نيويورك تايمز: البنتاغون يدرس طلب إذن للتدخل جوا لمنع سقوط كابل بيد طالبان

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" (The New York Times) عن مسؤولين كبار أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تدرس طلب الإذن من البيت الأبيض بشنّ غارات جوية لدعم قوات الأمن الأفغانية في حال تعرض العاصمة كابل لخطر السقوط بيد حركة طالبان، ويأتي الكشف عن هذه المعلومات بالتزامن مع توسيع الحركة نطاق سيطرتها على الأرض.
ووفق الصحيفة، فقد أكد مسؤولون أميركيون أن السقوط المحتمل لكابل قد يؤدي إلى تدخل عسكري بعد الانسحاب الأميركي، ويقل هذا الاحتمال حين يتعلق الأمر بمدن أخرى من بينها قندهار (جنوبي أفغانستان).
وقال المسؤولون للصحيفة إن أحد الخيارات التي تُدرس سيكون تدخلا عسكريا أميركيا في أزمة غير عادية مثل تعرض السفارات والمواطنين الأميركيين والحلفاء للخطر.
ورجح المسؤولون أن الولايات المتحدة لن تقدم دعما جويا إضافيا للقوات الأفغانية في المناطق الريفية التي يخضع العديد منها بالفعل لسيطرة حركة طالبان.
ومع تسارع وتيرة الانسحاب الأميركي من البلاد، كثفت حركة طالبان أخيرا هجماتها على القوات الأفغانية، وتمكنت من السيطرة على مديريات عدة في ولايتي غزنه (جنوب شرق) وفارياب (غرب).
وكانت واشنطن قالت إنها أنجزت حتى الآن 50% من عملية الانسحاب التي كان يفترض أن تكتمل قبل سبتمبر/أيلول الماضي.

تفجير جديد
وفي الجانب الأمني، قال مصدر أمني للجزيرة إن قتلى وجرحى سقطوا اليوم الخميس إثر تفجير سيارة ملغمة استهدفت القوات الأفغانية في ولاية بَغلان (شمال)، دون إعطاء مزيد من التفاصيل عن الهجوم أو الجهة التي نفذته.
ويأتي التفجير وسط تصاعد لأعمال العنف في أفغانستان في ظل الانسحاب المتواصل للقوات الأميركية والأجنبية الأخرى.
كما يأتي عقب مقتل 10 أفغان يعملون لدى وكالة دولية لنزع الألغام في هجوم وقع مساء الثلاثاء في ولاية باغلان شمالي أفغاستان.
واتهمت الحكومة الأفغانية حركة طالبان بتنفيذ الهجوم لكن الحركة نفت ذلك.
مفاوضات السلام بالدوحة
سياسيا، ذكرت وكالة الأنباء القطرية أن مطلَق القحطاني، المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، عقد أمس الأربعاء لقاءين منفصلين في العاصمة القطرية الدوحة مع كل من المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، ورئيس الفريق التفاوضي لحركة طالبان شيخ عبد الحكيم خدايداد.
وأضافت الوكالة أنه نوقشت خلال اللقاءين عملية السلام في أفغانستان، والمحادثات الجارية في الدوحة بين الفرقاء الأفغان.
وكان وفدا الحكومة الأفغانية وحركة طالبان استأنفا أمس الأربعاء في الدوحة الجولة الثالثة من المفاوضات.
وقال المتحدث باسم الوفد الحكومي إنه تم الاتفاق على تسريع المفاوضات وأجندتها.
من جهته، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم للجزيرة إن رئيسي الوفدين ناقشا آلية تسريع المحادثات، وتحديد أجندة الاجتماعات المقبلة.
ودعا طارق فرهادي مستشار الرئيس الأفغاني السابق إلى التفاؤل بجولة المفاوضات الأفغانية الجدية في الدوحة.
وأعرب فرهادي في مقابلة مع الجزيرة عن أمله أن تركز هذه الجولة على التنازلات التي يجب على كل طرف تقديمها للمضي قدما في أجندة تقاسم السلطة.