علاء شمالي.. عندما يُغتال الأمان والحلم مرتين!
تدمير فإعمار فتدمير.. حينما يغتال الاحتلال مأوى الفلسطينيين

للمرة الثانية يتذوق الصحفي الفلسطيني علاء شمالي وأسرته مرارة التشرد، جراء غارة جوية إسرائيلية دمرت البناية السكنية التي تقع فيها شقةٌ انتقل إليها، بعد تدمير منزله في حي الشجاعية شرق مدينة غزة خلال حرب عام 2014.
ويقول علاء -الذي يعمل لدى صحيفة "فلسطين" المحلية في غزة- للجزيرة نت إن "طائرات الاحتلال تلاحقنا وتغتال حتى أحلامنا في حياة آمنة داخل منازلنا".
اقرأ أيضا
list of 4 itemsقصف بلا هوادة.. كيف تدمر آلة الحرب الإسرائيلية البنية التحتية في غزة؟
شاهد- بالتسبيح والتهليل.. طفلة تواجه خوفها من قصف الاحتلال على غزة
حين تكون الصرخة أبلغ من الكلام.. فلسطينيات يصرخن: لماذا يقتلوننا؟
ولم يترك الاحتلال علاء وأسرته (5 أطفال) يهنؤون بشقة لم يتمكن حتى اللحظة من سداد ثمنها كاملا، وعاني على مدار 6 أعوام من دفع أقساط تعادل 30% من دخله الشهري من أجل امتلاكها والعيش بهدوء وسكينة.
البحث عن الأمان
بعد الدمار الكلي لمنزل عائلته المكون من 4 طوابق في حي الشجاعية المتاخم للسياج الأمني شرقي غزة، جراء قصف جوي ومدفعي شرد 25 فردا في حرب إسرائيل على القطاع عام 2014، أراد علاء البحث لأسرته عن مكان اعتقد أنه "أكثر أمنا" في وسط المدينة.
انتقل علاء بأسرته لشقة في عمارة سكنية بشارع اليرموك في غزة، حصل عليها بنظام المرابحة بالتقسيط لـ8 أعوام، ويقول: "تنتهي أقساط الشقة أواخر عام 2022 وتبقى حوالي 6 آلاف دولار من ثمنها الإجمالي 65 ألف دولار أميركي".
وبدا علاء متماسكا مسَلما بما يقدره الله له، لا يحزنه إلا ما آل إليه حال أطفاله، وقال: "كل غزة معرضة للموت والدمار، وفي ظل هذه الحرب الدموية المدمرة لم يعد هناك مكان آمن، والاحتلال لا يفرق بين فلسطيني وآخر".
الدمار على مد البصر ..
شارع الوحدة #Gaza_Under_Attack #GazaUnderAttack pic.twitter.com/qv6Y1YnLNd— Abood 🙋🏻♂️ (@AboodMSaqallah) May 17, 2021
بلا مأوى
ودمرت مقاتلات حربية إسرائيلية عمارة "أنس بن مالك" المؤلفة من 6 طوابق تضم 36 شقة سكنية، من بينها شقة علاء.
وأطلقت طائرة استطلاع صاروخا باتجاه العمارة بات يعرف بين الناس في غزة على أنه "تحذيري"، تنذر فيه قوات الاحتلال "أحيانا" أصحاب البناية المستهدفة بالإخلاء، قبل أن تُغير عليها مقاتلات حربية وتنسفها.
وبحسب علاء، فإن غارات جوية دمرت البناية كليا بعد نصف ساعة من استهدافها بصاروخ الاستطلاع. ويقول: "الخسارة كبيرة وفادحة.. ليست فقط خسارة المال والممتلكات، ولكنها خسارة الذكريات والأحلام".
وبفقدانه بيته يكون علاء أحد الصحفيين الذين طالهم العدوان على غزة، ونال من مكاتب صحفية ومقار وسائل إعلام وشبكات تلفزة عربية ودولية، أبرزها شبكة الجزيرة الإعلامية، ووكالة أسوشيتد برس الأميركية.
بلغ الإجرام حدًا لا يوصف .. وبلغ الدمار مبلغًا .. تخرّ من هوله الجبال هدّا ..
غزة قبل قليل
حسبنا الله ونعم الوكيل
لن يركع هذا الشعب#GazaUnderAttak #غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/tuPBc9N4Tm— معتز أبوريدة_غزة 𓂆 🇵🇸 (@Abuabraa2110198) May 17, 2021
إعمار في علم الغيب
ويدرك علاء أن معاناته قد تطول لسنوات قبل إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية خلال الحرب الحالية المتصاعدة في غزة لليوم الثامن.
وظلت عائلة علاء الكبيرة تتنقل في مكان إلى آخر على مدار 3 أعوام حتى تمت إعادة إعمار منزلها في حي الشجاعية عام 2017.
ويقول علاء إن حجم الدمار كبير، وعندما تنتهي الحرب سيكون المشهد صادما ومأساويا لما خلفته الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة.
وألحقت هذه الغارات أضرارا جسيمة بأكثر من 10 آلاف وحدة سكنية، منها 800 وحدة دمرت كليا، فضلا عن دمار هائل في شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي.
ودفعت الحرب خلال أسبوعها الأول بنحو 40 ألف نسمة للنزوح من منازلهم في مناطق شمال قطاع غزة، وشرق مدينة غزة، بحثا عن الأمان في مدارس حوّلتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى مراكز إيواء.