كازاخستان أمس الأحد نائبين لكريم ماسيموف.

إعلان

وذكر الموقع الإلكتروني للرئيس توكاييف أن مارات أوسيبوف ودولت إرجوزين أقيلا من منصبي نائبي رئيس لجنة الأمن القومي، وألقي القبض على رئيسهما السابق ماسيموف الذي شغل منصب رئيس الوزراء مرتين والمقرب من نزارباييف، للاشتباه في ارتكابه خيانة، لكن السلطات لم تكشف عن أي تفاصيل بشأن هذا الزعم ضده.

واندلعت الاضطرابات في أكبر دولة في وسط آسيا عقب احتجاجات مناهضة للحكومة بعد رفع أسعار الوقود مع بداية العام الحالي، غير أن الاحتجاجات تحولت إلى أعمال عنف ونهب وإشعال النيران في مبان حكومية، مما دفع الرئيس الكازاخي إلى إصدار الأوامر للقوات بإطلاق النار للقضاء على الاضطرابات، التي قال إن مسؤوليتها تقع على من وصفهم بقطاع طرق وإرهابيين.

المصدر: الجزيرة + وكالات

إعلان