متحور "دلتا" لأول مرة بمصر.. ترخيص طارئ للقاح محلي وانتقادات برلمانية للحفلات الغنائية

القاهرة – في وقت تعاني فيه كثير من دول العالم من متحور فيروس كورونا سريع الانتشار "دلتا"، لم تشر أي تصريحات لمسؤولين حكوميين بمصر إلى وجود المتحور الجديد داخل البلاد، وعلى مدار الأسابيع الماضية اقتصرت التوجيهات الرسمية على الالتزام بالإجراءات الاحترازية تحسبا لبدء الموجة الرابعة للوباء، في سبتمبر/أيلول المقبل.
تلك الطمأنة الحكومية لخلو البلاد من المتحور الجديد قابلتها، أمس الاثنين، تصريحات صادمة أدلت بها وزيرة الصحة هالة زايد تعلن فيها رصد حالات "دلتا بلس" في الشهر الماضي.
وأوضحت، خلال مؤتمر صحفي، أن وزارة الصحة رصدت أول حالة مصابة بالمتحور دلتا في منتصف يوليو/تموز الماضي، في حين توالى رصد الإصابات في الأسابيع الأخيرة.
وكان مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، محمد عوض تاج الدين، أكد في أكثر من مناسبة خلال الشهر الجاري عدم ظهور متحور دلتا في مصر.
وأكدت وزيرة الصحة أن "دلتا" لم يثبت علميا أنه الأشرس بين متحورات كورونا، مضيفة أن جميع اللقاحات قادرة على مواجهته وأنه لا داعي للقلق والتوتر.
وكان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط أحمد المنظري صرح أن متحور دلتا سريع الانتشار بدرجة كبيرة، ويسبب عدوى بمقدار ضعف العدوى التي تسببها السلالة الأصلية من الفيروس.
وقال، في تصريح متلفز الأسبوع الماضي، إن هناك 142دولة أبلغت عن ظهور السلالة الجديدة من كورونا "المتحور دلتا"، بما في ذلك ثلثا بلدان إقليم شرق المتوسط.
انتقاد
وقبل يوم واحد من إعلان وزيرة الصحة عن انتشار المتحور الجديد داخل البلاد، انتقد رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب أشرف حاتم طريقة إدارة الحكومة ملف الإجراءات الاحترازية لمواجهة الوباء، لافتا إلى التشدد والتساهل في تطبيق الإجراءات على حسب الطبقة الاجتماعية.
وقال في مداخلة هاتفية مع برنامج "حضرة المواطن" المذاع على شاشة "الحدث اليوم" إن الدولة تسمح بتنظيم حفلات في مناطق ساحلية لا سيّما الساحل الشمالي -منطقة سياحية- في مقابل غلق دورات المياه في المساجد.
وتساءل مستنكرا: "الدولة تغلق دورات المياه في المساجد فكيف تسمح بالحفلات في الساحل الشمالي؟".
وطالب بمحاسبة الحكومة في ظل الزيادة الملحوظة لحالات الإصابة بكورونا، مشيرا إلى رصد حالات تبحث عن أسرّة في المستشفيات.
الإخفاء جريمة
ولاقت تصريحات وزيرة الصحة بشأن انتشار المتحور الوبائي تفاعلا كبيرا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وراوحت التعليقات بين التحذير من الفيروس وضرورة العودة للالتزام بالإجراءات الاحترازية، وانتقاد إخفاء خبر اكتشاف حالات مصابة معتبرة إخفاء الوباء جريمة.
ألم يكن من الواجب أن تبلغي الشعب حتى يستقبل الفيروس المتحور معك؟
إخفاء الوباء جريمة الجرائم .. صارحوا الناس، وضعوهم أمام مسوؤلياتهم، ثم اتخذوا إجراءات الوقاية. pic.twitter.com/EFkyVVtNqJ— عمار علي حسن Ammar Ali Hassan (@ammaralihassan) August 23, 2021
مصر حاليا شبه الاتحاد السوفيتي من 40 سنة مثلا وقت تشيرنول ، العالم كله يقول في كارثة و هما يقولوا لا ده تسرب غاز ، و قيس كده علي كوفيد ، العالم كله سلالة دلتا دايسة علي وشه و هنا في مصر بعد بتاع 60.000 حالة بيقولوا اكتشفنا حالة https://t.co/tKbTaV5NFw
— عَبدُاللّه سَاْمْ. (@ElJarahpro) August 23, 2021
متحور دلتا لفيروس كورونا ظهر في مصر منتصف شهر يوليو واحتفالا به تم فتح المصايف والمنتجعات السياحية والشواطئ العامة علي مصراعيها ، وإقامة الحفلات الموسيقية والغنائية بدون اى إجراءات احترازية ، وازدحمت الحدائق والمتنزهات والاسواق بالمواطنين ؟ والنتيجة ارتفاع الاصابات وبدء الموجة 4
— ali elgamal (@alielgamal100) August 23, 2021
عايزين تطعيم الاطفال من كورونا لأن متحور دلتا شغال عليهم واكتر مرضى كورونا ف امريكا من المراهقين وبيدخلوا المستشفيات بسببه وابتدي يظهر ف مصر
عايزين تطعيم الاطفال يا حكومة.
— CHERRY🌸 (@Tonacherr_Nour1) August 23, 2021
المتحور " دلتا " من فيروس كورونا وصل مصر بألف سلامة و وزارة الصحة رصدت اول حالة مصابة بيه و دا ف الوقت الى معظمنا بدأ يتخلى عن حذره من العدوى بفيروس كورونا اصلا … ربنا يستر
— zeyad (@el_atar_zeyad) August 23, 2021
رخصة للقاح
وبالتزامن مع الإعلان عن انتشار متحور دلتا، أعلنت هيئة الدواء المصرية منح رخصة الاستخدام الطارئ للقاح سينوفاك-فاكسيرا المنتج محليا.
وأكدت الهيئة، عبر بيان صحفي أصدرته أمس الاثنين، اجتياز اللقاح عمليات التقييم اللازمة من قبل الهيئة، طبقا للقواعد والمرجعيات العالمية المتبعة لتقييم أمان اللقاحات وجودتها وفاعليتها.
وأعلنت وزارة الصحة إنتاج 15 مليون جرعة من لقاح سينوفاك، على أن يتم توريد أول مليون جرعة لمراكز اللقاحات بجميع المحافظات اعتبارا من اليوم الثلاثاء. ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية الشهرية من اللقاح المنتج محليا بين 15 إلى 18.5 مليون جرعة.
وفي الأيام الماضية سجلت وزارة الصحة تزايدا متسارعا في عدد الإصابات اليومي بفيروس كورونا، إذ سجلت المستشفيات الحكومية أمس الاثنين 189 حالة إصابة بفيروس كورونا، لتتخطى بذلك 5 أضعاف الإصابات المسجلة نهاية شهر يوليو/تموز الماضي.
ويبلغ إجمالي المصابين بالوباء 286 ألفا و541، من ضمنهم 236 ألفا و75 حالة شفاء، و16 ألفا و676 حالة وفاة.
وسجل نحو 10 ملايين مواطن مصري بياناتهم عبر الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة من أجل الحصول على اللقاح، في حين حصل 7.5 ملايين مواطن على اللقاح، وفق التصريحات الرسمية.