نيويورك تايمز: انقلابيو غينيا نفذوه أثناء تلقيهم تدريبا من القوات الأميركية

People celebrate in the streets with members of Guinea's armed forces after the arrest of Guinea's president, Alpha Conde, in a coup d'etat in Conakry, September 5, 2021. - Guinean special forces seized power in a coup on September 5, arresting the president and imposing an indefinite curfew in the poor west African country. "We have decided, after having taken the president, to dissolve the constitution," said a uniformed officer flanked by soldiers toting assault rifles in a video sent to AFP. (Photo by CELLOU BINANI / AFP) (Photo by CELLOU BINANI/AFP via Getty Images)
الغينيون مبتهجون في أحد الشوارع الغينية بعد القبض على رئيس البلاد ألفا كوندي في الخامس من سبتمبر/أيلول الجاري (الفرنسية)

ورد في تقرير نشرته "نيويورك تايمز" (New York Times) أنه رغم أن العديد من الضباط الذين دربتهم أميركا استولوا على السلطة في بلدانهم، فإن الانقلاب العسكري الأخير في غينيا هو الأول الذي يقوده ضابط أثناء خضوعهم للتدريب على يد القوات الأميركية.

وأضاف أن الولايات المتحدة تدرب قوات الدول الأفريقية إلى حد كبير ضمن برامج مكافحة الإرهاب، وكذلك لدعم الحكومات التي يقودها المدنيون، ومع ذلك فإن العديد من الضباط الذين دربتهم أميركا استولوا على السلطة، خاصة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهذا أمر محرج للبنتاغون.

نفي أميركي

وأشار التقرير إلى استنكار المسؤولين العسكريين الأميركيين الإطاحة برئيس في غربي أفريقيا، وقالوا إنهم ليس لديهم أي تحذير مما كان يخطط له طلابهم.

كان أفراد القبعات الخضر الأميركية يدربون القوات المحلية في دولة غينيا الواقعة في غربي أفريقيا، عندما أعلن الضابط الشاب ذو الشخصية الجذابة العقيد مامادي دومبويا نفسه زعيما جديدا لغينيا.

وكان فريق من حوالي 12 من أفراد القبعات الخضر في البلاد منذ منتصف يوليو/تموز الماضي لتدريب حوالي مئة جندي في وحدة القوات الخاصة بقيادة العقيد دومبويا، الذي خدم لسنوات في فيلق فرنسي بالمنطقة، وشارك في التدريبات العسكرية الأميركية، وكان حليفا وثيقا للرئيس الذي أطاح به.

وأشار التقرير إلى إدانة الولايات المتحدة، والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، الانقلاب، كما أشار إلى نفى الجيش الأميركي وجود أي معرفة مسبقة به.

يتعارض مع التعليم العسكري الأميركي

ونقل عن المتحدثة باسم القيادة الأميركية في أفريقيا كيلي كاهالان قولها إنه بمجرد أن أدرك أفراد القبعات الخضر حدوث انقلاب توجهوا مباشرة إلى سفارة الولايات المتحدة في العاصمة كوناكري، وتم تعليق برنامج التدريب. وقالت إن الانقلاب "يتعارض مع التدريب والتعليم العسكري الأميركي".

وأكد المسؤولون الأميركيون الذين سعوا إلى التقليل من أهمية الحدث في البداية، أن القاعدة التي تم فيها التدريب كانت في فوريكاريا، على بعد 4 ساعات بالسيارة من القصر الرئاسي بالقرب من حدود غينيا مع سيراليون.

تسللوا أثناء نوم مدربيهم

لكن المسؤولين الأميركيين قالوا يوم الجمعة إنهم يحققون في تقارير تفيد بأن العقيد دومبويا ورفاقه من منفذي الانقلاب قد انطلقوا في قافلة مسلحة من القاعدة نفسها في وقت مبكر من يوم الأحد الماضي، مما أثار احتمال تسللهم أثناء نوم مدربيهم.

وقالت المتحدثة باسم القيادة الأميركية في أفريقيا باردا س. أزاري للصحيفة "ليس لدينا أي معلومات عن كيفية حدوث الاستيلاء العسكري الواضح على السلطة، وليس لدينا أي إشارة مسبقة عن هذه الأحداث".

لكن مسؤولين أميركيين قالوا أمس الجمعة، كما ورد بالتقرير، إنهم مندهشون من اختيار العقيد دومبويا القيام بانقلاب في وقت كان يعمل فيه عن كثب مع الأميركيين.

يعرفونه منذ بداية صعوده

ويعرف المسؤولون الأميركيون العقيد دومبويا منذ بداية صعوده. وقد أظهرت صورة نُشرت على صفحة السفارة الأميركية على "فيسبوك" (Facebook) منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018 أنه يقف مع 3 مسؤولين عسكريين أميركيين خارج السفارة الأميركية.

وقال التقرير إنها ليست المرة الأولى التي تلقي فيها الانقلابات بأفريقيا بظلالها على برامج التدريب الأميركية في القارة. فمع اندلاع التمرد عبر الصحراء الشمالية لمالي في عام 2012، انشق قادة وحدات جيش النخبة في البلاد الذين دربتهم الولايات المتحدة في وقت حرج، ونقلوا القوات والشاحنات والأسلحة ومهاراتهم المكتشفة حديثا إلى "العدو".

وأثار الانقلاب في غينيا، وهو الانقلاب العسكري الرابع في غربي أفريقيا خلال 12 شهرا، بعد انقلابين في مالي وخلافة متنازع عليها في تشاد، مخاوف من التراجع الديمقراطي في منطقة معرضة للانقلابات في أفريقيا.

ابتسامات العسكريين الأميركيين

وتفاقم عدم ارتياح المسؤولين الأميركيين لقربهم من مدبري الانقلاب من خلال لقطات فيديو تم تداولها في الأيام الأخيرة تظهر ضباطا عسكريين أميركيين مبتسمين وسط حشد من الغينيين المبتهجين يوم الانقلاب.

وأكد مسؤولون أميركيون أن الفيديو أظهر عودة أفراد القبعات الخضر إلى السفارة الأميركية يوم الأحد الماضي، لكنهم نفوا أن يكون ذلك بمثابة دعم ضمني للانقلاب. وقالت المتحدثة أزاري إن "الحكومة والجيش الأميركيين ليسا متورطين في هذا الاستيلاء العسكري الواضح على السلطة بأي شكل من الأشكال".

غنية بالذهب

وقال ديافارو بالدي، مدرس في كوناكري، "إذا كان الأميركيون متورطين في الانقلاب، فذلك بسبب مصالحهم في التعدين"، في إشارة إلى رواسب غينيا الضخمة من الذهب وخام الحديد والبوكسايت، والتي تستخدم في صناعة الألومنيوم.

المصدر : نيويورك تايمز

إعلان