تدمير 500 وحدة سكنية و10 آلاف منزل بلا مياه.. إسرائيل تواصل قصف غزة والمقاومة ترد بمزيد من رشقات الصواريخ

Israeli-Palestinian violence flares up
قصف إسرائيلي على عمارة بغزة (رويترز)

لليوم الخامس على التوالي، استمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في قصفه قطاع غزة، في حين ردت المقاومة الفلسطينية بمزيد من رشقات الصواريخ على بلدات ومدن إسرائيلية.

وأمطرت إسرائيل قطاع غزة اليوم الجمعة بوابل من قذائف المدفعية والقصف الجوي، وقالت إنها استهدفت شبكة من أنفاق للمقاومة الفلسطينية في محاولة لوقف الهجمات الصاروخية على مدن وبلدات إسرائيلية.

وقال مراسل الجزيرة إن قصفا إسرائيليا جديدا على جباليا (شمالي قطاع غزة) أدى إلى استشهاد طفلة، وهو ما يرفع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية العنيفة المتواصلة على قطاع غزة منذ مساء الاثنين الماضي إلى 126 شهيدا -من بينهم 31 طفلا، و20 سيدة- و950 إصابة بجراح مختلفة، حسب وزارة الصحة.

كما أسفرت غارات اليوم -وفقا لمراسل الجزيرة- عن تدمير 7 منازل في مواقع مختلفة من غزة، فضلا عن تدمير المقر الرئيسي لبنك الإنتاج ومجمع "أنصار" الذي يضم مقرات أمنية.

وقال مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح إن طائرات الاحتلال قصفت مقر بنك الإنتاج غربي غزة، الذي يقع على بعد عشرات الأمتار فقط من مجمع الشفاء الطبي؛ أكبر المستشفيات بقطاع غزة، وإن بعض المباني المجاورة للمستشفى تضررت.

وأشار إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية سبق أن دمرت عدة فروع لهذا البنك في أنحاء غزة، واليوم دمرت المقر الرئيسي، وهو ما يمثل استمرارا للحرب الاقتصادية على القطاع، بحجة أن هذه البنوك تدعم حماس وتسهم في صمودها.

وبالتوازي مع ذلك ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية أنه "إذا تواصلت الإنجازات في غزة فمن الصحيح أن نتوجه لوقف لإطلاق النار".

إفشال مخطط إسرائيلي

وفي تطور آخر، قال قائد بالغرفة المشتركة للمقاومة إن الأخيرة أفشلت الليلة الماضية مناورة خداعية لجيش الاحتلال، حاول عبرها الإيهام ببدء حملة برية.

وأضاف أن مناورة الاحتلال كانت تستهدف قتل المئات من عناصر المقاومة وشل قدراتها، وأكد أنه لم يتم النيل من عناصر المقاومة وقدراتها بهذه العملية الخداعية.

 

غارات وضربات إسرائيلية

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه تم استهداف خلية لمطلقي صواريخ من غزة نحو إسرائيل خلال الساعات الأخيرة.

وذكر أيضا أن المقاتلات الإسرائيلية قصفت نفقا تابعا لحماس قرب روضة أطفال ومسجد جنوبي قطاع غزة، حسب قوله.

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي إن الضربات الجوية الإسرائيلية اليوم ألحقت ضررا كبيرا بمنظومة تصنيع الأسلحة التابعة لحماس والجهاد.

وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حماس قصفت إسرائيل بأكثر من ألفي صاروخ.

كما نشر جيش الاحتلال مقطع فيديو قال إنه يوثق قصف مجموعة مما وصفها بالأهداف البحرية التابعة لحركة حماس، في حين دمرت الزوارق الحربية الإسرائيلية عددا من الاستراحات على شاطئ غزة، وقصفت مناطق في غزة وفقا لمراسل الجزيرة.

من جهتها، أعلنت إدارة مطار بن غوريون تحويل الرحلات لمطار رامون بالنقب حتى الأحد القادم بسبب استمرار إطلاق الصواريخ من غزة.

رشقات صاروخية من غزة

وعلى الجانب الفلسطيني، وفي أحدث ردود الفعل من قبل المقاومة في غزة على القصف الإسرائيلي المستمر؛ أطلقت المقاومة الفلسطينية اليوم عدة رشقات من الصواريخ تجاه العديد من المدن والبلدات الإسرائيلية.

وأعلنت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) أنها قصفت بئر السبع بالصواريخ، وأطلقت دفعة صواريخ جديدة على مدينتي عسقلان وأسدود، كما أعلنت أيضا أنها قصفت مستوطنة "نتيفوت" (جنوبي إسرائيل) وقاعدة حتسريم الجوية بدفعة من الصواريخ.

وأفادت صحيفة معاريف الإسرائيلية بانقطاع الكهرباء عن بعض البلدات الإسرائيلية في ضواحي بئر السبع إثر تعرض أعمدة كهرباء لقصف صاروخي.

وكانت كتائب القسام أعلنت أنها استهدفت مصنع كيماويات في بلدة نير عوز بطائرة شهاب المسيرة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أسقط طائرة مسيرة انطلقت من قطاع غزة.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن صواريخ من القطاع استهدفت بلدات غلاف غزة.

من جهتها، قالت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) إنها قصفت مدينة تل أبيب بعدد من الصواريخ، وإنها استهدفت موقع كرم أبو سالم العسكري بعدد من قذائف الهاون.

وأضافت أنها قصفت أيضا موقع كيسوفيم العسكري بعدد من قذائف الهاون، كما أعلنت أنها أطلقت صواريخ على عسقلان ونتيفوت وياد مردخاي ونحال العوز وإيرز وكرميا.

وذكرت ألوية الناصر صلاح الدين -من جهتها- أنها قصفت مستوطنة نير إسحاق (شرق رفح) بـ3 صواريخ من طراز 107.

وأفاد مراسل الجزيرة بإصابة 5 إسرائيليين في مدينة بتاح تكفا (شرق تل أبيب) إثر تعرضها لقصف صاروخي من غزة.

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد تبين إصابات مباشرة لمنزل وسيارة، إضافة إلى سماع دوي صافرات الإنذار في المنطقة.

وقالت رويترز إن مالكو ناقلات نفط خام يطلبون التحول بعيدا عن عسقلان إلى ميناء حيفا بسبب التصعيد.

كما طالب جيش الاحتلال -فجر اليوم الجمعة- سكان بلدات غلاف قطاع غزة بـ"البقاء في المناطق الآمنة حتى إشعار آخر".

وأفاد بيان الجيش بأنه "بناء على تعليمات قيادة الجبهة الداخلية يُطلب من سكان البلدات الإسرائيلية -التي تبعد حتى 4 كيلومترات عن قطاع غزة- البقاءُ في المناطق الآمنة (الملاجئ) حتى إشعار آخر".

تحويل المدارس إلى ملاجئ

وعلى المستوى الإنساني، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة أنها تقوم وبشكل عاجل بتحويل المدارس المجهزة لديها لتكون ملاجئ للفلسطينيين الذين لجؤوا إليها بحثا عن مأوى وملاذ آمن، جراء القصف الإسرائيلي العنيف الذي طال منازلهم.

وأشارت الأونروا إلى أنها لم تتمكن بعد من تفعيل إجراءاتها بشكل كامل، بسبب القيود المفروضة على حركة الموظفين نظرا للقصف العنيف على قطاع غزة.

وقالت المنظمة إنها تبذل كل ما في وسعها للتأكد من أن هذه المدارس آمنة بما يكفي ليتمكن النازحون من البقاء فيها، والحصول على المساعدة في ظل تفشي حائجة كورونا.

إحصاءات

وأدى القصف الإسرائيلي العنيف إلى تدمير وتخريب عدد كبير من المحلات التجارية، إضافة إلى تضرر شبكات الكهرباء، مما أدى إلى انقطاعها عن حي الرمال (غرب مدينة غزة).

وقالت دائرة الإعلام الحكومي في غزة إن "جيش الاحتلال قصف 60 مقرا حكوميا، ودمر أكثر من 500 وحدة سكنية بالكامل".

وأضافت -في بيان لها- أن التقديرات الأولية للخسائر نتيجة العدوان على غزة بلغت 73 مليون دولار.

 

10 آلاف منزل بلا مياه

وأعلنت بلدية جباليا في قطاع غزة -اليوم الجمعة- انقطاع خدمات المياه والصرف الصحي عن نحو 10 آلاف منزل، جرّاء العدوان الذي شنّته مقاتلات إسرائيلية أمس الخميس ليلا، شمالي القطاع.

وقالت البلدية -في بيان- إن العدوان الأخير تسبب بانفجار الخطوط الأساسية للمياه، وهو ما اضطرها لقطع المياه عن 10 آلاف منزل في مختلف مناطق النفوذ.

وتابعت أن العدوان الإسرائيلي استهدف أيضا الخط الناقل الرئيسي لمياه الصرف الصحي في مناطق الشمال.

ولفتت إلى أنها باشرت عملية إصلاح طارئة للخط الناقل الرئيسي بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وأشارت إلى أن آلة التدمير الإسرائيلية استهدفت بشكل متعمد الشوارع والمفترقات الرئيسية.

وناشدت البلدية الجهات المانحة لتقديم الدعم الطارئ لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية (المياه، والصرف الصحي) إلى منازل المواطنين.

وقال مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح إن شركة الكهرباء حذرت من الاستهدافات المتكررة ومن عدم وجود كمية من الوقود لتشغيل محطة التوليد الوحيدة في القطاع.

وأشار إلى أن القطاع يحصل على الكهرباء من مصدرين: أحدهما محطة التوليد التي توفر للقطاع غزة نحو 100 ميغاوات، والثاني هو خطوط ناقلة للكهرباء من إسرائيل توفر ما يقرب من 120 ميغاوات، في حين أن القطاع يحتاج نحو 400 ميغاوات، وهو ما يعني أنه حتى عندما تشتغل الشبكة بكامل طاقتها يكون هناك عجز كبير.

ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات وحشية ترتكبها شرطة الاحتلال ومستوطنون في القدس والمسجد الأقصى ومحيطه وحي الشيخ جراح، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.

المصدر : الجزيرة + وكالات