عائلات محاصرة ومخاوف من الاعتقال والتصفية.. النظام السوري يصعّد في درعا

يعاني المدنيون في درعا منذ قرابة شهر من نقص المؤن وغياب مقومات الحياة وضعف الخدمات الطبية، مع تجدد القصف والتهديد بالاقتحام من قبل قوات النظام السوري المدعومة بالمليشيات الإيرانية

شمال سوريا – عاد التصعيد العسكري والقصف على درعا (جنوبي سوريا) مع تعثر المفاوضات وفشلها بين الوجهاء في درعا والوفد الروسي أمس الاثنين، مما جعل مصير آلاف العوائل المحاصرة في أحياء درعا البلد مجهولا، وسط إدانات خجولة من المجتمع الدولي.

ومع تجدد القصف والتهديد بالاقتحام من قبل قوات النظام السوري المدعومة بالمليشيات الإيرانية يتخوف المدنيون في قلب الحصار من أعمال انتقامية، في الوقت الذي يعانون منذ قرابة شهر من نقص المؤن وغياب مقومات الحياة وضعف الخدمات الطبية.

وجراء عودة شبح القتال والمعارك بدأ عدد من الأهالي بالنزوح من أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيمات نحو أحياء درعا المحطة التي يسيطر عليها النظام السوري، في ظل مخاطر الاعتقال والتصفية.

صورة نشرها الدفاع المدني لآثار القصف على حي سكني في درعا (مواقع التواصل)

النفير العام

الناشط الإعلامي من درعا البلد أبو الطيب قطيفان قال إنه في اللحظة التي يتحدث فيها تقوم قوات النظام السوري بقصف أحياء المدنيين بالدبابات والمدفعية وعربات الشيلكا وقذائف الهاون، وسط محاولات اقتحام بري من قبل عناصر الفرقتين الرابعة والتاسعة في جيش النظام السوري.

وأضاف قطيفان في حديث للجزيرة نت أن دعوات للنفير العام أطلقت في عموم درعا دعما للمدنيين المحاصرين في درعا البلد، بهدف منع النظام من اقتحام المنطقة.

إعلان

وبحسب قطيفان، فإن المياه والكهرباء مقطوعتان منذ أكثر من 10 أيام على قرابة 50 ألف مدني من أهالي درعا البلد، ولا يحصلون على أي مواد غذائية، ويعتمدون على مساعدة بعضهم البعض في تأمين قوتهم اليومي، واصفا الوضع الإنساني بالمأساوي.

جيش النظام السوري يحاصر منذ أيام أحياء درعا البلد (الأوروبية)

دروع بشرية

وفي الفترة التي سبقت فشل المفاوضات تمكن النظام السوري من التقدم إلى أطراف درعا البلد، حيث يحتجز الآن قرابة 250 عائلة في مناطق تل السلطان ومزارع النخلة ومزارع الشياح كرهائن، بحسب مصدر من وجهاء درعا رفض الكشف عن اسمه.

وحذر المصدر من إمكانية قيام قوات النظام السوري باستخدام العوائل دروعا بشرية أثناء اقتحامه أحياء درعا البلد، مؤكدا أنه تمت تصفية شخصين من الرهائن على يد قوات النظام، فيما يتعرض الباقون للضرب والشتائم والإهانات.

وناشد المصدر من خلال الجزيرة نت السماح للأهالي بخروج آمن نحو الشمال السوري بإشراف الأمم المتحدة وروسيا، معتبرا أن النظام السوري هو من فرض القتال على الأهالي، مما أجبرهم على حمل السلاح لمواجهة قواته والمليشيات التي تسانده وتحاول اقتحام درعا البلد.

في "حكم الميت"

على وقع القصف دمر النظام السوري مؤخرا النقطة الطبية الوحيدة التي تقدم الخدمات العلاجية لأهالي درعا البلد، ليصبح الآلاف منهم معرضين لخطر الموت نتيجة خروج المستوصف الأخير في المدينة من الخدمة.

وقال الطبيب زياد محاميد إن الكوادر الطبية تعمل اليوم في نقطة طبية إسعافية بدائية غير ملائمة من حيث التعقيم والتهوية للمصابين وتقوم بتقديم علاج بسيط، مؤكدا أن المريض الذي يحتاج إلى عمل جراحي الآن هو بحكم الميت بسبب الحصار.

والنقطة الطبية تعاني أساسا قبل الحصار والقصف من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، ويتم تحويل المرضى القادمين إليها إلى المستشفى الوطني أو المستشفيات الخاصة في محافظة درعا.

إعلان

وأضاف محاميد في حديث للجزيرة نت أن الخدمات في هذه النقطة وسط ظروف الحرب محدودة جدا، خصوصا لأصحاب الأمراض المزمنة، فلم تعد هناك أدوية سوى مسكن سيتامول، مشيرا إلى وفاة مريض مصاب بالبطن بعد 12 ساعة بسبب غياب أي خدمات علاجية.

ووجه محاميد نداء للمعنيين بالأمر من المنظمات الطبية والإنسانية للتدخل سريعا، لإنقاذ المدنيين المحاصرين المعرضين للموت جراء الحصار ونقص الرعاية الطبية.

المصدر : الجزيرة

إعلان