ذهبية فريال في طوكيو تجدد معركة الحجاب بمصر

القاهرة ـ منذ بدأ الكاتب قاسم أمين دعوته لما سماه "تحرير المرأة"، ومعركة الحجاب بين أنصاره وخصومه في مصر تشبه النار تحت الرماد، فلا تكاد تهدأ حتى تندلع مجددا بأقل شرارة.
جاءت الشرارة هذه المرة من أقصى الشرق، من العاصمة اليابانية طوكيو، بعدما انتهت لاعبة الكاراتيه المصرية فريال أشرف من هزيمة غريمتها، محققة أول ميدالية ذهبية لمصر في أولمبياد طوكيو.
وما إن رفعت فريال إصبعيها بعلامة النصر حتى اندلعت على مواقع التواصل معركة الحجاب القديمة التي تتجدد كل حين.
وتعدّ فريال أشرف أول فتاة مصرية في تاريخ الأولمبياد تفوز بميدالية ذهبية.
وخلال مداخلة هاتفية على التلفزيون الرسمي أمس الأحد، هنّأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بطلة الكاراتيه فريال أشرف، وأعلن إهداءها ووالديها رحلة حج، كما أعلن إطلاق اسمها على أحد الجسور الجديدة.
#السيسي يوجه بإطلاق اسم بطلة الكاراتيه #فريال_أشرف على أحد الكباري أو المحاور ويُهدي أسرتها رحلة حج pic.twitter.com/bG1eJ7honp
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) August 8, 2021
معركة الحجاب
بدأت المعركة بتدوينات لشيوخ ومحسوبين على التيار الإسلامي يشيدون فيه بانتصار لاعبة الكاراتيه المحجبة، في إشارة إلى أن حجابها لم يمنعها من الانتصار، في حين شنّ كتاب وأدباء هجوما عنيفا على أصحاب هذه التغريدات، مؤكدين أنهم يتعمّدون توظيف كل انتصار وتطويعه بتأويل ديني، "وكأن الفوز جاء لأنها محجبة".
وكأنما توقع أنصار الحجاب هجوم مناوئيهم على كون الفائزات محجبات فبادروا هم بالهجوم، فأشار أحدهم وهو اليوتيوبر الشهير عبد الله الشريف إلى اثنتين أخريين من الفائزات ببطولات خلال الأولمبياد، هما جيانا فاروق وهداية ملاك.
أما الداعية الأزهري عبد الله رشدي فأشاد بالبطلات المصريات في الأولمبياد، مؤكدا أن الحجاب لن يقف "حائط صد" في وجه التفوق.
وعدّ مغردون تلك الانتصارات الرياضية لمحجبات دليلًا على فشل نظرية "يحاول مناوئو الحجاب أن يقنعوا بها الناس بأن الحجاب يعيق النجاح والتفوق".
أثبتت البطلات المصرياتُ في الأولمبياد أن الحجاب لن يقف حائط صدٍّ في وجه التفوق، وأن الخلاعةَ ليست سببا لاكتساب النجاح.
على مُرَوِّجي الخلاعةِ أن يدركوا أنَّ المغالطاتِ الزائفةَ التي صنعوا أوثانَها أمسِ باتت تتهاوى حجارتُها اليوم أمام تيار الوعي الديني الذي صار يتغلغل في المجتمع.— عبدالله رشدي (@abdullahrushdy) August 7, 2021
التلاتة محجبات يا فريدة الشوباشي، التلاتة ناجحين يا ابراهيم عيسى، التلاتة رفعوا اسم بلدنا يا خالد منتصر، مبروك يا بنات وشكرا اوي على الرسالة الجميلة اللي في الصورة دي والله pic.twitter.com/QDViVo8tRH
— عبدالله الشريف (@AbdullahElshrif) August 8, 2021
يفضلوا يقنعوك أن #الحجاب يمنع النجاح والتفوق
والدراما تصور المحجبه انها متخلفة ورجعية 🤦♂️
والرياضية لابد أن تكون بلا حجاب ولا حياء
ثم تأتي النتيجة محجبتان فقط من بين كل هؤلاء
🛑 تتفق أو تختلف معهن لكن تحيه لهن👌👍 pic.twitter.com/vnlU560fnK— سلامة ( SALAMA ) (@FattahFattah62) August 6, 2021
جماعة، اللي عايزة تتحجب تتحجب واللي مش عايزة ما تتحجبش.. كل واحد حر وكل واحد بيشيل نفسه..
بس بعيدًا عن أي حاجة تانية.. لو جربتوا عذاب ممارسة الرياضة بلبس كامل وطرحة، ح تتفهموا المجهود المضاعف اللي عملوه عشان يوصلوا للعالمية بالحجاب.. وليه دا شيء مثير للإعجاب..
— Eman (@lastoadri) August 8, 2021
وكما توقع أنصار الحجاب، كان الطبيب والكاتب المثير للجدل خالد منتصر أول من انبرى بانتقاد "التفسير الديني لفوز الرياضيات المصريات"، قائلا في تغريدة بتويتر إن "الفوز الرياضي لاعلاقة له بالدين إلا عند قطعان الحمقى".
أما الأديب إبراهيم عبد المجيد فكانت لهجته أخف وهو ينتقد المتحدثين عن حجاب بطلات الأولمبياد، مؤكدا أن من يشيرون إلى حجاب بطلات الأولمبياد أو إلى حجاب أي امرأة في أي مجال هم من يفتح باب الجدل، ليجرّ المعركة إلى شكل زي المرأة دون عقلها.
وانتقد مغردون احتفاء إسلاميين بحجاب بطلات الرياضة في حين هم -الإسلاميون- ينتقدون زيها باعتباره غير مطابق للمواصفات الشرعية.
الفوز الرياضي لاعلاقة له بالدين إلا عند قطعان الحمقى pic.twitter.com/MxknapLpjR
— Khaled Montaser (@khaledmontaser) August 8, 2021
يقول لك اول محجبة تفوز بمنصب مستشار او اول محجبة وزيرة خارجية او اول محجبة في البرلمان الامريكي او اول محجبة تفوز بمباراة أو كذا او كذا ولما تقول الموضوع خاص بعقلها وفكرها وقوتها يقول لك انت ضد الحجاب . ياعم انت اللي بتفكرنا . وانت اللي بتفرق بين النساء . ماتقول اول امراة وخلاص.
— Ibrahim Abdel Meguid (@ibmeguid) August 7, 2021
طب ما لو صحيح كسبنا الدهب علشان البطلات محجبات
تبقى تاهت ولقينها
خلوا منتخب الكورة يتحجب
وحسام البكري يتحجب
والزمالك كمان
يتحجب السنة دي علشان ياخدوا الدوري
الحل بسيييط ياجدعان بس انتو اللي معقدينها
😂😂😂😂😂
الحجاب .. الحجاب لنخلي عيشتكوا هباب— أبونديم😛مرشدعام العلمانيين😛 (@abonadim1st) August 7, 2021
محطات الخلاف
وكان من أبرز محطات الخلاف التاريخية بين أنصار الحجاب وخصومه، حينما سخر أعلى رأس بالدولة وهو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر -في إحدى خطبه الجماهيرية- من مطالبة مرشد الإخوان المسلمين العام وقتئذ حسن الهضيبي بتعميم الحجاب.
وتعدّ السيدة انتصار عامر -زوجة السيسي- الثانية في تاريخ مصر من زوجات الرؤساء الخمس التي تظهر علنا بالحجاب، إذ كانت السيدة نجلاء محمود زوجة الرئيس الراحل محمد مرسي هي أول زوجة لرئيس مصري تظهر بالحجاب.
ومع بروز ظاهرة الممثلات المحجبات في السنوات الماضية، انتقد ممثلون هذا الاتجاه، وقال الممثل عادل إمام في لقاء متلفز إن هناك "أجندات دينية وسياسية" تقف وراء هذه الاتجاه.
ويتخذ الجدل بشأن زي المرأة وحجابها أبعادا طبقية في بعض الأحيان، إذ يُنظر إلى المحجبة على أنها ناقصة حق في ممارسة بعض الأنشطة وارتياد أماكن معينة، كما حدث الشهر الماضي مع الفتاة دينا هشام ابنة الطبيبة الشهيرة هبة قطب، حينما منعها أمن منتجع سياحي من نزول حمام السباحة بزي "البوركيني".
وفور نشر الفتاة ما واجهته، اندلع جدل موسمي معتاد بمصر مع كل صيف بشأن الزي الأنسب للفتيات والسيدات، عند خروجهن من المنزل ونزولهن مياه البحر وحمامات السباحة.
فبينما أكد مغردون حرية الاختيار المطلق للفتيات في ارتداء ما يردن في أي مكان، ذهب آخرون إلى استنكار فكرة ارتداء البوركيني من أساسها باعتبارها تحايلا على الدين، وقال مغردون إن على النساء مراعاة الذوق العام وتعليمات الأماكن التي يوجدن فيها.
"عشت في كندا 10 سنين عمر ما حصل كده"
فتاة مصرية تبكي بعد منعها من دخول حمام سباحة بسبب حجابها pic.twitter.com/tFjnQkz9SC— شبكة رصد (@RassdNewsN) June 26, 2021