شاهد- بعد عام من فاجعة مرفأ بيروت.. لبنانيون يروون آلامهم وجراحهم غائرة
ترك انفجار مرفأ بيروت -في الرابع من أغسطس/آب العام الماضي 2020- أثرا سلبيا في نفوس من خسروا أحباءهم أو أصيبوا بجراح أو تشردوا جراء الانفجار.
وتختلف تجارب اللبنانيين الذين عاشوا لحظات مرعبة في ذلك اليوم، لكنهم يتفقون على ضرورة كشف حقيقة ما حصل ومحاسبة كافة المسؤولين.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsلكسبرس: في لبنان.. ساعة التغيير لم تحن بعد
بارقة أمل في الحياة.. ما قصة الطفل اللبناني جورج؟
فمثلا كارلين كرم -التي فقدت زوجها وشقيقها وابن عمها في الانفجار- كانت تحلم وتخطط أن تكبر وزوجها معا حتى يشيبوا، وكان يقول لها مازحا إنها ستعيش أكثر منه؛ لكن لم تتخيل أن يعاجله القدر بهذه الصورة.
وعاشت كارلين لحظات صعبة مع كابوس الموت بعد الانفجار حين كانت تبحث عن أفراد عائلتها وانتظرت 9 أيام من البحث والتحري حتى وجدت أشلاء لشقيقها وابن عمها وبعدها بيومين وجدت أشلاء لزوجها.
وتقول إن الشوق والفقدان كل يوم يزداد ويزداد معه الغضب؛ لأن الحقيقة التي يمكن أن تشفي شيئا من غليل النفس لم تظهر بعد.
فيما روى محمد دقدوقي -أحد الناجين من انفجار مرفأ بيروت- أنه حين رأى بواكير الانفجار في المستودع ظنها مفرقعات كتلك المستخدمة في الأعياد والمناسبات، وبينما كان يقود سيارته وقع الانفجار فتحطمت سيارته وأصيب إصابات بليغة غرق على إثرها في دمائه.
وبعد عام من الانفجار استطاع دقدوقي أن يؤمّن رجلا اصطناعية؛ لكنه فقد عينه اليسرى، ويعاني الآن من البطالة جراء ما أصابه من الانفجار.
أما إيمانويل خنيصر فقالت -وهي ممسكة بطفلها- إنها كانت لحظة الانفجار جاهزة لوضع مولودها، وبينما كان يتحضر زوجها للدخول معها إلى غرفة الولادة؛ وقع الانفجار، ولم تعرف مصيرها ولا مصير زوجها.
تلك اللحظات لا يمكن أن تنسى من حياتها وحياة ابنها الذي تصادفت ولادته مع انفجار لا تزال شظاياه عالقة في نفوس اللبنانيين جميعا.
ويحكي ميغو ظوموجيان -وهو عنصر في فوج إطفاء بيروت شارك في عمليات الإسعاف- أنه بينما كان ورفاقه يجلسون في مقر العمل تلقوا خبر بحريق في الميناء فذهب 10 من زملائه، وحاول التواصل معهم لكن أحدا منهم لم يرد عليه.
وبعد مرور عام، يتذكر ظوموجيان رفاقه بكل أسى وشوق، وينتظر العدالة وحق زملائه.
وما يزال اللبنانيون الذين عايشوا الانفجار يبحثون عن أجوبة تخفف عنهم وطأة الألم.
وفي الرابع من أغسطس/آب 2020 وقع الانفجار بالعنبر رقم 12 في المرفأ، وتسبب في مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة نحو 6 آلاف آخرين، فضلا عن دمار مادي هائل في الأبنية السكنية والمؤسسات التجارية.
وخلص تحقيق -أجرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" (Human Rights Watch) الحقوقية الدولية عن انفجار مرفأ بيروت- إلى أن المسؤولين اللبنانيين علموا وقبلوا ضمنيا بالمخاطر التي تشكلها مادة نترات الأمونيوم التي خُزنت في المرفأ، وبالتالي يمكن اتهامهم جنائيا بالقصد الاحتمالي لجريمة القتل.
وأشار التحقيق إلى أن المسؤوليات تبدأ من رئيسي الجمهورية والوزراء، ووزراء حاليين وسابقين وقادة أمنيين، مضيفا أنه جرى توقيف صغار المسؤولين، فيما لم تتم ملاحقة الكبار منهم الذين علموا بالمخاطر ولم يتصرفوا.