كاتب بواشنطن بوست: إذا سقطت إدلب لن يكون لدى الأسد أي سبب للتفاوض
يقول كاتب بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) إن هناك غيابا لأي إستراتيجية أميركية بعد 11 عاما ونصف العام تجاه الصراع المروّع في سوريا، الأمر الذي يمنح موسكو وإيران ونظام الرئيس بشار الأسد استغلال الفرصة لعمل ما يريدون.
وقال كاتب العمود جوش روغين في مقال له بالصحيفة إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لم تتوصل بعد نصف عام من تنصيبها إلى إستراتيجية جديدة لمعالجة هذا الصراع، في الوقت الذي يتدهور فيه الوضع على الأرض وتستغل فيه القوى الأخرى غياب أميركا.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتفاؤل أميركي وروسي بعد إقرار مجلس الأمن بالإجماع آلية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا
ما وراء الخبرـ لماذا يُستهدف الوجود الأميركي في العراق وسوريا؟
سوريا.. مصرع 7 مدنيين في قصف لقوات النظام بريف إدلب و3 قتلى بغارة أميركية بالحسكة
وأوضح أنه ورغم أن إدارة بايدن لم تتجاهل سوريا بالكامل، فبالنسبة للسوريين الذين شجعتهم وعود بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن بقيادة جهد دولي جديد لحماية المدنيين وتقديم حل سياسي حقيقي للصراع، تبدو هذه التحركات الأخيرة مخصصة وغير كافية على الإطلاق، مشيرا إلى أن الوجود الأميركي على الأرض في سوريا بالكاد محسوس.
التركيز على الوضع الإنساني
وأضاف أنه ومنذ حل قضية المساعدات الإنسانية في مجلس الأمن الدولي، الشهر الماضي، سارع الجيشان السوري والروسي إلى تنفيذ أعمال عنف وعدوان ضد المدنيين في إدلب، وحصار شديد على درعا، مهد الثورة السورية.
وكشف روغين عن أن العديد من مسؤولي بايدن أوضحوا له أن الإدارة تركز حاليا على الوضع الإنساني في سوريا وترى أن مستويات العنف المنخفضة نسبيا تستحق محاولة الحفاظ عليها، كما أنها متفائلة بحذر بوجود فرصة لمزيد من المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا، لكنها تعترف بأن إستراتيجيتها الدبلوماسية لم يتم تحديدها بعد، في انتظار نتائج مراجعة السياسة الداخلية التي ما تزال جارية.
ليست أولوية
وقال إن بلينكن لم يعين بعد ممثلا خاصا لسوريا، دبلوماسيا رفيعا لإدارة الحقيبة وتفعيل الدبلوماسية، ونسب إلى معاذ مصطفى المدير التنفيذي لقوة الطوارئ السورية، وهي منظمة أميركية غير حكومية تدعم المعارضة السورية، قوله إن هذا يرسل إشارة واضحة إلى أن سوريا ليست أولوية للإدارة.
وحذّر مصطفى من أنه إذا نجح النظام في استعادة إدلب بارتكاب جرائم حرب، فسيكون ذلك مدمرا ليس فقط للمدنيين ولكن أيضا للسعي الأميركي لإيجاد أي حل سياسي على الإطلاق. وإذا سقطت إدلب، فلن يكون لدى الأسد أي سبب للتفاوض. وهذا يعني المزيد من الفظائع، والمزيد من "التطرف"، والمزيد من اللاجئين، والمزيد من عدم الاستقرار والصراع الذي لا نهاية له.
العقبة الأخيرة
وأضاف مصطفى أن إدلب هي العقبة الأخيرة أمام النظام السوري وإيران وروسيا لتأمين النصر العسكري الذي يريدون. وإذا أعلنوا النصر، فسيجعل ذلك من سوريا "كوريا شمالية في الشرق الأوسط".
وقال الكاتب إن على بايدن أن يؤكد أن الأسد لا يمكن أن يشق طريقه للعودة للمجتمع الدولي على دماء الناس، مشيرا إلى ما قاله ستيفن راب سفير وزارة الخارجية السابق المتجول في جرائم الحرب: "من الضروري ألا يكون هناك تطبيع للعلاقات مع الأسد، ويجب أن نثني الدول الأخرى عن فعل ذلك أيضا، فالأسد لا يمكن أن ينعم بثمار النصر، هذا يجب أن يكون موقفنا الثابت".