10 سنوات على أزمة سوريا.. ذا هيل: النازحون في لحظة حرجة ومجلس الأمن أمام خيار حاسم

مخيمات النازحين السوريين قرب مدينة الباب تفتقر إلى المدارس والتعليم الأساسي
قرابة 4 ملايين شخص شمال غرب سوريا نصفهم نازحون يعيشون بملاجئ مؤقتة (الجزيرة)

في أقل من أسبوعين، سيواجه مجلس الأمن الدولي خيارا حاسما قد يكون خيار حياة أو موت لملايين السوريين، وذلك بعد انتهاء صلاحية قرار المجلس الذي يأذن بتقديم المساعدة الإنسانية عبر الحدود لسوريا في العاشر من الشهر الجاري.

ونشر موقع "ذا هيل" (The Hill) الأميركي مقالا لزاهر سحلول ورابح توربي، وهما طبيبان وأكاديميان بالجامعات الأميركية منخرطان في جهود مواجهة الأزمة الإنسانية بسوريا، يناشدان فيه مجلس الأمن الدولي التصويت لتجديد القرار رقم 2165 الصادر عنه، والذي تمت الموافقة عليه في يوليو/تموز 2014، وسمح بفتح 4 معابر حدودية إنسانية إلى سوريا لاستخدامها من قبل وكالات الأمم المتحدة وشركائها لتقديم المساعدات الإنسانية داخل البلد، دون موافقة الدولة.

شريان الحياة

يوضح الكاتبان أن العملية الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا بمثابة شريان الحياة الذي لا يمكن تكراره بالنسبة لما يقرب من 4 ملايين شخص شمال غرب البلاد، نصفهم نازحون يعيشون في ملاجئ مؤقتة.

وأشار المقال إلى أن المجتمع الدولي خذل الشعب السوري إلى حد كبير لمدة 10 سنوات، ويجب تغيير ذلك.

وأضاف أنه سيكون من غير المقبول لأعضاء مجلس الأمن عدم زيادة عدد المعابر الإنسانية إلى سوريا، في وقت زادت فيه الاحتياجات الإنسانية بنسبة 21% بين عامي 2020 و2021.

مثل حكم الإعدام

وأشار المقال إلى أنه بدون عمليات عبر الحدود وتوفير الإمدادات الطبية والأدوية، فلن تتمكن العديد من هذه المرافق، بما في ذلك أجنحة الجراحة ووحدات الأطفال حديثي الولادة، من العمل. وأضاف أن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد تجديد القرار سيكون غير إنساني، مثل حكم الإعدام لمن هم في أمسّ الحاجة إلى رعاية طبية.

وأوضح أن أزمة كورونا خلفت احتياجات جديدة سيكون من المستحيل معالجتها بدون عمليات المساعدة عبر الحدود، وأن هذه لحظة حرجة حيث تشهد سوريا موجة ثانية من الجائحة منذ مايو/أيار الماضي تضاعفت خلالها الإصابات تقريبا شمال غرب البلاد.

وأشار الكاتبان إلى أن عدم تجديد فتح المعابر من تركيا يعني أن إمدادات مثل معدات الوقاية الشخصية، ومجموعات الاختبار، والأكسجين الطبي والأدوية الحيوية سيتم قطعها، مما يؤدي إلى شل المزيد من البنية التحتية الصحية المتداعية شمال سوريا وتعريض الأرواح للخطر.

علاوة على ذلك، يقول الكاتبان، من الممكن أن تتوقف حملة التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد بهذا الجزء من سوريا مما يقوّض الجهود المبذولة لإنهاء الوباء في المنطقة والعالم.

انعدام الأمن الغذائي

ويعتبر الكاتبان أن أزمة سوء التغذية المتزايدة أحد المخاطر الصحية الرئيسية الأخرى التي يتعرض لها السكان. فوفقا لبرنامج الغذاء العالمي، يعاني عدد قياسي من السوريين الآن من انعدام الأمن الغذائي.

وأكدا أن هناك إجماعا كبيرا بين وكالات الإغاثة على أن العمليات الإنسانية عبر الحدود هي الطريقة الأكثر مباشرة -وفي الغالب هي الوحيدة- للوصول إلى ملايين الأطفال والنساء والرجال الذين في أمسّ الحاجة إلى الإغاثة في سوريا.

وأشار المقال إلى ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الفشل في تمديد تفويض مجلس الأمن ستكون له عواقب وخيمة.

وختم الكاتبان مقالهما بالقول إن تدخل المصالح السياسية والجيو إستراتيجية في توفير المساعدات وإيصالها ساهم في تدهور الوضع الإنساني في سوريا، ووصفا ذلك بأنه أمر مستهجن وغير معقول.

المصدر : هيل