الصم والبكم حاضرون بقوة في حملات التعريف بانتخابات مجلس الشورى القطري

أمير قطر يعين 28 عضوا جديدا بمجلس الشورى
أمير دولة قطر صادق نهاية الشهر الماضي على قانون انتخابي ينظم أول انتخابات تشريعية (الجزيرة)

الدوحة- كان هذا الفيديو بلغة الإشارة أحدث وسيلة لمخاطبة الناخبين القطريين من الصم والبكم لحثهم على المشاركة في أول انتخابات تشريعية تشهدها دولة قطر، والمقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وقد بثه تلفزيون قطر (حكومي) أمس الأربعاء مترجما إلى لغة الإشارة، لدعوة المواطنين إلى المسارعة بالتسجيل في جداول الناخبين، ويأتي في إطار مد جسور التواصل مع فئات المجتمع كافة.

ويقول مذيع لغة الإشارة محمد البنعلي، في حديث للجزيرة نت، إن القطريين يتهيؤون للمشاركة في حدث جديد عليهم وهو الانتخابات، وبالتالي فهناك الكثير من الأمور التي قد تغيب عن الأشخاص المتوقع مشاركتهم سواء كناخبين أو مرشحين، ومن هؤلاء الناس فئة الصم والبكم.

 

الحق في المعرفة

ويوضح البنعلي -الذي شارك في ترجمة الفيديو التوعوي الذي بثه تلفزيون قطر إلى لغة الإشارة- أنه خلال الترجمة لجأ إلى استخدام الاشارات المحلية القطرية وليس العربية نظرا لأن الفيديو يحمل رسالة موجهة للداخل القطري.

ويلفت إلى أن هناك اختلافا في لغة الإشارة من دولة إلى أخرى لكن هناك إشارات عامة ومشتركة، مشيرا إلى أنه بصدد تقديم فيديوهات أخرى للصم والبكم عن الانتخابات الفترة القادمة.

وعن أسباب لجوء العديد من المؤسسات لترجمة فعالياتها وأنشطتها إلى لغة الاشارة، يقول البنعلي إن الكثير من الدول العربية وقعت على الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة والتي ينص أهم مبادئها على أن من حق الأصم الوصول للمعلومة، وبالتالي أصبح وجود المترجم من الأمور المألوفة.

وأشار البنعلي إلى أن دولة قطر كانت من السباقين في هذا المجال، وانتبهت لهذه الشريحة من المجتمع وأعطت لهم الأهمية، مضيفا أن الفيديو الذي بثه تلفزيون قطر بلغة الإشارة، والخاص بالتعريف بانتخابات مجلس الشورى، خير دليل على حرص الدولة على هذه الفئة من المجتمع وضمان مشاركتها في الانتخابات بفعالية.

اهتمام متزايد

من جانبها تقول مديرة مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة الدكتورة هلا السعيد إن فئة الصم والبكم جزء من المجتمع، ولهم حق التصويت والترشح للانتخابات إذا توافرت فيهم الشروط.

وأضافت أن الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تنص على حقهم في ممارسة كافة الحقوق السياسية، والمساواة مع الآخرين أمام القانون والعيش المستقل والادماج بالمجتمع، كما أن الدولة وفقا للاتفاقية ملزمة بتنفيذ ذلك.

وتوضح الدكتورة هلا، في حديث للجزيرة نت، أن قطر من أوائل الدول التي صادقت على هذه الاتفاقية وتعد من أكثرها التزاما بها، وخير مثال على ذلك الاهتمام الذي توليه المؤسسات القطرية بالأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام والصم والبكم بشكل خاص، بالإضافة إلى المزايا والحقوق التي يتمتعون بها سواء في تلقي الخدمات أو الحصول على الوظائف.

وترى مديرة مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة أن توجيه التلفزيون الرسمي رسالة مصورة إلى هذه الفئة من المجتمع (الصم والبكم) تعني الاهتمام المتزايد بهم من جانب الدولة بهدف دمجهم في محيطهم وتجنبهم الانعزال.

وتشير إلى أن انتخابات المجلس البلدي الأخيرة عام 2019 شهدت مشاركة فعالة من جانب الأشخاص ذوي الإعاقة بعد توفير كافة التجهيزات لتسهيل تصويتهم، مشيرة إلى أن حرص الدولة على مشاركة الصم والبكم في الانتخابات يؤكد أنهم رقم مهم في المجتمع وهو أمر إيجابي يحسب لقطر ومسؤوليها.

وكان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد صادق نهاية الشهر الماضي على قانون انتخابي ينظم أول انتخابات تشريعية في البلاد، ويقضي بتحديد الدوائر الانتخابية لمجلس الشورى ومناطق كل منها بحيث يُنتخب عضو واحد عن كل دائرة.

وسيجري التصويت لاختيار ثلثي أعضاء مجلس الشورى، والمؤلف من 45 مقعدا، ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات الأولى من نوعها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

المصدر : الجزيرة

إعلان