انحياز واتهام بلا دليل.. موقفان من أنقرة وموسكو إزاء القمة الأوروبية ببروكسل

الملف الروسي هيمن على أعمال القمة الأوروبية في بروكسل (الأناضول)

تبنت كل من تركيا وروسيا -صباح اليوم الجمعة- موقفا رافضا لمخرجات قمة الاتحاد الأوروبي التي تجري أعمالها في العاصمة البلجيكية بروكسل، وتتناول العديد من الملفات الخارجية.

وقالت الخارجية التركية إن قرارات قمة دول الاتحاد الأوروبي التي عقدت أمس بشأن تركيا، لا تحتوي على الخطوات اللازمة تجاه أنقرة.

وأشار البيان الخطيّ الصادر عن الخارجية التركية إلى أن دولة أو دولتين -في إشارة إلى اليونان وقبرص اليونانية- تسيئان استخدام صلاحياتهما، من خلال توجيه الاتحاد نحو تأجيل اتخاذ قراراتٍ حاسمة بشأن عضوية تركيا فيه.

ووصف بيان الخارجية قرارات الاتحاد نحو قبرص الشمالية التركية بأنه تكرار لوجهات النظر اليونانية وقبرص اليونانية، داعية الاتحاد للالتزام بالتعهدات التي قطعها على نفسه عام 2004 تجاه أتراك قبرص.

وكان القادة الأوروبيون دعوا أمس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إزالة العقبات المتبقية أمام إحياء العلاقات، بعد عام من توتر العلاقة بين الطرفين.

وقال دبلوماسي أوروبي إن الاتحاد سجل رغبة في التهدئة من جانب أنقرة، غير أن الشروط لتبني تدابير إيجابية غير متوافرة.

ومن جانبه، أعلن الكرملين اليوم الجمعة أنه “يأسف” لقرار قادة الاتحاد الأوروبي رفض مقترح فرنسي ألماني لاستئناف اجتماعات قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحافيين إن “الرئيس بوتين كان ولا يزال مهتما بإقامة علاقات عمل بين موسكو وبروكسل“.

وجاء التعليق الروسي بعد أن رفض قادة الاتحاد الأوروبي المجتمعون في بروكسل مقترحا فرنسيا ألمانيا بإجراء محادثات مع الرئيس الروسي حول القضايا التي تثير خلافات بين موسكو والعواصم الغربية.

نقاش شامل

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن قادة الاتحاد الأوروبي رفضوا الدعوة لعقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت ميركل -اليوم الجمعة- إن زعماء الاتحاد الأوروبي أخفقوا في التوصل إلى اتفاق بشأن قمة مع روسيا اقترحت برلين وباريس عقدها.

 وأضافت أنه "كان نقاشا شاملا للغاية، ولم يكن سهلا.. حددنا مرة أخرى الشروط التي نحن مستعدون بموجبها للعمل والتواصل بشكل أوثق مع روسيا.. لم يتم التوصل إلى اتفاق اليوم على اجتماع للزعماء".

ودعا قادة الاتحاد الأوروبي روسيا إلى إظهار "انخراط بنّاء بشكل أكبر" وإلى "وقف إجراءاتها ضدّ الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة له". وقالوا إنهم "مستعدّون للردّ بطريقة حازمة ومنسّقة على أيّ نشاط جديد خبيث وغير قانونيّ ومُعطِّل من جانب روسيا، على أن يستخدموا بشكل كامل كلّ الأدوات المتاحة لهم".

 وقد كُلّف وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تقديم "خيارات لمزيد من الإجراءات التقييدية، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية".

مقاومة شرسة

وتبنى الاتحاد القرار نتيجة مقاومة شرسة من بعض الأعضاء، وخصوصا من دول شرق أوروبا القلقة من تحركات عدائية لموسكو.

وقال بيسكوف إن هذه البلدان -وهي كما قال: بولندا ودول البلطيق- “تتكلم في أغلب الأحيان من دون دليل” عن تهديد من روسيا.

وفي المقابل، أعلن القادة الأوروبيون أنهم “منفتحون على حوار انتقائي” مع موسكو في مجالات تتوافق مع مصالح الاتحاد، مثل التغير المناخي والصحة والملف النووي الإيراني والنزاع في كل من سوريا وليبيا.

يشار إلى أن القمة الأخيرة التي عقدت بين قادة الاتحاد وبوتين كانت في مطلع 2014، قبل أشهر قليلة من ضم روسيا لجزيرة القرم من أوكرانيا.

وبرزت خلافات بين موسكو وعدد من العواصم الغربية في أعقاب تعزيزات عسكرية روسية على الحدود الأوكرانية، وفضائح تجسس تسببت في طرد دبلوماسيين.

يواصل القادة الأوروبيون قمتهم في بروكسل لليوم الثاني، ويبحثون فيها عدة قضايا أبرزها العلاقات مع كل من روسيا وتركيا إضافة إلى منطقة الساحل وإثيوبيا وليبيا.

ملفات أخرى

وإلى جانب الملفين  الروسي والتركي يبحث الأوروبيون العقوبات التي سبق أن فرضها الاتحاد على بيلاروسيا، والوضع في ليبيا ودول منطقة الساحل الإفريقية.

كما يتضمن جدول أعمال القمة مناقشة الأوضاع الإنسانية والسياسية في إثيوبيا، خاصة في إقليم تيغراي، وملف التعافي الاقتصادي بعد انتهاء جائحة كورونا، بالإضافة إلى قضايا الهجرة والتعاون.

المصدر : الجزيرة + وكالات