اليمن.. ما وراء تصعيد "الانتقالي" ضد الحكومة وتلميحه بقرب استعادة "دولة الجنوب"
تصعيد ضد الحكومة اليمنية وإعلان قرب العودة إلى إعلان الإدارة الذاتية للجنوب رسائل عدة أطلقها رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، في بريد من؟ ولماذا في هذا الوقت؟
يسود ترقب حذر في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن مع توعد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا بالمضي في تحقيق هدفه بانفصال جنوب اليمن عن شماله، وتهديده بالتصعيد ضد الحكومة اليمنية خلال الأيام القادمة.
وقال رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في الذكرى الرابعة لـ"إعلان عدن" -الذي كان مقدمة لتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي- إن للصبر حدودا أمام ما وصفها بـ"سياسات التنكيل والعقاب الجماعي التي تستهدف شعبنا، وإن خيارات المجلس مفتوحة لمعالجة قضايا شعبنا بما يلبي تطلعاتهم".
اقرأ أيضا
list of 4 itemsاليمن.. معارك كر وفر بين الحكومة والحوثيين في مأرب وقيادة عسكرية جديدة للمجلس الانتقالي بعدن
الشمال للحوثيين والجنوب للانتقالي.. عيدروس الزبيدي يثير غضبا على المنصات اليمنية
هل انتهت صلاحية اتفاق الرياض؟ الزبيدي يبشر بدولة جنوبية مستقلة باليمن
وألمح الزبيدي إلى العودة لإعلان الإدارة الذاتية للجنوب الذي تراجع عنه المجلس نهاية يوليو/تموز من العام الماضي، لتطبيق اتفاق الرياض الموقع مع الحكومة المعترف بها دوليا في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
وحين كان الزبيدي يلقي خطابه كان عدد من قادة المجلس يرفعون علم دولة جنوب اليمن قبل توحدها مع الشمال (22 مايو/أيار 1990) في قصر التواهي، وهي صورة رمزية تؤكد على أن المجلس حاضر بقوة في مدن ومحافظات الجنوب.
مفاوضات مسقط
ورغم أن المعني كانت الحكومة اليمنية فإن أعين الزبيدي كانت مسلطة على العاصمة العمانية مسقط التي شهدت في الأيام الماضية حراكا دبلوماسيا، إذ بحث المبعوثان الأممي مارتن غريفيث والأميركي تيموثي ليندركينغ مع السلطنة ووفد الحوثيين وقف إطلاق النار في اليمن.
وحرص الزبيدي على التذكير في الخطاب بأن المجلس "تمكن وخلال 3 أعوام فقط أن ينتزع اعتراف الأصدقاء وقبل ذلك الخصوم الذين سعوا إلى وأده وإضعافه".
وقال رمزي الفضلي مدير التوجيه المعنوي في القوات التابعة للحكومة بمحافظة أبين -التي تخوض قتالا مع قوات المجلس الانتقالي- إن تهديد الانتقالي لا يعدو أن يكون إشارة إلى المجتمع الدولي والتحالف السعودي الإماراتي بإشراكه في المشاورات الجديدة.
وذكر الفضلي للجزيرة نت أن عودة الزبيدي من الإمارات وتهديده بالنفير العام جاءا في توقيت كان المجلس يتوقع نجاحا لمفاوضات مسقط، مما يفضي إلى اتفاق بين الحوثيين والحكومة اليمنية قد يتجاهل الانتقالي تماما.
وقال إن القوات الحكومية لديها معلومات عما يعده الانتقالي خلال الأيام القادمة، وهي خطوات قد تتعلق بإعلان النفير العام، لكنه أكد أن القوات الحكومية لن تسمح بأي محاولة للانقلاب على اتفاق الرياض.
وبحسب الفضلي، فإن الانتقالي يشهد تصدعا خلال الآونة الأخيرة في صفوفه، كما فشل محافظ عدن التابع له أحمد لملس في إدارة الخدمات، الأمر الذي دفع المجلس للهروب من الواقع من خلال سياسة التهديد والوعيد.
عودة الدولتين
لكن رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس النقيب قال للجزيرة نت إن كل الخيارات مفتوحة أمام شعب الجنوب لاستعادة دولته، من بينها تطبيق الإدارة الذاتية وتوسيعها لتكون أكثر شمولا، بما يمكن من عودة الخدمات للأهالي.
وأضاف النقيب أن هدف الانتقالي ليس الحصول على بعض المقاعد الوزارية في الحكومة التي أوشكت تجربة المناصفة فيها أن تفشل، بل هو نضال يفضي لعودة الدولتين، شمال للشماليين وجنوب للجنوبيين، دولتان تحكمهما علاقات حسن الجوار واحترام السيادة.
وبحسب النقيب، فإن الزبيدي أكد المؤكد فقط، مشيرا إلى أن مناسبة الحديث جاءت في الذكرى الرابعة لإعلان عدن.
وحول مفاوضات مسقط، قال إنها تتعلق بمكونين شماليين غير شرعيين، غير أنه أكد أن جهودا دولية لحل الأزمة في اليمن بالكامل لن يكون الجنوب شريكا فيها لا تعني المجلس الانتقالي.
تمثيل الجنوب
في خطابه كان الزبيدي يشدد على أن المرحلة القادمة موعودة بتحقيق انتصارات سياسية، دون أن يشير لها، وهو ما يفسره رئيس مؤسسة خليج عدن للإعلام خالد الشودري بأن المجلس الانتقالي يسعى إلى أن يكون ممثلا للجنوب في أي مشاورات قادمة.
ويقول الشودري للجزيرة نت إن الانتقالي يصر على تضليل الرأي العام حول عدم إشراك الجنوب في أي مفاوضات رغم كون المجلس ممثلا في الحكومة.
ويضيف أن الخطوات الأخيرة وتصريحات عيدروس الزبيدي على مدى أشهر -والتي لوح خلالها بالحوار مع الحوثيين عقب إسقاط مأرب، والتحريض ضد المنطقة العسكرية الأولى في سيئون الموالية للحكومة- تندرج في إطار التفاهم بين المجلس الانتقالي والحوثيين للضغط على السعودية والحكومة الشرعية.
وأوضح أن الانتقالي يرى أن عامل وجوده في الجنوب هو سيطرة الحوثيين على الشمال، سواء من خلال الحرب أو المفاوضات، في إشارة إلى انفصال البلاد، جنوب بيد المجلس الانتقالي، وشمال تحت سيطرة الحوثيين.
وحول الخطوات التي قد يقدم عليها الانتقالي خلال الفترة القادمة، قال الشودري إن المجلس قادر على استهداف القوات الحكومية في أبين وشبوة، كما سيحرض على طرد الحكومة من عدن، وعرقلة تنفيذ الشقين العسكري والأمني من اتفاق الرياض.