بايدن احتفى بنفتالي بينيت وتجاهل نتنياهو.. الكنيست يمنح الثقة لحكومة إسرائيلية جديدة بأغلبية هشة
قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى اتصالا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت “لتقديم تهانيه الحارة“، بعد حصول حكومته على ثقة الكنيست، مشددا على التزامه بالعمل معها.
وقال بايدن في بيان "باسم الشعب الأميركي، أهنئ رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لبيد وجميع أعضاء الحكومة الإسرائيلية الجديدة".
اقرأ أيضا
list of 4 itemsإسرائيل بمواجهة نفسها.. انقسام عميق وتحذير نادر من اغتيالات سياسية وسط تصاعد خطاب الكراهية
واشنطن بوست: التغيير في إسرائيل يدفع واشنطن للتعجيل بإعادة التفكير في العلاقة بتل أبيب
تعرف على خصمي نتنياهو.. يائير لبيد ونفتالي بينيت
وفي البيان الذي لم يأت على ذكر ئيس الوزراء المنصرف بنيامين نتنياهو، رحّب بايدن بالائتلاف الحاكم الجديد في إسرائيل، وسعى إلى التأكيد على متانة العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، وعلى رغبته القوية في تعميق أواصر التعاون بينهما.
وأضاف البيان أن بايدن أكد لبينيت أن إدارته ستعمل مع الحكومة الجديدة لدفع جهود السلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين، وقال إن الزعيمين اتفقا على التشاور بشأن كل الأمور المتعلقة بالأمن الإقليمي، بما فيها الملف الإيراني.
وسارع بينيت إلى الرد على البيان عبر تويتر كاتبا “شكرا سيدي الرئيس، أتطلع إلى العمل معكم من أجل تعزيز العلاقات بيننا“.
أداء اليمين
وكان زعيم حزب "يمينا" المتطرف نفتالي بينيت قد أدى اليمين القانونية رئيسا للحكومة الإسرائيلية الجديدة، بعد أن صوت البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) لصالح منح الثقة للائتلاف الحكومي الجديد، في حين رحبت الإدارة الأميركية بالحكومة الجديدة مؤكدة تعزيز العلاقات الراسخة مع إسرائيل.
وصوت الكنيست لصالح منح الثقة للائتلاف الحكومي بأغلبية 60 صوتا مقابل 59، لينهي بذلك سيطرة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو التي استمرت 12 عاما.
وفي كلمته خلال جلسة التصويت، قال بينيت، الذي سيرأس الحكومة بالتناوب مع زعيم حزب "يوجد مستقبل"، يائير لبيد، إن حكومته ستدعم الاستيطان في كل مناطق الضفة الغربية، خاصة في المنطقة المصنفة "ج".
وأكد بينيت أن حكومته ستكافح الاتفاق النووي مع إيران، ولن تسمح لها بامتلاك سلاح نووي، رافضا إحياء الاتفاق النووي مع طهران، كما وعد بأن يمثل "ائتلاف التغيير في إسرائيل برمتها".
من جهته، قال رئيس الوزراء المنصرف بنيامين نتنياهو إنه لولا جهود حكومته لامتلكت إيران سلاحا نوويا يهدد وجود إسرائيل، وأضاف أن التحدي الثاني بعد التحدي الإيراني هو منع إقامة دولة فلسطينية تهدد وجودنا.
وأشار نتنياهو إلى أن أعضاء بالحكومة الجديدة يعارضون البناء بالمستوطنات، ويؤيدون إقامة دولة فلسطينية، مؤكدا أن تحالفه سيسقط ما وصفها بحكومة اليسار بأسرع مما يتخيل الكثيرون.
وعقب أداء بينيت اليمين الدستورية، أظهرت مشاهد بثتها وسائل الإعلام إسرائيلية تظاهر المئات أمام مقر رئيس الوزراء، احتفالا برحيل حكومة نتنياهو، وسط حضور أمني مكثف.
حماس تعلق
وقد أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن شكل أي حكومة إسرائيلية لن يغير من طبيعة تعامل الحركة مع إسرائيل ككيان احتلالي استيطاني تجب مقاومته.
وقال الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، في بيان، إن تكرار العملية الانتخابية الإسرائيلية وما تفرزه داخل إسرائيل دليل على عمق الأزمة السياسية، التي تعيشها بالتوازي مع أزماتها العسكرية والأمنية المتواصلة.
وشدد برهوم على أن الحركة مستمرة في ترسيخ معادلة أن الدم الفلسطيني والمقدسات خط أحمر، وأن سلوك الحكومة الجديدة على الأرض يحدد طبيعة ومسار التعامل الميداني مع الاحتلال، حسب تعبيره.
وفي أول رد فعل دولي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يتطلع إلى العمل مع رئيس الوزراء بينيت لتعزيز العلاقة الوثيقة والدائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأضاف بايدن أن إدارته ملتزمة بالعمل مع الحكومة الإسرائيلية لتعزيز الأمن والاستقرار والسلام للإسرائيليين والفلسطينيين.
من ناحيته، رحب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بحرارة بالإعلان عن حكومة جديدة في إسرائيل، قائلا إنه يتطلع إلى العمل عن كثب مع كل من بينيت ولبيد.
وأضاف بلينكن أنه سيواصل العمل مع إسرائيل لدفع عملية السلام إلى الأمام، مؤكدا التزام الإدارة الأميركية الراسخ بأمن إسرائيل.
فوضى في الكنيست
وقد شهد الكنيست الإسرائيلي حالة من الفوضى خلال جلسته الخاصة للتصويت على حكومة نفتالي بينيت، حيث احتج العديد من الأعضاء وقاطعوا كلمته.
وأمر رئيس الكنيست بإخراج عدد من نواب "الصهيونية الدينية" خارج القاعة تباعا؛ بسبب مقاطعتهم بينيت، الذي واصل إلقاء كلمته.
وسيتناوب على رئاسة الحكومة الائتلافية الجديدة المليونير في مجال التكنولوجيا الفائقة نفتالي بينيت زعيم حزب "يمينا" المتشدد.
ويليه بالدور مقدم البرامج التلفزيوني الشهير السابق، يائير لبيد، زعيم حزب المعارضة الوسطي "يوجد مستقبل"، مدة عامين لكل منهما، حسب الاتفاق الائتلافي بينهما.
وسيكون بينيت الأول الذي سيترأس الحكومة حتى 27 أغسطس/آب 2023، ثم سيترأسها لبيد حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2025، حسب صحيفة "هآرتس".
ويتشكل الائتلاف الحكومي الجديد من 8 أحزاب تمتد في توجهاتها السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، بما في ذلك ولأول مرة فلسطينيو 48.
وأخفق نتنياهو (71 عاما) في تشكيل حكومة بعد رابع انتخابات شهدتها إسرائيل خلال عامين في 23 مارس/آذار الماضي.