في انتهاك جديد.. 101 متطرف يقتحمون الأقصى رغم تشديد منعهم بالعشر الأواخر من رمضان
قال رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس عبد العظيم سلهب إن ما قام به الاحتلال اليوم من إرسال المتطرفين إلى رحاب المسجد يعدّ انتهاكا لقدسيته وينذر بالشؤم والخطر.
أغلق باب المغاربة (أحد أبواب المسجد الأقصى) اليوم الأحد بعد اقتحام 101 من المتطرفين باحات المسجد، في خرق لقرار منعهم اقتحام الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان المتبع منذ سنوات، مدّعين أن الاقتحام تم بالتنسيق وليس بالقوة.
ودعت منظمات الهيكل المزعوم عبر المنصات الاجتماعية أنصارها إلى اقتحام الأقصى اليوم لأداء صلوات توراتية داخله على أرواح عشرات القتلى الذين سقطوا في حادثة جبل الجرمق قبل يومين.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsيوسف أبو سنينة إمام المسجد الأقصى.. أمنيتي تحققت وهذا الموقف لا أنساه
منذ 20 عاما.. “قوافل الأقصى” جسر متصل للارتباط بالأقصى وإعمار القدس
هل أصبحت صلاة اليهود في الأقصى أمرا واقعا؟
أستاذ دراسات بيت المقدس في جامعة "إسطنبول 29 مايو"، ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة في المسجد الأقصى سابقا، عبد الله معروف، قال إن محاولات اقتحام المسجد الأقصى المبارك في العشر الأواخر من رمضان كانت مطروحة على طاولة جماعات المعبد المتطرفة منذ عام 2011 لكنهم كانوا عاجزين عن تنفيذها بسبب الظروف المحيطة بالمنطقة والرفض المطلق لتنفيذ هذه الأجندة.
مواجهات شعبية
وأضاف أنه حتى عام 2015 كان المتطرفون يُمنعون من اقتحام المسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان كاملة وأيام عيد الفطر لكن محاولات اختراق العشر الأواخر من رمضان بدأت عام 2016 في بداية العشر الأواخر، إذ اقتحم المسجد عدد من المتطرفين وأدى ذلك إلى اندلاع مواجهات شعبية في القدس، حدت بوزير الأمن الداخلي حينئذ جلعاد أردان إلى التراجع ووقف الاقتحامات طوال العشر الأواخر والعيد.
وفي عامي 2017 و2018 حاول المستوطنون أيضا اقتحام المسجد في بدايات العشر الأواخر من رمضان، فاشتعلت المواجهات مجددا وأدّت إلى توقف العملية بعد أيام، وفي تلك الأعوام حاول الاحتلال تكريس معادلة فتح المسجد على الأقل في نصف أيام العشر الأواخر من رمضان وإغلاقه بعد ذلك.
لكن الاحتلال -وفقا لمعروف- عمل عام 2019 على خرق ذلك، وفتح المسجد في أول أيام العشر الأواخر، ثم أعاد فتح المسجد للمتطرفين في 28 رمضان لتزامنه يومئذ مع ما يسمى "يوم توحيد القدس".
وفي عام 2020 لم تكن هناك اقتحامات بسبب إغلاق المسجد في شهر رمضان جراء جائحة كورونا، وأشار معروف إلى أن الاحتلال يتعامل مع المسألة هذا العام على اعتبار أن فكرة فتح المسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان أصبحت أمرا واقعا ومفروغا منه، وصولا إلى ذروة الاقتحامات المزمعة يوم 28 رمضان الحالي المصحوبة بالصلوات العلنية داخل المسجد الأقصى المبارك.
ووصف معروف ما يحدث في المسجد الأقصى اليوم بالكارثة متسائلا "أين المجلس الأعلى للأوقاف ودائرة الأوقاف مما يجري ومن ادّعاءات المتطرفين؟".
لا تنسيق
وتوجهت الجزيرة نت إلى رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس عبد العظيم سلهب الذي قال إن سلطات الاحتلال تتغول في اعتداءاتها على الأقصى، وتنتهك حرمته وتوظف مستوطنيها في كل الظروف لتدنيسه.
وأضاف أن ما قام به الاحتلال اليوم من إرسال المتطرفين إلى رحاب المسجد يعدّ انتهاكا لقدسيته وينذر بالشؤم والخطر، مؤكدا أن إدخال السياح وغير المسلمين كان يتوقف عادة في شهر رمضان إلا أن الاحتلال يصمم الآن على تنفيذ الاقتحامات في العشر الأواخر بالتحديد وهو ما لا يمكن السكوت عنه.
وفي ردّه على ادّعاءات المتطرفين بأن اقتحامهم اليوم تم بالتنسيق وليس بالقوة، قال سلهب إنه لا يمكن أن تكون هناك أي موافقة من الأوقاف على الاقتحام لأنها تعدّ دخول هؤلاء طوال أيام السنة اعتداء على الأقصى وعلى حقوقها.
وأضاف "الاعتداءات الأخيرة على المسجد تنذر بمخاطر كبيرة جدا، ونحن نحذر ونقول إن الأقصى بقعة حساسة وإن أي اعتداء عليها قد يفجر المنطقة، وقد تتأثر جهات أخرى في العالم جراء هذه السياسة العنصرية التي يعتدي فيها الاحتلال على مقدسات الناس وعقائدهم".