فرنسا تدعو لتطبيق قرار مجلس الأمن.. طالبان تبحث مع قطر وتركيا تأمين المطار وتعلن انتهاء مشاورات تشكيل الحكومة

مسؤولون من طالبان يدخلون مطار كابل الدولي بعد اكتمال رحيل القوات الأميركية (الأناضول)

أكدت حركة طالبان أنها تجري محادثات مع قطر وتركيا بشأن تأمين مطار كابل، تزامنا مع انتهاء مشاورات تشكيل الحكومة، في حين طالبت فرنسا وبريطانيا بضمان خروج آمن للراغبين في المغادرة بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.

فقد قال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد -في تصريحات للجزيرة من داخل مطار كابل الدولي- إن الحركة تجري محادثات مع قطر وتركيا بشأن تشغيل المنشأة التي كانت خاضعة للقوات الأميركية.

وأضاف مجاهد أن الحركة مشغولة الآن بتأمين المطار وتشغيله.

من جهته، قال القيادي في طالبان أنس حقاني للجزيرة إن المحادثات جارية مع خبراء ومتخصصين للعمل على تأمين مطار كابل.

وأضاف حقاني أن المطار، الذي شهد في الأسبوعين الماضيين عمليات إجلاء شملت عشرات الآلاف من الرعايا الغربيين والأفغان، سيعود إلى العمل كالمعتاد.

وفي السياق، نقلت وكالة رويترز عن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قوله إن طالبان تجري محادثات مع قطر وتركيا بشأن إدارة مطار كابل.

الخروج الآمن

وشدد لودريان على أهمية تأمين المطار في أسرع وقت ممكن حتى يتمكن الراغبون بمغادرة أفغانستان من القيام ذلك عبر الرحلات الجوية التجارية، مؤكدا في الوقت نفسه أهمية مواصلة الضغط على طالبان دون التفاوض معها.

إعلان

كما أشار الوزير الفرنسي إلى ضرورة تطبيق القرار الذي تبناه أمس الاثنين مجلس الأمن الدولي والمتعلق بتأمين مطار كابل الدولي.

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني دومنيك راب إن على طالبان توفير ممر آمن للرعايا البريطانيين والأفغان الذين يحق لهم مغادرة البلاد.

وبينما عبر راب عن أسفه لبقاء أي أفراد ممن يرغبون في مغادرة أفغانستان داخل البلاد، أكد أن بريطانيا تضع آلية لتأمين خروجهم.

وأضاف أن بريطانيا حققت مكاسب ملموسة من جميع التضحيات، مشيرا إلى ضرورة اعترافها وحلفائها بالواقع الجديد وما يمكن التخطيط له بشأن المستقبل، مؤكدا أن بلاده تحتفظ بحق الدفاع عن النفس ضد أي جماعة إرهابية تهاجمها، حسب تعبيره.

ونفى الوزير البريطاني بشدة ما أوردته تسريبات أميركية بشأن مسؤولية بريطانيا عن انفجار مطار كابل الذي قتل فيه 13 جنديا أميركا بسبب ترك جنودها بوابة المطار مفتوحة.

بدوره، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن بلاده تتطلع لتشكيل حكومة موسعة في أفغانستان تضم كل العرقيات.

رعايا تم إجلاؤهم من كابل يصلون إلى قاعدة في جنوب إسبانيا (وكالة الأنباء الأوروبية)

قرار مجلس الأمن

وكان مجلس الأمن الدولي اعتمد أمس الاثنين مشروع قرارٍ قدمته فرنسا وبريطانيا يدعو لتأمين ممر لإجلاء المغادرين من أفغانستان بعد 31 أغسطس/آب واحترام حقوق الإنسان، وقد أيد المشروع 13 دولة، وامتنعت روسيا والصين عن التصويت.

وجاء في نص القرار أن المجلس يأمل أن تفي حركة طالبان بالتزامها والسماح للأفغان والرعايا الأجانب بمغادرة أفغانستان عبر أي معبر حدودي بما في ذلك مطار كابل.

ودعا القرار لاتخاذ خطوات لتعزيز الأمن في أفغانستان، مشيرا إلى قلق المجلس من المعلومات الاستخبارية بشأن احتمال وقوع هجمات إرهابية هناك.

وأكد المجلس أهمية عدم استخدام الأراضي الأفغانية لتهديد أي بلد أو مهاجمته أو لإيواء الإرهابيين، كما أكد أهمية دعم حقوق الإنسان بما فيها حقوق النساء والأطفال والأقليات في أفغانستان.

إعلان

وقد دعت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد المجتمع الدولي إلى مساعدة من يريد الخروج من أفغانستان، مؤكدة التزام المجتمع الدولي بضمان ألا تتحول أفغانستان ملاذا للإرهاب.

برادر أجرى مشاورات في كابل وقندرهار بشأن تشكيل الحكومة (رويترز)

تشكيل الحكومة

على صعيد آخر، أكد مصدر في طالبان للجزيرة انتهاء المشاورات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة في أفغانستان، وقال إن النتائج ستعلن قريبا.

وقال القيادي في طالبان أنس حقاني للجزيرة إن الحركة منفتحة على الجميع، وإن المشاورات مستمرة لتشكيل نظام سياسي، مشددا على عدم التدخل الخارجي في شؤون أفغانستان.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا عبد الغني برادر قد أجرى مؤخرا مشاورات بشأن تشكيل الحكومة، وانضم زعيم الحركة الملا هبة الله آخوند زاده إلى المشاورات في مدينة قندرهار (جنوبي أفغانستان).

من جهته، قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي اليوم إن بلاده تتوقع تشكيل حكومة توافق في أفغانستان في غضون أيام.

ملف اللاجئين

من جانب آخر، يبحث وزراء الداخلية الأوروبيون اليوم ملف اللجوء من أفغانستان مع توقعات بوصول آلاف اللاجئين الأفغان إلى أوروبا في الفترة المقبلة.

وفي مسودة البيان الختامي للاجتماع -التي اطلعت عليها الجزيرة- سيشدد الوزراء على ضرورة توحيد المواقف للعمل على عدم تكرار أزمة اللاجئين التي شهدتها دول الاتحاد الأوروبي عام 2015.

ومن المقرر أن يناقش الاجتماع سبل دعم الدول المجاورة لأفغانستان لاستضافة اللاجئين، إلى جانب تنظيم حملات دعائية تستهدف إقناع الأفغان بعدم مغادرة بلادهم.

كما يناقش الاجتماع أيضا المخاوف الأمنية التي قد تصاحب موجة اللجوء إلى العواصم الأوروبية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان