بعد الملء الثاني لسد النهضة.. السودان يتكبد تكلفة اقتصادية عالية وإثيوبيا لن توقع على اتفاق نهائي

أكدت الحكومة السودانية أنها تكبدت كلفة اقتصادية عالية لمواجهة أي تداعيات لعملية التعبئة الثانية لسد النهضة، في حين قالت إثيوبيا إنها لا يمكن أن توقع على اتفاق نهائي لأن هذا المفهوم لا يوجد في العالم.
وشدد مصدر مسؤول بالحكومة السودانية للجزيرة على أن بلاده ليس لديها الاستعداد لتحمل تلك التكلفة في المستقبل.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsخبير بالأمن القومي: هذه أسباب دعم الصين للموقف الإثيوبي في قضية سد النهضةسيتم فتح هذه المقالة في علامة تبويب جديدة
تعرف على خصائص الملء الثاني لسد النهضة
وقال المصدر إن السودان لا يمانع من عودة المفاوضات بشرط أن تكون بمنهجية جديدة وفي إطار زمني محدد، مع ضرورة توسيع دائرة الوساطة لتشمل الأطراف الدولية.
وأكد المسؤول السوداني أنه إذا توفرت الإرادة السياسية الكافية، فإن 6 أشهر فقط كافية للتوصل لاتفاق، مضيفا أنهم يعتبرون إعلان إثيوبيا اكتمال عملية الملء الثاني وفق ما هو مخطط له مجرد إعلان سياسي موجه للداخل الإثيوبي.
وذكر أن تقديراتهم لما تم حجزه من مياه خلال هذه العملية يبلغ بين 3 و4 مليارات متر مكعب، وليس 13.5 مليار متر مكعب كما كانت تنوي إثيوبيا.
وأكد أن السودان لن يدخر جهدا في التوصل إلى اتفاق قانوني شامل وملزم، يضمن تدفقا سلسا وآنيا لمعلومات تعبئة وتشغيل السد، ويراعي مصالح الجميع، ويحقق لإثيوبيا الاستفادة من مشروع السد.
كما شدد على أن الموقف السوداني يرتكز على المعطيات الفنية والمصلحة القومية للبلاد.
لا توقيع على اتفاق نهائي
من جانبه، أكد المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي أنه من غير الممكن التوقيع على اتفاق نهائي، لأنه لا يوجد اتفاق قانوني شامل ونهائي في العالم، على حد تعبيره.
وتابع مفتي أنه بالنسبة للاتفاق الملزم، فإن إثيوبيا لا تمانع في إبرام اتفاق مربح للجميع بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، ولكن لا يمكننا توقيع اتفاق نهائي في ظل غياب اتفاق قانوني شامل.
وقال إن "ما يريدونه في هذا الاتفاق منعنا من إنجاز أي مشاريع، وموقف إثيوبيا واضح في هذا الشأن منذ البداية، لكن يمكننا الاتفاق حول التعبئة".
تطمينات آبي أحمد
وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن التعبئة الثانية لسد النهضة تمت بحذر وبشكل مفيد لإنقاص الفيضان عن دولة المصب المباشرة.
ووجه آبي أحمد -في تغريدة على تويتر- رسالة إلى دولتي المصب: السودان ومصر، جدد خلالها التأكيد على أن سد النهضة لن يلحق أي ضرر بهما.
ووصف رئيس الوزراء الإثيوبي مشروع سد النهضة بالمكسب والرمز الحقيقي للنمو والتعاون المشترك، وأشار إلى اكتمال عملية الملء الثاني لسد النهضة في 20 يوليو/تموز الجاري.
وقال مراسل الجزيرة في أديس أبابا حسن رزاق إن تغريدة رئيس الوزراء الإثيوبي جاءت باللغة العربية، وأشار إلى أن رسالة الطمأنة هذه تمهد بحسب مراقبين أن تكون المفاوضات المقبلة مفاوضات مرنة وسلمية، باعتبار أن المخاوف التي كان يتم طرحها في مجلس الأمن أو الجامعة العربية أو أي منابر أخرى، كلها مخاوف غير صحيحة، والدليل أن التعبئة تمت.

إثيوبيا جاهزة للردع
ومن جانب آخر قال قائد سلاح الجو الإثيوبي يلما مرداسا إنهم على دراية بالتهديدات الخارجية التي تحيط بسد النهضة ومستعدون لردع أي هجوم، وأضاف مرداسا أن قواته تقوم بحراسة سد النهضة على مدار الساعة ولا تغيب عنه ولو للحظة.
من جهة ثانية، قالت الخارجية الروسية إن موسكو ترى ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة بناء على مفاوضات ثلاثية تحت مظلة الاتحاد الأفريقي.
وأوضحت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي، أن بلادها تقف على مسافة واحدة من جميع أطراف الخلاف.
وأضافت أن روسيا تتفهم أهمية هذه القضية للدول الثلاث، ولذلك اتخذت موقفا محايدا خلال اجتماع مجلس الأمن في الثامن من الشهر الجاري.
ووسط تعثر المفاوضات منذ أشهر، أخطرت إثيوبيا في 5 من الشهر الجاري، دولتي مصب نهر النيل مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثانية للسد بالمياه، دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراء أحادي الجانب.
وفي 8 من الشهر ذاته، خلص مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة إعادة مفاوضات سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي بشكل مكثف، لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث.