تونس.. النهضة تحذر من التمادي في خرق الدستور وواشنطن تدعو لإصلاحات شفافة وحكومة ديمقراطية

حذرت حركة النهضة الرئيس التونسي قيس سعيّد من أن استمراره في العمل خارج الدستور سيفاقم أزمات البلاد، ويأتي ذلك عقب تعيينه نجلاء بودن لتشكيل حكومة بمقتضى الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها سابقا، في حين دعت واشنطن إلى إصلاحات شفافة وتشكيل حكومة ديمقراطية.
ففي بيان نشرته الخميس، استنكرت النهضة (53 نائبا من مجموع 217 نائبا في البرلمان) مواصلة سعيّد الانفراد بالسلطة والإمعان في العمل خارج الدستور، وفق وصفها.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsوحذرت من أن تكليف رئيس حكومة من دون التقيد بالإجراءات الدستورية، وعلى أساس أمر رئاسي؛ قرار غير دستوري يعمق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وطالبت النهضة باستئناف المسار الديمقراطي من خلال التراجع عن الأمر الرئاسي عدد 117 وعبر إكساء الحكومة المقبلة الشرعية الدستورية بعرضها على البرلمان لنيل ثقته، كما ينص عليه الدستور في كل الحالات، وفق ما ورد في نص البيان.
ودعت إلى إنهاء الحالة الاستثنائية ورفع الإجراءات التعسفية في الإقامة الجبرية والمنع من السفر من دون إذن قضائي، الذي طال عددا من المواطنين والنواب ورجال الأعمال وعددا من المسؤولين السابقين.
كما دعت الحركة كافة الأطراف الرافضة لقرارات الرئيس التونسي إلى تنسيق الجهود في التصدي السلمي والمدني للإجراءات الاستثنائية التي تنذر بإنهاء المسار الديمقراطي، وفق تعبيرها.
وفي حين تتوالى المواقف الحزبية المنددة باستحواذ سعيّد على كل السلطات، ورفضه الحوار مع القوى السياسية والمنظمات الاجتماعية، أعلن النائب في "الكتلة الوطنية" بالبرلمان التونسي العياشي زمال أن 90 نائبا أمضوا حتى الآن على بيان يدعو النواب إلى استئناف أعمالهم بحلول غد الجمعة.
وأمس الأربعاء، كلف الرئيس التونسي امرأة غير معروفة في المشهد السياسي هي نجلاء بودن (63 سنة) بتشكيل حكومة جديدة في أقرب الآجال، ويفترض أن تتشكل الحكومة ضمن الإجراءات الاستثنائية التي يسير بها الرئيس البلاد منذ شهرين، وليس ضمن الدستور الذي قام بتعليق معظم أبوابه، بعدما جمد أعمال البرلمان في 25 يوليو/تموز الماضي.
حكومة ديمقراطية
في الأثناء، دعت الخارجية الأميركية اليوم الرئيس التونسي قيس سعيّد إلى إجراء إصلاحات شفافة وشاملة، وتضم المجتمع المدني والأصوات السياسية المتنوعة.
ونقلت قناة الحرة عن مسؤول بالخارجية الأميركية -لم تسمه- قوله إن واشنطن تشارك الشعب التونسي هدفه المتمثل في إقامة حكومة ديمقراطية تعالج الأزمات الصحية والمالية الخطيرة التي تواجه تونس.
وأضاف المسؤول الأميركي أن تكليف نجلاء بودن بتشكيل الحكومة التونسية الجديدة خطوة أولى نحو تشكيل حكومة قادرة على تلبية الحاجات الملحة للشعب التونسي.
بيد أن المسؤول الأميركي أشار إلى أن الإدارة الأميركية قلقة من أن تفتقر الإجراءات الاستثنائية التي أعلنها الرئيس إلى جدول زمني واضح للعودة إلى نظام دستوري.
وكان السناتور الديمقراطي كريس ميرفي وصف قرار الرئيس التونسي تعيين رئيسة للحكومة بأنه خطوة أولى مهمة نحو إعادة تونس إلى المسار الديمقراطي.
وقال ميرفي إنه من المهم أن تعكس أي إصلاحات انتخابية أو دستورية جديدة إرادة الشعب التونسي في ظل استمرار غياب الرقابة البرلمانية.
وكانت واشنطن أرسلت إلى تونس وفدين ضما عددا من المسؤولين ونواب الكونغرس، وطالب الوفدان الرئيس التونسي بالعودة إلى المسار الديمقراطي.