طالبان: لا خطر على السفارات الأجنبية.. حركة الإجلاء من أفغانستان تتسارع وواشنطن ترسل تعزيزات للحماية

أكدت حركة طالبان بعد سيطرتها على كابل أن البعثات الأجنبية ستكون في مأمن، بينما تواصل دول غربية وعربية إجلاء رعاياها ودبلوماسييها، كما أرسلت واشنطن تعزيزات عسكرية إضافية للمساعدة في إجلاء الأميركيين.

وفي كابل، صرح المتحدث باسم طالبان بأنه "لا خطر يهدد السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية في كابل".

بالمقابل، جاء في بيان مشترك لأكثر من 60 دولة أنه "ينبغي السماح للأفغان والأجانب الراغبين بمغادرة أفغانستان القيام بذلك وبقاء المطارات والمعابر مفتوحة".

وأضاف البيان أن الشعب الأفغاني يستحق العيش بأمن وكرامة، وأن المجتمع الدولي مستعد لمساعدته.

وقالت الخارجية الأميركية "نضم صوتنا إلى عشرات الدول في الدعوة إلى تسهيل مغادرة من يرغب من أفغانستان".

وأفاد بيان مشترك لوزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين أنه يتم استكمال تأمين مطار كابل الدولي، لإجلاء آمن للأميركيين وحلفائهم من أفغانستان عبر رحلات جوية مدنية وعسكرية.

وقال البيان إنه سيتم توسيع الوجود الأمني في الثماني والأربعين ساعة المقبلة ​​إلى ما يقرب من ستة آلاف جندي، مع التركيز فقط على تسهيل هذه الجهود، ومراقبة الحركة الجوية.

وأضاف البيان أنه سيتم نقل آلاف الأميركيين والموظفين المحليين في البعثة الأميركية وعائلاتهم، وغيرهم من الأفغان المعرضين للخطر، إلى خارج أفغانستان.

وأكد البيان أن الولايات المتحدة ستسرع إجلاء آلاف الأفغان المؤهلين للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة، والذين وصل ألفان منهم بالفعل إلى الولايات المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين.

ونقلت شبكة "سي إن إن" (CNN) عن مصادر أن إدارة الرئيس جو بايدن قلصت عدد الرحلات التي تنقل المتعاونين من أفغانستان لإعطاء أولوية لإجلاء الأميركيين.

وفي وقت مبكر من فجر اليوم الاثنين، قالت متحدثة باسم الخارجية الأميركية إنه تم إجلاء كل موظفي السفارة بأمان إلى مطار كابل.

كما قال مسؤول أميركي لوكالة رويترز إن معظم الدبلوماسيين الغربيين غادروا كابل ولم يتبق سوى بعض الموظفين.

وذكر مسؤولون في واشنطن لقناة "فوكس نيوز" (Fox News) أن قائد القوات الأميركية بالشرق الأوسط الجنرال سكوت ميلر التقى قادة طالبان في الدوحة، وحذرهم من مهاجمة الأميركيين أثناء الإجلاء من كابل.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إن الجيش الأميركي يؤمن محيط مطار كابل.

ونقلت شبكة "سي بي إس" (CBS) عن مسؤول أميركي أن إرسال المزيد من القوات القتالية إلى مطار كابل مطروح على الطاولة، مؤكدا أن تأمين مطار كابل وإجلاء موظفي السفارة على رأس الأولويات.

وأضاف المسؤول أن الجيش الأميركي تولى مسؤولية مراقبة الحركة الجوية في مطار كابل.

كما ذكر مسؤول في البنتاغون لوكالة الصحافة الفرنسية أن مطار كابل الدولي سيبقى مفتوحا للرحلات التجارية.

وجاء ذلك بعدما أفادت تقارير بأن حالة من الفوضى تسود مطار كابل، وسط تحليق مكثف للمروحيات التي تقل أعضاء البعثات الدبلوماسية الأجنبية.

كما سبق أن نقلت رويترز عن مسؤول في حلف شمال الأطلسي (ناتو) أفاد بتعليق كل الرحلات المدنية من مطار كابل، والسماح فقط بتحليق الطائرات العسكرية.

دول أوروبية

في السياق نفسه، قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو للجزيرة إن جهودا مكثفة وعاجلة ومعقدة تبذل حاليا من أجل ضمان سلامة طواقم الاتحاد الأوروبي في أفغانستان.

كما صرح رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بأن سلامة مواطني الاتحاد الأوروبي وطواقم البعثات في أفغانستان أولوية على المدى القصير.

وقالت وزارة الداخلية البريطانية إنها تعمل على حماية مواطنيها ومساعدة الموظفين السابقين لدى بريطانيا والمؤهلين لمغادرة أفغانستان.

وأفادت وكالة الأنباء الألمانية فجر اليوم الاثنين أنه بدء إجلاء الرعايا الألمان من كابل مع وصول موظفي السفارة إلى الدوحة على متن طائرة أميركية.

وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان -في بيان- إن بلاده قررت نقل سفارتها في أفغانستان إلى منطقة قرب مطار كابل، وأضاف أنه "بأمر من رئيس الجمهورية، ستنشر وزارة القوات المسلحة خلال الساعات المقبلة تعزيزات عسكرية وقوات جوية في دولة الإمارات حتى يتسنى البدء في عمليات الإجلاء الأولى إلى أبو ظبي".

وذكرت رويترز أن نيوزيلندا تعتزم إجلاء متعاونين من أفغانستان، وأنها تحث قادة طالبان على السماح بمغادرة من يريد بشكل آمن.

دول عربية

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية الأحد أنها تعمل على تسهيل إجلاء عدة بعثات دبلوماسية من أفغانستان عبر مطارات الإمارات.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه "تم إجلاء جميع أعضاء سفارة المملكة في كابل، ووصلوا إلى أرض الوطن وهم في تمام الصحة والعافية".

وتأتي هذه التطورات المتسارعة بعدما أعلنت حركة طالبان سيطرتها على القصر الرئاسي في كابل، في حين غادر الرئيس أشرف غني البلاد.