وفد حكومي يصل من كابل إلى الدوحة.. روسيا: أميركا فشلت في أفغانستان وعدم الاستقرار يهدد دول الجوار

CAMP SHORAB, AFGHANISTAN - SEPTEMBER 10: Members of the United States Marine Corp Task Force South West prepare for a patrol of their base on September 10, 2017 at Camp Shorab in Helmand Province, Afghanistan. About 300 marines are currently deployed in Helmand Province in a train, advise, and assist role supporting local Afghan security forces. Currently the United States has about 11,000 troops in the deployed in Afghanistan, with a reported 4,000 more expected to arrive in the coming weeks. Last month, President Donald Trump announced his plan for Afghanistan which called for an increase in troop numbers and a new conditions-based approach to the war, getting rid of a timetable for the withdrawal of American forces in the country. (Photo by Andrew Renneisen/Getty Images)
روسيا اعتبرت انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان "متسرعا" (غيتي إيميجز)

دعا رئيس لجنة المصالحة الأفغانية عبد الله عبد لله، اليوم الجمعة، حركة طالبان لاستغلال فرصة السلام، وذلك قبيل توجهه إلى الدوحة على رأس وفد من الحكومة للمشاركة في المفاوضات مع طالبان، والتي انطلقت جولتها الثالثة الأسبوع الماضي.

وفي تصريحات صحفية بمطار كابل، قال عبد الله إن الوفد المرافق إلى الدوحة يتمتع بصلاحية كاملة، وأعرب عن أمله في تحقيق نتائج مهمة بشأن استئناف المفاوضات مع طالبان.

ويضم الوفد الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، ووزير الدولة لشؤون السلام سيد سادات نادري، ونائب الرئيس السابق كريم خليلي.

فشل أميركي

من جهتها أكدت روسيا اليوم أنها جاهزة للمساعدة في بدء محادثات سلام بين الأطراف المتحاربة في أفغانستان. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف "أود أن أؤكد اهتمام روسيا بتسهيل الحوار بين الأطراف المتحاربة في أفغانستان بهدف إنهاء الحرب الدائرة منذ سنوات والتأسيس لأفغانستان سلمية ومستقلة ومحايدة".

واعتبر لافروف -خلال مشاركته في مؤتمر دولي للسلام استضافته أوزبكستان- أن مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان "فشلت" وأعرب عن مخاوف بلاده من إمكانية انتقال حالة عدم الاستقرار من أفغانستان إلى دول الجوار.

وأضاف أن الرحيل "المتسرع" للأميركيين من أفغانستان مسؤول عن تدهور الأوضاع في البلاد. وقال في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية "في ضوء الانسحاب السريع للوحدات الأميركية وحلف شمال الأطلسي، ازدادت حالة الغموض العسكري والسياسي في البلاد وحولها بشكل كبير".

وشدد لافروف -خلال لقائه الرئيس الأفغاني أشرف غني على هامش المؤتمر الدولي في أوزبكستان- على أهمية إطلاق حوار أفغاني في أسرع وقت ممكن لإنهاء الصراع المسلح في البلاد وتحقيق الاستقرار.

تصريحات أميركية وتركية

بدوره قال مبعوث الرئيس الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد إن طالبان أكدت له أنها لن تشن أي هجمات على الجيران، وأنها لن تسمح بتحويل الأراضي الأفغانية إلى ساحة للقتال ضد الولايات المتحدة وحلفائها.

وأشار زاده -على هامش أعمال المؤتمر الدولي الذي تستضيفه أوزبكستان بعنوان "آسيا الوسطى والجنوبية: الروابط الإقليمية المشتركة"- إلى اختلاف أفغانستان اليوم عما كانت عليه قبل 20 عاما من حيث تشكيل إدارة للدولة وإنشاء مؤسساتها الديمقراطية حسب تعبيره.

وتستضيف العاصمة الأوزبكية طشقند لليوم الثاني أعمال المؤتمر الدولي الذي يناقش مسألة تفاعل الدول في مجال الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، مع التركيز على الوضع في أفغانستان.

من جهته قال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، في كلمة له، الجمعة، خلال مشاركته في مؤتمر أوزبكستان، إنه لا يمكن الحديث عن سلام حقيقي في القارة الآسيوية دون إحلال السلام في أفغانستان.

وأعرب عن استعداد تركيا لمواصلة تشغيل وضمان أمن مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة كابل "من أجل مصلحة الأشقاء الأفغان".

وأكد الوزير أهمية التواصل في سبيل تعزيز التجارة والرفاه والتفاعل بين دول المنطقة. وأضاف "دعونا نستذكر جميعا مدى أهمية طريق الحرير بالنسبة لمنطقتنا، وحان الوقت الآن من أجل إنشاء طريق الحرير العصري".

بيان ختامي

من جهة أخرى أعرب البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية دول آسيا الوسطى-روسيا، الجمعة، عن قلقه من تزايد الهجمات بين القوات الحكومية الأفغانية وطالبان في الولايات الشمالية المتاخمة لآسيا الوسطى.

وذكر البيان المشترك أن الوضع الحالي في ما يتعلق بانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، وما نتج عنه من هجمات متزايدة بين القوات الحكومية وطالبان، لا سيما في بعض المقاطعات الشمالية المتاخمة لآسيا الوسطى "يشكل مصدر قلق بالغ".

وشدد على أهمية مواصلة البحث عن الفرص لتحقيق الاستقرار في الوضع العسكري والسياسي، وإحلال السلام في أفغانستان في ظل الظروف الجيوسياسية الجديدة.

وحث البيان جميع أطراف الصراع الأفغاني على تجنب استخدام القوة والأعمال المزعزعة للاستقرار، من أجل تهيئة الظروف المواتية لإحراز تقدم في عملية السلام.

وأعرب عن الاعتقاد بأن السلام الشامل والمستدام في أفغانستان لا يمكن تحقيقه إلا تحت قيادة الشعب الأفغاني، وذلك من خلال مفاوضات شاملة ترمي لحل سياسي بين الأفغان، بمساعدة فاعلة من الدول والمنظمات الدولية لإعادة بناء البلاد.

ودعا إلى أن تكون المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان "بناءة" بهدف إنهاء الحرب وبناء "دولة مسالمة ومستقلة وذات سيادة".

تصعيد ميداني

وعلى الصعيد الميداني، اشتبكت القوات الحكومية مع مقاتلي حركة طالبان، اليوم، بعدما شنت عملية لاستعادة السيطرة على معبر سبين بولداك الحدودي الرئيسي مع باكستان، في حين تسعى الحركة للتقدم شمالا والاستيلاء على معقل "زعيم الحرب" المناهض للحركة عبد الرشيد دستم.

وقالت وزارة الدفاع إنها أطلقت عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على هذا المعبر الحدودي، وذلك بعد يومين من سيطرة حركة طالبان عليه.

ويعتبر "تشمن" أحد المعابر الرئيسية بين ولاية قندهار الأفغانية، وإقليم بلوشستان غربي باكستان، وأهم المعابر من الناحية الإستراتيجية، وكانت تمر منه معظم مواد الدعم اللوجستي الخاصة بالقوات الدولية العاملة بأفغانستان خلال الأعوام 20 الماضية.

وقالت الوزارة الأفغانية في بيان إن 20 مسلحا من طالبان قُتلوا في غارة نفذها الجيش بمديرية شهداء في ولاية بدخشان شمالي البلاد.

وتدور معارك بين القوات الحكومية ومقاتلي طالبان على مشارف مدينة شبرغان، عاصمة ولاية جوزجان، شمالي البلاد وفقا لما أعلنه نائب حاكم الولاية.

من جهتها، أعلنت حركة طالبان وصول مسلحيها إلى مشارف شبرغان، معقل دوستم.

المصدر : الجزيرة + وكالات