طالبان تتوسع في أفغانستان.. واشنطن تكمل 95% من انسحابها ومبعوثها يبحث بالدوحة محادثات السلام

أعلنت حركة طالبان مواصلة توسعها وسط وغربي أفغانستان، وأكملت القوات الأميركية 95% من عملية انسحابها التي اعتبر مسؤول أفغاني أنها أحدثت فجوة أمنية، في وقت يبحث المبعوث الأميركي إلى أفغانستان في الدوحة محادثات السلام.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد -على حسابه في تويتر- إن مسلحي الحركة سيطروا على 5 نقاط تفتيش تابعة للقوات الحكومية في مديرية كهمرد في ولاية باميان وسط البلاد، وإن عددا من أفراد القوات الحكومية انسحبوا بعد الاشتباكات.
كما أكد سيطرة الحركة على قاعدتين عسكريتين رئيسيتين، واستيلاءها على ذخائر وأسلحة الجنود الحكوميين بعد فرارهم.
#الفتح:
مهم: شب گذشته در مناطق اشپشته و دهن اشپشته ولسوالی کهمرد ولایت بامیان دشمن مزدور از ترس حملات مجاهدین از ۲ قرارگاه بزرگ و ۵ پوسته فرار کرد.
به همین ترتیب ساحات وسیع تحت کنترول مجاهدین درامد و مردم مظلوم از شر دشمن وحشی نجات یافتند.— Zabihullah (..ذبـــــیح الله م ) (@Zabehulah_M33) July 12, 2021
ومن جانب آخر، أكد مسؤول في الداخلية الأفغانية -للجزيرة- مقتل مسؤول المخابرات لحركة طالبان في عملية نفذتها القوات الحكومية في ولاية لوغر جنوبي العاصمة كابل.
وكان مراسل الجزيرة في أفغانستان نقل -عن مصدر أمني بالداخلية- أن قتلى وجرحى سقطوا في تفجير عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق في ولاية هلمند جنوبي البلاد.
كما أفادت وزارة الدفاع مقتل 29 من مسلحي طالبان في غارة نفذتها القوات الحكومية بولاية قندهار جنوبي البلاد، وذلك بعد يوم من مصرع نحو 100 من مقاتلي الحركة جراء استهدافهم بغارات جوية في مديرية تونت.
وبعد هجمات ليلية لطالبان على مناطق في قندهار قرب الحدود مع باكستان، استُدعي جنود القوات الخاصة لمواجهتهم، لكنهم اكتشفوا أن مقاتلي الحركة انسحبوا تاركين خلفهم عددا قليلا من المدنيين والجنود المصابين.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين عسكريين أن طالبان تمزج بين الهجمات المباشرة على نقاط التفتيش والقرى والمدن وبين أساليب الكر والفر التي تؤدي إلى تفادي سقوط الضحايا، وأن انسحاب المقاتلين من مناطق عدة يشكك في مزاعم الحركة بشأن سيطرتها على 85% من أراضي البلاد.
كما نقل مراسل الجزيرة عن مسؤولين أن طالبان لم تسيطر بعد على أي من عواصم الولايات البالغة 34، مما يقلل من أهمية تمددها.
وفي السياق نفسه، قال مستشار مجلس الأمن القومي حمد الله محب إن تنظيم القاعدة يساعد طالبان في حربها ضد القوات الحكومية، وإن العلاقة بين التنظيم والحركة لم تنقطع أبدا.
وأضاف المستشار أن انسحاب القوات الأميركية أحدث فجوة أمنية، وأن الحكومة تحاول التغلب عليها قريبا.
محادثات السلام
قالت الخارجية القطرية إن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بحث مع المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاده آخر تطورات المنطقة، لا سيما في أفغانستان.
وأضافت الخارجية أنه جرى خلال اللقاء -في الدوحة- استعراض التزام دولة قطر بتشجيع الحوار الأفغاني، والعمل على تسهيل محادثات السلام حتى الوصول إلى تسوية سياسية عادلة ودائمة في أفغانستان.
في سياق متصل، ذكر مصدر في وفد المفاوضات التابع للحكومة الأفغانية -للجزيرة- أن قطر لعبت دورا مهمًا في المفاوضات، وأعرب عن أمله في أن تلعب الدوحة والأمم المتحدة دور الوساطة بين الطرفين.
وبدوره، قال مفوض السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "نقترح تأسيس مجموعة اتصال دولية لدعم أفغانستان في مرحلة ما بعد انسحاب القوات الأجنبية".

%95 من الانسحاب
من جهة أخرى، نقل مراسل الجزيرة عن مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قوله إن قوات بلاده أكملت 95% من عملية الانسحاب العسكري من أفغانستان، وذلك قبل النهاية الرسمية للمهمة العسكرية الأميركية نهاية أغسطس/آب المقبل، وهو الموعد الذي حدده الرئيس جو بايدن للانسحاب.
ويتزامن هذا مع تسلم قائد القيادة الوسطى في القوات الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي قيادة قوات بلاده من الجنرال سكوت ميلر، في حفل رسمي حضره مسؤولون أفغان في كابل.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن "أود شكر الجنرال ميلر على السنوات الثلاث من القيادة الاستثنائية في أفغانستان".
وأضاف أن نقل القيادة من ميلر إلى ماكنزي لا يعني نهاية عملية الانسحاب إنما انتقال للمرحلة القادمة، وتابع قائلا "لا نزال على المسار الصحيح لتحقيق هدف الرئيس إكمال الانسحاب بنهاية أغسطس/ آب".
وقد بحث الرئيس الأفغاني أشرف غني مع وفد أميركي بقيادة ماكنزي العلاقات الثنائية بعد انسحاب القوات الأميركية، وقال بيان رئاسي إن الولايات المتحدة أكدت على استمرار دعم القوات الأفغانية، وخاصة الجوية منها.
وكان ماكنزي قد حذر من أن حركة طالبان تسعى إلى حل عسكري، وقال للصحفيين إن عواصم الولايات معرضة للخطر، لكنه أشار إلى أن قوات الأمن الأفغانية تعتزم الدفاع بقوة عنها.
ونقل موقع بوليتيكو عن البنتاغون أن إدارة العمليات في أفغانستان ستتم من مقر القيادة المركزية في تامبا بولاية فلوريدا، وستكون مسؤولة عن منح الإذن لضرب طالبان كدعم للقوات الأفغانية.
وأضاف الموقع أنه بنهاية أغسطس/ آب ستتوقف الغارات الأميركية، وسيتم التركيز على مكافحة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.
كما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول أميركي قوله إن إدارة بايدن تخطط لشن غارات من القواعد الأميركية في الخليج لمواجهة أي خطر محتمل من تنظيمي القاعدة أو الدولة الإسلامية.
ومن ناحية أخرى، نقل مراسل الجزيرة عن مسؤول بالبنتاغون قوله إن واشنطن بصدد التوافق مع أنقرة على الخطوط العريضة بشأن تأمين القوات التركية لمطار كابل.

إغلاق الحدود
وفي باكستان، أعرب وزير الخارجية شاه محمود قريشي عن خشية بلاده اشتعال حرب أهلية في أفغانستان.
وتواصل باكستان إغلاق حدودها مع أفغانستان منذ الثلاثاء الماضي منعاً لتفشي فيروس كورونا، في حين رصدت كاميرا الجزيرة حركة محدودة في معبر "ترخم" الذي يُفتح لساعات يوميا، يُسمح خلالها لمواطنين باكستانيين بالعودة من أفغانستان.
وتضررت حركة نقل البضائع بشكل كبير بسبب إغلاق الحدود، حيث شوهدت أعداد من الشاحنات المتوقفة على جانبي الطريق الواصل بين البلدين.
ولم يستبعد تجار بالمنطقة الحدودية أن يكون قرار إسلام آباد إغلاق الحدود لمنع تدفق أعداد من اللاجئين الأفغان، هربا من تصاعد الاشتباكات بين القوات الأفغانية وطالبان قرب المعابر الحدودية، حيث حذر المتحدث باسم القوات المسلحة الباكستانية من تدفق اللاجئين إلى بلاده.