المناظرات الرئاسية الإيرانية.. انتقادات نشطاء سياسيين للجولة الأولى

الجولة الأولى من المناظرات الرئاسية في إيران أجريت السبت الماضي (الفرنسية)

جرت مساء السبت الجولة الأولى من المناظرات الرئاسية في إيران، وهي واحدة من 3 جولات من المناظرات يبثها التلفزيون الإيراني ضمن الانتخابات الرئاسية الحالية، وستعقد الجولتان الأخيرتان مساء اليوم الثلاثاء والسبت القادم.

وفي المناظرة الأولى، ركز النقاش الذي استمر 3 ساعات على أهم موضوع في المجتمع الإيراني وهو الاقتصاد، وكانت فرصة ثمينة للمرشحين لجذب المزيد من الناخبين وتسخين المشهد الانتخابي، والتي لم تكن ناجحة بحسب استطلاعات الرأي والخبراء.

معظم الانتقادات التي انعكست في المجتمع، ومواقع التواصل الاجتماعي، كانت عن الطريقة التي تتم بها إدارة المناظرات في التلفزيون، إذ لم يتم تحديد المواقف والبرامج الاقتصادية للمرشحين بشكل صحيح، كما أن أسلوب المرشحين في الحديث وتبادل الاتهامات أثار انتقادات من النشطاء السياسيين والاجتماعيين.

يعتقد بوريا آستركي خبير إعلامي أن المناظرات تؤثر على مشاركة الشعب في الانتخابات، ومعظم التغييرات في أصوات المرشحين تتم عادة بعدها، لكن في مناظرات هذا العام، وبسبب اختلاف الأسئلة المطروحة للمرشحين، ليس لها الكثير من الدفء والتأثير.

وقال للجزيرة نت إنه لو كان يتم طرح سؤال واحد على جميع المرشحين ويتجادلون بشأنه، لكان النقاش أكثر دفئًا وفعالية، ولكن مع ذلك كانت المناظرة الأولى قادرة على زيادة الإقبال الشعبي للانتخابات بنسبة 3%.

يعتقد جلايي بور إذا تستمر المناظرات بشكل مطلوب فقد تصل نسبة المشاركة إلى 50٪. مواقع التواصل
جلايي: المناظرات تؤثر على تسخين المشهد الانتخابي (مواقع التواصل)

تأثير على مشاركة الشعب

أظهرت تجربة الانتخابات في السنوات الأخيرة أن المناظرات الانتخابية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مشاركة الشعب. وعلى سبيل المثال، استطاعت المناظرات الرئاسية عام 2009، والتي جرت بشكل ثنائي بين كل مرشحين، أن تزيد من حدة الانتخابات وجذب الناس إلى صناديق الاقتراع، حيث سجلت أعلى نسبة مشاركة بلغت 85% من الإيرانيين بالانتخابات الرئاسية منذ بداية الثورة.

ربما يمكن مقارنة انتخابات عام 2013 بالوضع الحالي، التي تم فيها استبعاد أكبر هاشمي رفسنجاني الخيار الرئيسي للإصلاحيين والمعتدلين من السباق الرئاسي.

واردف آستركي بأن كانت المناظرة الأولى قادرة على زيادة الإقبال الشعبي للانتخابات بنسبة 3_..الجزيرة
آستركي: إذا تنحى جميع مرشحي الأصوليين الأربعة لصالح سيد إبراهيم رئيسي فهو الفائز بالدورة الأولى من الانتخابات (الجزيرة)

يعتقد الدكتور حميد رضا جلايي بور -وهو ناشط سياسي وأستاذ علم الاجتماع بجامعة طهران- أن المناظرات تؤثر على تسخين المشهد الإنتخابي، لأنه من خلال المناظرات يتم الحديث عن بعض الأمور التي لا ينبغي الحديث عنها أمام الناس (المعلومات السرية) كما أن الناس سيكتشفون أن كلام أي مرشح أقرب إلى الواقع.

وأردف في حديثه للجزيرة نت أنه إذا استمرت المناظرات بشكل مطلوب فقد تصل نسبة المشاركة إلى 50%، كما أنه حتى الآن لم يقرر 44% من المشاركين في الانتخابات اختيار مرشحهم المفضل، ويمكن للمناظرات أن تلعب دورا هاما في هذا القرار.

وبالنظر إلى المناظرات الرئاسية في الدورات السابقة، ليس بعيدا أن نرى مفاجأة أخرى في الانتخابات الرئاسية لهذه السنة، وأن يهدد المرشح المعتدل الرئيس السابق للبنك المركزي عبد الناصر همتي، والإصلاحي محسن مهر علي زاده، تحالف الأصوليين للخطر. ورغم ارتفاع أصواتهما حسب بعض الاستطلاعات الرأي بعد أول جولة من المناظرات على حساب الأصوليين، فإن الأصوليين ما زالوا في المقدمة.

كما صرح آستركي أنه في ظل الظروف الحالية إذا لم ينسحب أي من المرشحين، فإن الانتخابات ستجرى في الدورة الثانية، حيث لن يتمكن أي من المرشحين من الحصول على 50% من الأصوات.

وأضاف: إذا تنحى جميع مرشحي الأصوليين الأربعة لصالح سيد إبراهيم رئيسي، فهو الفائز في الدورة الأولى من الانتخابات. أما إذا لم يتنح بعض المرشحين الأصوليين كمحسن رضائي وسعيد جليلي، فمن المرجح أن تنتقل الانتخابات إلى جولتها الثانية حتى يقابل الرئيسي، همتي المعتدل أو رضائي الأصولي لأن المنافسة متقاربة بينهما.

وتظهر الأدلة أن مفاجأة أخرى ليست بعيد المنال بمشاركة الناخبين، لكن التحدي الذي يواجه همتي ومهرعلي زاده هو عدم وجود دعم للتيار الإصلاحي لهذين المرشحين حتى الآن.

كما أن الضغوطات الاقتصادية الكبيرة على طبقات مختلفة من الشعب، وفشل الرئيس حسن روحاني في الوفاء بوعوده، جعل معركة همتي وعلي زاده مع التيار الأصولي أكثر صعوبة.

المصدر : الجزيرة