بالتزامن مع دعوة قطرية لوقف إطلاق النار.. الرئيس الأفغاني يبحث تشكيل وفد تفاوض جديد لبحث تقاسم السلطة مع طالبان

يسعى الرئيس الأفغاني لتشكيل وفد جديد للتفاوض سيبحث تقاسم السلطة مع طالبان وتشكيل حكومة وحدة وطنية، يأتي هذا بالتزامن مع دعوة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حركة طالبان لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار.
ونقل مراسل الجزيرة في أفغانستان عن مصادر رسمية قولها إن "الرئيس أشرف غني قرر -خلال اجتماع رفيع المستوى بعدد من السياسيين اليوم السبت- تشكيل وفد خاص لإجراء محادثات في الدوحة، تتركز في تشكيل حكومة مشتركة وتقاسم السلطة مع حركة طالبان".
وأوضحت المصادر أن الوفد سيتمتع بصلاحية اتخاذ القرار.
وفي خطاب هو الأول له منذ بدء الانسحاب الأميركي، قال الرئيس الأفغاني إنه أطلق مشاورات زعماء الأحزاب السياسية والحلفاء للتباحث بشأن التطورات الأخيرة.
وفي وقت سابق اليوم السبت، قالت وزارة الخارجية القطرية -في بيان على موقعها في الإنترنت- إن وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقى رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا عبد الغني برادر، لمتابعة مفاوضات السلام الجارية في الدوحة.
وأضافت أن وزير الخارجية حث خلال الاجتماع طالبان على خفض التصعيد ووقف إطلاق النار، بما يسهم في تسريع الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة في أفغانستان.
وأكد البيان أنه تمت خلال الاجتماع مناقشة آخر التطورات الميدانية في أفغانستان بشقيها الأمني والسياسي، ومتابعة مفاوضات السلام الأفغانية الجارية في الدوحة.
وتبذل قطر بالتعاون مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين جهودا متواصلة منذ عدة سنوات لإحلال السلام والأمن والاستقرار في أفغانستان.
وفي 12 سبتمبر/أيلول 2020، انطلقت مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة بين الحكومة الأفغانية وطالبان، بوساطة قطرية وبدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عاما من النزاع المسلح بالبلاد.
يشار إلى أن الدوحة كانت استضافت الأسبوع الماضي المؤتمر الدولي بشأن أفغانستان، الذي أكد المشاركون فيه أنهم لن يعترفوا بأية حكومة في أفغانستان يتم فرضها باستخدام القوة العسكرية.
كما حث المشاركون طرفي الصراع على ضرورة وقف العنف واتخاذ خطوات لبناء الثقة وتسريع الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سياسية.
ووسعت حركة طالبان سيطرتها داخل ولايات جديدة، أبرزها بكتيا وبكتيكا ولوغر، وبذلك أصبحت على بعد 70 كيلومترا من العاصمة كابل، كما قالت مصادر حكومية إن القوات الحكومية صدت هجمات على تخوم مدينة مزار شريف، مركز ولاية بلخ (شمالي البلاد).
وخلال أيام تمكنت طالبان من السيطرة على مراكز 18 ولاية من أصل 34. ومن بين عواصم الولايات -التي سقطت في قبضتها- قندهار التي تعد ثاني أكبر المدن الأفغانية، وهرات ثالت أكبر مدينة، إضافة إلى غزني التي تقع على الطريق المؤدية إلى كابل، حيث تفصلهما مسافة لا تتعدى 149 كيلومترا.
وفي 29 فبراير/شباط 2020، وقّعت واشنطن اتفاق السلام مع طالبان في الدوحة، وتعهدت بخروج كل القوات الأجنبية من أفغانستان، الأمر الذي شكل نقطة تحول في البلاد.
وتتصاعد الاشتباكات بين قوات الأمن الأفغانية وحركة طالبان، مع انسحاب القوات الأميركية من البلاد، ومن المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب المقبل، وفق الرئيس الأميركي جو بايدن.