في جلسة مغلقة.. الكونغرس يطالب الاستخبارات الأميركية بإجابات عن أسئلة الفشل في أفغانستان

لم يكشف النقاب عن هوية مسؤولي أجهزة الاستخبارات الذين ظهروا في أول مواجهة مع الكونغرس. (غيتي)

خلف أبواب مغلقة، ظهر كبار مسؤولي أجهزة الاستخبارات الأميركية للمرة الأولى منذ سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية أمام لجنة الاستخبارات بمجلس النواب.

وفي جلسة سرية شارك فيها أعضاء اللجنة المكونة من 23 عضوا -13 ينتمون للحزب الديمقراطي و10 أعضاء جمهوريين- لم يحصل الأعضاء على إجابات شافية لكل الأسئلة المتعلقة بالفشل الاستخباراتي في توقع ما شهدته الأسابيع الأخيرة في أفغانستان.

ولم يكشف النقاب عن هوية مسؤولي أجهزة الاستخبارات الذين ظهروا في أول مواجهة مع الكونغرس.

عقب انتهاء الجلسة، تحدث رئيس اللجنة النائب الديمقراطي آدم شيف وقال إن "هذه مجرد البداية، فلدينا أسئلة مختلفة، وسنعرف في عدة جلسات مع كبار مسؤولي العديد من الأجهزة الاستخباراتية تقييمهم للأوضاع داخل أفغانستان خلال الأسبوعين الأخيرين، وخلال الـ20 عاما الماضية".

ولم يكشف شيف عن تفاصيل سير الاجتماع، لكنه أشار إلى أن "تقييماتهم كانت متشائمة حول مسار الأحداث في أفغانستان خلال الأشهر الستة الأخيرة، لكن لم يتوقع أحد الانهيار بهذه الطريقة وبهذه السرعة".

تشكيك في موعد الإجلاء

وشكك النائب شيف -بناء على ما سمعه في الجلسة من قادة الأجهزة الاستخباراتية- في موعد 31 أغسطس/ آب الجاري لاستكمال إجلاء الأميركيين والمتعاونين من الأفغان، وأرجع شيف ذلك إلى كثرة أعداد الراغبين في الرحيل من أفغانستان.

إعلان

وأشار شيف إلى وجود كثير من القيادات النسائية الأفغانية والصحفيين والعاملين في المنظمات المدنية غير الحكومية والنشطاء الواجب تأمين خروجهم من أفغانستان. وبسبب التعقيدات اللوجستية، لا يتصور أن يتم استكمال تلك المهمة في الموعد المحدد. وعبر شيف عن عدم ممانعته في "مد أمد بقاء القوات الأميركية في أفغانستان لحين استكمال عملية الإجلاء".

وكانت حركة طالبان قد أعلنت أمس الاثنين أنها لن تقبل تمديد مهلة انسحاب القوات الأميركية في أفغانستان التي تنتهي في 31 أغسطس/آب الجاري، وذلك بعد تلويح الرئيس الأميركي جو بايدن بإمكانية مد فترة بقاء القوات الأميركية.

ففي وقت سابق، أشار بايدن أمس الأول إلى أن القوات الأميركية قد تبقى في أفغانستان بعد الموعد النهائي المحدد للانسحاب لإجلاء الأميركيين، وأشار إلى أن هناك مناقشات جارية مع الجيش الأميركي بشأن التمديد، ولكنه أعرب عن أمله ألا تضطر بلاده إلى التمديد، مشيرا إلى أن الأمر منوط بمدى التقدم في عملية الإجلاء. وأشاد بايدن كذلك بتعاون حركة طالبان فيما يتعلق بتأمين مطار كابل.

نجاح صغير وفشل كبير

واعتبر شيف أن بلاده نجحت في مهمتها الأولى والأساسية في أفغانستان بتحجيم قدرات تنظيم القاعدة، وبسبب بذلك "لم تشهد بلادنا هجمات أخرى على غرار 11 سبتمبر/أيلول".

وعن مخاوف الكثير من أعضاء الكونغرس من عودة أفغانستان لتكون ملاذا آمنا للإرهابيين، أكد شيف أن لدى الولايات المتحدة "قدرات واسعة، لكنها بالطبع ستقل عما هي عليه الآن بعد استكمال الانسحاب".

وأشار سيف إلى أن هناك "تهديدات إرهابية من خارج أفغانستان تفوق التهديدات الإرهابية من داخل أفغانستان".

وعبر شيف عن مخاوفه من استغلال جماعات إرهابية لحالة الفوضى والسيولة داخل محيط مطار كابل وحوله لشن هجمات أو القيام بتفجيرات لإرباك عملية الانسحاب الأميركي ولتعقيد عملية الإجلاء وخلق أزمة بين الولايات المتحدة وطالبان.

إعلان

وأستبعد النائب شيف أي نجاح لمسار المفاوضات السياسية بين حركة طالبان والقوى السياسة الأفغانية بهدف المشاركة في الحكم، وقال "اتجهت المفاوضات في مسار مختلف عما تطلعنا إليه. والآن بعد سيطرة طالبان على ساحات القتال، اختلفت القوى التفاوضية لكل الأطراف".

واختتم شيف تصريحاته بالتأكيد على "ضرورة الحديث عن مستقبل النساء وحقوقهن في أفغانستان. لدينا وسائل وأدوات للضغط وعلينا استخدامها، لكننا في الوقت ذاته لا نريد انهيار الأوضاع داخل أفغانستان".

مصير السلاح والعتاد

في الوقت ذاته، طالب أعضاء جمهوريون البنتاغون بتفصيل خططه لاستعادة أو تدمير الأسلحة الأميركية التي يقدرها البعض بمليارات، ويُخشى أن تكون قد وقعت في أيدي مقاتلي حركة طالبان عقب انهيار الجيش الأفغاني.

وفي رسالة وجهها النائبان جيمس كومر وجلين فروثمان إلى وزير الدفاع الجنرال لويد أوستن، هاجم الأعضاء الجمهوريون إدارة بايدن واعتبروا أن استيلاء طالبان على أسلحة أميركية جاء نتيجة مباشرة للانسحاب الأميركي من أفغانستان الذي خططت له ونفذته إدارة بايدن بشكل سيئ. والأسوأ من ذلك، يبدو أن إدارة بايدن ليس لديها أدنى فكرة عن كميات الأسلحة التي حصلت عليها حركة طالبان، حسب الرسالة.

وتأتي الرسالة في وقت تعرض فيه وسائل إعلام أميركية صورا تظهر مقاتلي طالبان وهم يمسكون ببنادق "إم 16" (M16) الأميركية الصنع، إضافة إلى صور سيارات "هامفي" ومركبات مقاومة للألغام يقودها مقاتلون من حركة طالبان.

وتعتزم لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ بالمثل عقد جلسات استماع خلال الأيام القادمة لمعرفة تفاصيل ما جرى في أفغانستان، وصدر بيان عن رئيس اللجنة قال فيه رئيس لجنة الاستخبارات بالمجلس السيناتور مارك وارنر إن أجهزة الاستخبارات كانت واضحة بأن طالبان ستجني مكاسب مع بدء الانسحاب الأميركي، لكن "علينا طرح أسئلة صعبة وضرورية عن سبب عدم استعدادنا بشكل أفضل لأسوأ سيناريو يتضمن هذا الانهيار السريع والكلي للحكومة والجيش الأفغانيين".

إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان