بعد رفض "لجنة درعا" خارطة الحل الروسية.. أين تتجه الأوضاع جنوبي سوريا؟
رغم أن خارطة الحل الروسية تضمنت وعودا بفتح المعبر والسماح بحركة البضائع والمؤن إلى درعا البلد، فإن النظام السوري لم يلتزم بفتحه بصورة مستمرة في حين يواصل عمليات القصف والتصعيد العسكري على الأحياء المحاصرة.
شمال سوريا – مع إعلان اللجنة المركزية في درعا رفضها التام لخارطة الطريق الروسية التي قُدمت في 15 أغسطس/آب الجاري، عاد المشهد في درعا البلد إلى المربع الأول، وبات الحصار والتصعيد العسكري سيد الموقف، في الوقت الذي ازداد فيه الوضع المعيشي سوءا لسكان درعا البلد بعد قرابة شهرين من الإغلاق ومنع عبور الإمدادات.
ورغم التصعيد العسكري تستمر جولات المفاوضات والجلسات الدورية بين لجنة درعا من جهة، والقوات الروسية والنظام السوري من جهة أخرى من دون وجود أي بوادر حل قريب في ظل رفض الأهالي خارطة الحل الروسية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsدرعا.. اتفاق برعاية روسية لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور
درعا مهد الثورة.. مصير مجهول لآلاف المدنيين بعد عودة التصعيد
كيف تفاعل فنانون سوريون مع حصار درعا؟
وقال أبو علي محاميد -أحد وجهاء درعا البلد- إن الأمور لم تراوح مكانها مع تمسك النظام بخارطة الحل الروسية، في الوقت الذي تستمر فيه جولات المفاوضات "كي لا يقطع آخر خيط للحل السياسي".
ووصف محاميد المشهد في درعا البلد بأنه حالة حرب غير معلنة مع النظام السوري، مشيرا إلى أن الأهالي مستعدون للدفاع عن منازلهم وأعراضهم حتى آخر قطرة دم في حال قيام النظام بعمل عسكري ضد درعا البلد.
وأكد محاميد -في حديث للجزيرة نت- أن الأهالي يرفضون تسليم سلاحهم الخفيف، خشية وقوع مجازر وانتقام من مليشيات النظام التي سوف تقتحم المنطقة، مطالبا بضمانات دولية لخروج جميع الأهالي والمقاتلين نحو الشمال السوري.
وقال محاميد إن أهالي درعا البلد لا يرغبون في الحرب لكن النظام يجرهم إليها، وأقصى مطالبهم العيش بكرامة وعدالة.
اتفاق 2018
الناطق الرسمي باسم اللجنة عدنان المسالمة أكد أن المفاوضات مازالت متعثّرة بين اللجنة المركزية في درعا واللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري والتي يشرف عليها الروس، إذ ناقشت اللجنة العديد من البنود وأشارت إلى استحالة تطبيق الكثير منها.
وأضاف المسالمة في تصريح للجزيرة نت أن اللجنة طالبت العماد الروسي أندريه بالعودة لاتفاق 2018، الذي ينص على تسليم السلاح الثقيل والمتوسط فقط، وعودة الجيش إلى ثكناته، وإطلاق سراح المعتقلين وبيان مصير المفقودين والمغيبين قسرا، ورفع المطالب الأمنية عن كل من أجرى تسوية.
وحسب الأهالي والوجهاء، فإن النظام السوري لم ينفذ أيا من بنود الاتفاق بسحب قواته من الأحياء في درعا والإفراج عن المعتقلين، في الوقت الذي سلم فيه مقاتلو درعا سلاحهم الثقيل.
كارثة إنسانية
ومع اقتراب الحصار من إكمال شهره الثاني، تتفاقم الأزمة المعيشية لآلاف المدنيين المحاصرين في أحياء درعا البلد بعد نفاد كميات الطحين والأدوية لديهم، في ظل منع النظام السوري عبور أي مساعدات من حاجز السرايا وهو شريان الحياة الأخير للأهالي الذي يحكم النظام قبضته عليه.
ورغم أن خارطة الحل الروسية تضمنت وعودا بفتح المعبر والسماح بحركة البضائع والمؤن إلى درعا البلد، فإن النظام السوري لم يلتزم بفتحه، إذ يقوم بفتحه في أوقات محددة.
في حين تستمر عمليات القصف والتصعيد العسكري على الأحياء المحاصرة، في محاولة من النظام السوري للضغط على الأهالي وإجبارهم على الاستسلام.
قال الناشط الإعلامي من درعا عبادة أمين إن المحاصرين قضوا أمس الجمعة ليلة صعبة؛ استمر فيها القصف بالدبابات والهاون وراجمات الصواريخ حتى ساعات الفجر الأولى، وإثر ذلك قتل مدني وأصيب العشرات بجروح وقام الأهالي بتضميد جراحهم مستخدمين المعدات الطبية المتاحة.
وأضاف أمين -في حديث للجزيرة نت- أن الوضع العام في درعا البلد ينذر بكارثة إنسانية كبيرة مع إطباق الحصار ومنع عبور المواد الغذائية من الطحين وغيره من معبر حاجز السرايا، مشيرا إلى أن قوات النظام تقوم بفتحه بين الحين والآخر لعبور النساء والأطفال فقط.
وقال أمين إن أنباء وصلت إلى الأهالي في درعا البلد عن قيام القوات الروسية باستحداث نقطة طبية قيل إنها لمعالجة المدنيين الخارجين من أحياء درعا البلد.