القدس.. هدوء حذر بالمسجد الأقصى بعد اقتحامات المستوطنين والرئاسة الفلسطينية تحذر من العودة لنقطة البداية
نشرت المجموعات اليهودية المتطرفة أمس السبت صورة لعدد من منتسبيها يقفون أمام مدخل جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى ويحمل أحدهم سلاحا أوتوماتيكيا.
تعرضت باحات المسجد الأقصى لعدة اقتحامات من قبل المستوطنين، واعتدت قوات الاحتلال على فلسطينيين واعتقلت ثمانية منهم، في حين دعت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي للتدخل محذرة من العودة "لنقطة البداية".
وعاد الهدوء الحذر إلى الحرم الشريف بعدما أكد مراسل الجزيرة مساء اليوم الأحد أن دفعة ثالثة من المستوطنين اقتحمت باحات المسجد الأقصى، حيث تجولت فيها قبل أن تخرج تحت الحراسة.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsتضييق على الهواء مباشرة لمراسلة الجزيرة عند مدخل حي الشيخ جراح بالقدس
سيف القدس..هل تجبر واشنطن وأوروبا على تغيير قواعد تعاملهم مع حماس؟
وبلغ عدد المقتحمين خلال الفترتين الصباحية والمسائية إلى 253 مستوطنا، وقد دخلوا بحماية مكثفة من الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية.
وقالت مراسلة الجزيرة إن قوات الاحتلال اعتقلت فتاة فلسطينية لتصويرها شابا فلسطينيا كان يتعرض للضرب أثناء اعتقاله، ليرتفع عدد المعتقلين في الأقصى اليوم إلى 8، بعضهم من موظفي المسجد، وقد أفرج الاحتلال عن خمسة منهم.
وقال ناطق باسم وزارة الأوقاف الأردنية للجزيرة إن القوات الإسرائيلية اعتقلت 5 من حراس المسجد الأقصى التابعين للوزارة.
وفي وقت سابق، سادت حالة من التوتر مع اعتقال جنود الاحتلال شابا فلسطينيا بعنف وسط تكبيرات المصلين، واعتدى الجنود على الفلسطينيين الذين حاولوا منعهم من اعتقاله.
#عاجل .. #شاهد بدء اقتحام المجموعة الأولى من المستوطنين لساحات المسجد الأقصى وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال داخل ساحات الأقصى وعلى أبوابه.#الاقصى_خط_احمر pic.twitter.com/6UDEwMBZOa
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) May 23, 2021
وبثت منصات فلسطينية مقاطع فيديو أظهرت ردّ فعل نساء مقدسيات على استفزازات شرطة الاحتلال التي تؤمن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.
وفي وقت سابق، أفادت المراسلة بأن تعزيزات عسكرية مشددة تحيط بالأقصى، وأن الاحتلال منع الشبان من دخول المسجد عند صلاة الفجر.
وفي الضفة الغربية، أكد مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 23 فلسطينيا منذ الليلة الماضية.
تحذيرات فلسطينية
من جهتها، حذرت الرئاسة الفلسطينية "من العودة إلى نقطة البداية" إذا استمر اقتحام الأقصى وحصار الشيخ جراح.
وأضافت "نطالب الإدارة الأميركية بالتدخل السريع لمنع سياسة الاستفزازات والتصعيد الإسرائيلية".
كذلك دانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان "استمرار اقتحامات قوات الاحتلال وشرطته والمستوطنين المتطرفين لباحات الأقصى"، ورأت أن الاقتحامات استخفاف بالمواقف الدولية التي طالبت إسرائيل بوقف اعتداءاتها على القدس.
وأضاف البيان أن الاقتحامات "استفزاز فظ لمشاعر المسلمين واستمرار للعدوان على شعبنا وعلى القدس".
وحمّل البيان الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن اقتحامات الأقصى، وطالب المجتمع الدولي "بالوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية تجاه جرائم الاحتلال".
كذلك رأت الخارجية الفلسطينية أن إسرائيل تتعمد تكريس اقتحامات الأقصى والتضييق على الشيخ جراح عشية زيارة وزير الخارجية الأميركي للمنطقة أنتوني بلينكن.
بدوره، قال خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري لوكالة الأناضول إن هذه الاقتحامات "تؤكد أطماع الاحتلال بالمسجد الأقصى"، محملا السلطات الإسرائيلية مسؤولية التوتر الذي سينجم عنها.
وأردف "سلطات الاحتلال تريد بهذه الاقتحامات التي تمت بحراسة قوات كبيرة من الشرطة إثبات عدم هزيمتها في الحرب التي شنّتها على غزة".
دعوات للاقتحام والتصدي
ويأتي ذلك تزامنا مع انتهاء الحظر الإسرائيلي على اقتحامات المسجد الذي استمر 20 يوما، في حين انتشرت دعوات فلسطينية لشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى وحمايته.
وتتداول "جماعات المعبد" الإسرائيلية المتطرفة منذ أيام دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتوعد فيها باقتحام المسجد الأقصى.
ونشرت هذه المجموعات أمس صورة لعدد من منتسبيها يقفون أمام مدخل جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى المبارك، ويحمل أحدهم سلاحا أوتوماتيكيا في المكان.
وقررت الحكومة الإسرائيلية منع المستوطنين من اقتحام المسجد قبل أكثر من أسبوعين، بسبب العشر الأواخر من شهر رمضان وعيد الفطر، فضلا عن الأوضاع الميدانية، من دون أن تعلن إلغاءه.
ويطالب المستوطنون بإعادة السماح لهم بدخول المسجد، من دون أن يكون واضحا إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستتخذ هذا القرار قريبا، في ضوء الوضع الأمني في القدس الشرقية وقطاع غزة والضفة الغربية.
وفي السياق، دعا النائب في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي عن حزب "الصهيونية الدينية" المتطرف إيتمار بن غفير إلى اقتحام الأقصى، وقال عبر تويتر "يبدو أن (موشيه) غافني يعرف اتفاقا لرئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) لوقف إطلاق النار في غزة".
وموشيه غافني هو رئيس صحيفة "مِشبحا" الإسرائيلية، ويدعو لعدم السماح للإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى.
وأضاف بن غفير "لم يتبق كثير من الوقت لمعرفة الإجابة، غدا في السابعة صباحا يجب أن يكون الجبل مفتوحا لليهود، إغلاق الجبل يعني أن إسرائيل استسلمت لحماس".
من جانبه، علق مدير "مؤسسة جبل الهيكل التراثية" توم نيساني على فتح الأقصى أمام المستوطنين قائلا "هذا صباح مهم جدا ينقذ قليلا من الشرف الوطني لشعب إسرائيل".
ودعا نيساني، في تصريحات صحفية، حكومة نتنياهو إلى سحب جميع صلاحيات إدارة الحرم القدسي من وزارة الأوقاف الأردنية، وفتحه طوال ساعات اليوم أمام اليهود بجميع أبوابه، والتوقف عن الرضوخ لتهديدات حركة حماس، حسب وصفه.
ويتهم نواب بالكنيست وصحفيون إسرائيليون الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو بأنها عقدت اتفاقا لوقف إطلاق النار يتضمن عدم السماح للإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى لكن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ومسؤولين آخرين في الحكومة نفوا ذلك، وأكدوا أن اتفاق إطلاق النار أبرم من دون وضع شروط.
وأعلنت السلطات المصرية الخميس التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار "متبادل ومتزامن" في قطاع غزة، وبدأ سريانه فعليا اعتبارا من الساعة الثانية فجر الجمعة بتوقيت فلسطين.
ومنذ عام 2003 تسمح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين بدخول المسجد عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وذلك يتسبب في مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
الشيخ جراح
من جانب آخر، أكدت محامية مركز عدالة الحقوقي أن النيابة الإسرائيلية طلبت تمديد ردها على المحكمة العليا الإسرائيلية إلى ظهر يوم الغد، وذلك بشأن الالتماس الذي تقدم به المركز باسم سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، لإزالة الحواجز التي نصبتها الشرطة الإسرائيلية عند مدخل الحي منذ أسبوعين.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قمعت أمس السبت وقفة احتجاجية نُظمت في حي الشيخ جراح، ومنعت عشرات المتضامنين دخول الحي، كما منعت سكان الحي من الخروج للمشاركة في الوقفة.
وتمنع سلطات الاحتلال الدخول إلى الحي أو الخروج منه لغير ساكنيه، في حين تسمح للمستوطنين بالتنقل فيه بحرية، في إطار خطط لتهجير السكان الفلسطينيين؛ كانت شرارة للهبة الشعبية الأخيرة التي واجهها الاحتلال باعتداءات واسعة، وأطلقت مواجهة مع المقاومة في قطاع غزة.
تضامن إلكتروني
وأكد ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي استمرار دعمهم للقدس، معربين عن غضبهم الشديد إثر إعادة قوات الاحتلال الإسرائيلي فتح بوابات المسجد الأقصى أمام المستوطنين، وغردوا عبر وسمي "#الأقصى_في_خطر" و"#المسجد_الأقصى".
وقال المحلل السياسي ياسر الزعاترة إن "الاحتلال يحاول ترميم صورة الهزيمة، فضلا عن حقيقة أن القدس والهيكل هما روح مشروع الاحتلال".
الاحتلال يعيد فتح "الأقصى" أمام المستوطنين بعد 3 أسابيع من إغلاقه.
محاولة لترميم صورة الهزيمة؛ فضلا عن حقيقة أن القدس و"الهيكل" هما روح مشروع الاحتلال.
شعار الفلسطينيين واضح "وإن عدتم عدنا"، ومنذ أمس عادت دعوات الحشد.
واجب الوقت هو تجاوز مسار عباس العبثي، وإطلاق انتفاضة شاملة. pic.twitter.com/622NvHVaPr
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) May 23, 2021
بدوره، أكد الكاتب عاصم النبيه أن الاحتلال يحاول "استرجاع بعض كرامته المهدورة في غزة بالسماح للمستوطنين الصهاينة باقتحام المسجد الأقصى تحت حراسة الجنود والسلاح"، وأن "المقاومة لم ترفع أيديها عن الزناد بعد والفلسطينيون في كل مكان مستعدون ليقدموا أرواحهم لأجل المسجد الأقصى".
وفيما يأتي بعض التغريدات المتداولة صباح اليوم:
كانت الاقتحامات تتجه لتغيير الوضع القائم في #المسجد_الأقصى، فاضطر الاحتلال لوقفها حتى هدأت المواجهة، ثم عاد باقتحام رمزي، مع منع تحت سن 45 سنة من المسلمين من دخول الأقصى، وبمجموعات مقتحمين لا تزيد على 20 شخصا!
هذه هي الصورة الفعلية لما يجري، والمعركة مستمرة.#انقذوا_حي_الشيخ_جراح— Dr. Abdallah Marouf د. عبدالله معروف (@AbdallahMarouf) May 23, 2021
المعركة لم تنته بعد
الاحتلال يخطط لاقتحام #المسجد_الأقصى اليوم
لا تنزلوا عن الجبل..— خالد صافي #فلسطين 🇵🇸 (@KhaledSafi) May 23, 2021
لاتبرحوا الجبل ف #الأقصى_في_خطر.
— سيف صلاح الهيتي (@saifsalahalhety) May 23, 2021
استفزازات اليمين الصهيوني المتطرف الذي يحكم الكيان ويمارس العنصرية ضد الشعب الفلسطيني ومقدسات المسلمين في المسجد الاقصى مستمرة
هذه اهانة واستخفاف بكل الوساطات والاصوات الدولية التي طالبتهم بالتهدئة واحترام المقدسات
الاقتحامات المسلحة للاقصى واستمرار حصار وتهديد #الشيخ_جراح جريمة https://t.co/Za1mCcr2mG— أسامة رشدي (@OsamaRushdi) May 23, 2021
يحاول الاحتلال استرجاع بعض كرامته المهدورة في #غزة بالسماح للمستوطنين الصهاينة اقتحام #المسجد_الأقصى تحت حراسة الجنود والسلاح.
المقاومة لم ترفع أيديها عن الزناد بعد والفلسطينيون في كل مكان مستعدون ليقدموا أرواحهم لأجل المسجد الأقصى.#انقذوا_حي_الشيخ_الجراح
— عاصم النبيه (@AsemAlnabeh) May 23, 2021