اهتمام عالمي بأفغانستان.. اجتماع طارئ للاتحاد الأوروبي وتحرك عاجل بمجلس الأمن واتصالات بين عواصم القوى الكبرى
يستعد الاتحاد الأوروبي لعقد اجتماع طارئ الثلاثاء لتقييم الموقف في أفغانستان، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى وقف الأعمال القتالية وتشكيل حكومة أفغانية جديدة، في حين تتوالى التصريحات الغربية المتشائمة بعد سيطرة حركة طالبان على كابل.
وقال مسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل -في تغريدة على تويتر- إن وزراء خارجية الاتحاد سيعقدون اجتماعا طارئا عبر الفيديو الثلاثاء لإجراء تقييم أولي للموقف في أفغانستان.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمفتي سلطنة عُمان يهنئ الأفغان بـ"الفتح المبين" بعد سيطرة حركة طالبان
الرئيس الإيراني: هزيمة أميركا في أفغانستان فرصة لسلام دائم
مقال بنيويورك تايمز: بايدن سيدخل التاريخ باعتباره الرئيس الذي أشرف على آخر عمل مذل بأفغانستان
ورأى بوريل أن أفغانستان تقف عند مفترق طرق، وأن أمن مواطنيها والأمن الدولي على المحك في الوقت الراهن، حسب وصفه.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو للجزيرة إن جهودا مكثفة تبذل حاليا من أجل ضمان سلامة طواقم الاتحاد الأوروبي في أفغانستان، مؤكدا استمرار التنسيق مع الدول الأعضاء لإجلاء الموظفين الأفغان العاملين في البعثات الأوروبية وعائلاتهم إلى مكان آمن.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يتابع عن كثب الوضع في أفغانستان، وأن هناك جهودا دبلوماسية وسياسية جارية لمواجهة التطورات الراهنة.
وطالب المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بوقف فوري لإطلاق النار والتفاوض على حل سياسي للأزمة في أفغانستان.
وشدد على أن الدعم الأوروبي لأفغانستان يظل مرهونا بتسوية سلمية للنزاع وباحترام الحقوق الأساسية لجميع المواطنين الأفغان، بما في ذلك النساء والأطفال والأقليات.
بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -في خطاب للأمة- إن أفغانستان يجب ألا تصبح معقلا لما وصفه بالإرهاب كما كانت من قبل، مضيفا -في كلمة له بشأن أفغانستان- أن على مجلس الأمن أن يقدم جوابا مسؤولا وموحدا للتعامل مع الوضع الجديد هناك وحماية الاستقرار الدولي.
وأشار ماكرون إلى اعتزام باريس القيام بعدة مبادرات بالتنسيق مع بقية الدول الأوروبية وحلفائها بهدف مواصلة محاربة الإرهاب بكل أشكاله.
أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فوصفت استعادة حركة طالبان السيطرة على كل أفغانستان بأنه أمر مذهل وتطور مرير للغاية ومأساوي ومخيف بالنسبة للأفغان، حسب وصفها.
وقالت ميركل إنه بعيدا عن مكافحة الإرهاب، فإن كل شيء لم ينجح ولم يتم إنجازه على النحو المطلوب رغم 20 عاما من القتال هناك تحت قيادة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
مجلس الأمن
على صعيد رد الفعل الأممي، دعا مجلس الأمن إلى وقف فوري للعنف في أفغانستان واستعادة الأمن والنظام المدني والدستوري، وإجراء محادثات عاجلة لحل أزمة السلطة في البلاد.
وحث مجلس الأمن -في بيان- على إنشاء حكومة جديدة من خلال مفاوضات شاملة وموحدة، وضمان المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة.
وعبّر البيان عن القلق العميق لدى أعضاء المجلس إزاء عدد من الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء البلاد، مشددا على الحاجة الملحة لتقديم الجناة إلى العدالة.
موقف بريطانيا
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إنه ناقش مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ضرورة التنسيق الدولي لمنع استخدام أفغانستان كقاعدة للجماعات الإرهابية.
وأضاف راب على تويتر أن هناك حاجة إلى نهج أوسع لتخفيف محنة الشعب الأفغاني، معتبرا أن الأولوية لدى الولايات المتحدة وبريطانيا "تتمثل في ضمان سلامة مواطنينا وأولئك الذين دعموا عملنا على مدار 20 عاما الماضية".
ويعقد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اجتماعا للجنة الطوارئ الحكومية، للاطلاع على سير عمليات إجلاء المواطنين البريطانيين والمتعاونين الأفغان من كابل، حيث قال المتحدث باسم رئاسة الحكومة إن هذه العملية ستستمر، من دون تحديد موعد لنهايتها.
وأكد وزير الدفاع البريطاني بن والاس -في تصريحات صحفية- أن حركة طالبان باتت تسيطر على أفغانستان، مشيرا إلى أن القوات البريطانية لن تعود لقتال المسلحين هناك.
وعما إذا كانت بريطانيا ستعترف بحكومة تشكلها طالبان، قال والاس إن الأمر يعتمد على أفعال الحركة وليس على أقوالها، ورجح تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين عبر العالم بسبب الوضع في أفغانستان.
اتصالات أميركية
وبحث بلينكن بشكل منفصل مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والصيني وانغ يي الوضع الأمني والجهود المبذولة لإجلاء الرعايا الأجانب من كابل، وفقا للخارجية الأميركية.
أما روسيا فقالت إن بلينكن ولافروف بحثا تواصل موسكو مع مختلف القوى السياسية الأفغانية بهدف "المساعدة في ضمان الاستقرار والنظام العام"، وأنهما اتفقا على مواصلة المشاورات بمشاركة الصين وباكستان ودول أخرى لبدء حوار أفغاني داخلي شامل.
كما قالت الخارجية الروسية إن الوضع في كابل "يتجه نحو الاستقرار"، مضيفة أنها أقامت اتصالات عمل مع ممثلي السلطات الجديدة في أفغانستان، وأن سفارتها لدى كابل تواصل عملها كالمعتاد، في حين أبدت الصين استعدادها لإقامة "علاقات ودية" مع طالبان.
وذكرت الخارجية الأميركية أيضا أن بلينكين تحدث هاتفيا الاثنين مع نظيريه الباكستاني شاه محمود قريشي والهندي سوبراهمانيام جايشانكار حول الوضع في أفغانستان، بدون تقديم تفاصيل إضافية.
مواقف عربية
على الصعيد العربي، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن قطر تسعى لأن تكون هناك عملية انتقال سلمي للسلطة في أفغانستان، وأن يكون هناك تمهيد لحل سياسي شامل ووقف شامل لإطلاق النار.
وأضاف -في مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان- أن قطر تعمل مع شركائها الدوليين لإعادة بسط الاستقرار في أفغانستان بأسرع وقت ممكن.
بدوره، قال وزير الخارجية الأردني إن "قطر لعبت دورا كبيرا في محاولة التوصل إلى حلّ سياسي في أفغانستان".
كما دعت الخارجية السعودية حركة طالبان "وجميع الأطراف الأفغانية" إلى الحفاظ على الأرواح والممتلكات، معربة عن أملها في استقرار الأوضاع في أفغانستان بأسرع وقـت.
وأضافت -في بيان- أن المملكة "تؤكد وقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني وخياراته التي يقررها بنفسه من دون تدخل من أحد".