حراك عالمي بشأن العدوان على غزة.. دعوات لانعقاد مجلس الأمن وواشنطن تعترض وفرنسا تمنع التظاهر وألمانيا تحذر منه

دعت تونس والصين والنرويج إلى عقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي بشأن التصعيد في فلسطين وإسرائيل، بيد أن الولايات المتحدة اعترضت على طلب لعقد جلسة علنية للمجلس، حسب ما أفادت به رويترز نقلا عن مسؤولين غربيين.

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإسرائيليين والفلسطينيين اليوم الخميس إلى "وضع حد للاشتباكات الدامية المتواصلة"، وفق الكرملين.

وقالت الرئاسة الروسية في بيان بعد لقاء بين بوتين وغوتيريش عبر تقنية الفيديو؛ "مع تصاعد النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، نرى أن الأولوية هي إنهاء العنف من الجانبين وسلامة السكان المدنيين".

وجدد بوتين وغوتيريش تأكيدهما على مبدأ حل الدولتين استنادا إلى قرارات مجلس الأمن الدولي.

وكان غوتيريش -الذي يقوم بزيارة لروسيا حاليا- التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اليوم السابق.

ودعا لافروف إلى اجتماع طارئ للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط، وهي مجموعة من الوسطاء تضم روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقال لافروف "نعوّل على الأمين العام كمنسق للرباعية لمحاولة تنظيم مثل هذا الاجتماع في أقرب وقت ممكن".

إعلان

وضمن المواقف الروسية، أكد الكرملين أن موسكو إلى جانب الدول الأخرى تبذل جهودا من أجل كبح التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي.

وشدد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريحات صحفية على ضرورة أن يدرك الفلسطينيون والإسرائيليون أنه لا يمكن تسوية الصراع إلا بالطرق السياسية والدبلوماسية، وعلى أساس قرارات مجلس الأمن الدولي.

وفي السياق ذاته، دعا لافروف ونظيره المصري سامح شكري إلى وضع حد في أسرع وقت ممكن للعنف الذي يهدد بمزيد من التصعيد بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن الوزيرين شددا -خلال المكالمة الهاتفية بينهما اليوم الخميس- على مواصلة التنسيق الوثيق للجهود من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة، بما في ذلك استخدام آلية الرباعية للوسطاء في الشرق الأوسط.

إسرائيل تدعو مجلس الأمن لإدانة الهجمات

ودعت إسرائيل اليوم الخميس مجلس الأمن الدولي وغوتيريش إلى إصدار "إدانة صريحة للهجمات العشوائية" من غزة، وذلك في رسالة نشرت في اليوم التالي لرسالة من الفلسطينيين تطالب بوقف الهجمات الإسرائيلية.

وكتب السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة جلعاد إردان في رسالته "أدعو المجتمع الدولي إلى إدانة صريحة للهجمات العشوائية التي تشنها جماعات إرهابية في قطاع غزة ضد المدنيين الإسرائيليين والتجمعات السكانية ودعم حق إسرائيل الأساسي في الدفاع عن النفس".

وأضاف "دولة إسرائيل لا تريد التصعيد. مع ذلك، فإن إسرائيل لديها الحق والواجب في الدفاع عن شعبها وسيادتها وستواصل القيام بذلك بقوة".

وكان السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور كتب أمس الأربعاء في رسالة وجهها إلى كبار مسؤولي المنظمة "يجب على المجتمع الدولي، وخصوصا مجلس الأمن، التحرك من دون تأخير لمطالبة إسرائيل بوقف هجماتها على السكان المدنيين الفلسطينيين"، ووقف "خططها للتهجير القسري والتطهير العرقي لفلسطينيي مدينة القدس".

إعلان

من جهته، قال السفير الإسرائيلي في موسكو إن إسرائيل مستعدة لوقف إطلاق النار فقط عند إقدام الجانب الفلسطيني على ذلك.

وأضاف أنهم مستعدون لعقد مفاوضات مباشرة مع الجانب الفلسطيني بعد وقف إطلاق النار.

الموقف الأميركي

من جهة أخرى، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن لخفض التصعيد، قائلا إنه يريد أن يرى خفضا كبيرا في الهجمات الصاروخية.

وأضاف بايدن للصحفيين في البيت الأبيض أنه يتوقع إجراء مزيد من المحادثات مع قادة المنطقة.

وجدد بايدن دعمه لممارسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وقال إنه "لا يرى مبالغة كبيرة" في ردها على الصواريخ التي تطلقها الفصائل.

وقال البيت الأبيض في بيان إن "دورنا هو مواصلة الاتصالات مع الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل خفض التصعيد.. نتواصل مع القطريين والمصريين والتونسيين ممن يمكنهم لعب دور مهم في التواصل مع حماس".

ووجه 25 نائبا بالكونغرس رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يحثونه فيها على الضغط على إسرائيل لمنعها من تهجير الفلسطينيين من حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة.

واعتبرت الرسالة أن مصادرة ممتلكات المواطنين في المناطق المحتلة أو إحداث دمار كبير في تلك المناطق؛ يعد جريمة حرب.

وشددت الرسالة على أن القدس الشرقية جزء من الضفة الغربية، وأن ضمها لإسرائيل انتهاك للقانون الدولي، مشيرة إلى أن الإدارة الإسرائيلية تتجاهل تماما العائلات الفلسطينية وتعتبرهم في حكم العدم، حسب نص الرسالة.

ومن بين الموقعين على الرسالة ماري نيومان ومارك بوكان وجاريد هوفمان وإلهان عمر ورشيدة طليب.

وفي السياق، قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي -في لقاء مع معهد الشرق الأوسط- إن حكومة بنيامين نتنياهو جعلت من المستحيل عمليا وجود دولة فلسطينية مستقبلية قابلة للحياة، ونشرت شعورا باليأس من المستقبل في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا ينبغي أن يفاجأ أي شخص بذلك.

وأضاف أن الفلسطينيين أسهموا في مسار الأزمة من خلال ما وصفه باختيار حماس والمنظمة التي تريد القضاء على إسرائيل.

وأكد أنه يجب أن يكون التركيز الآن على وقف إطلاق النار، وأن على حماس إنهاء جميع الهجمات على إسرائيل، كما أنه يجب على إسرائيل أن ترفع عن الطاولة خيار الغزو البري لغزة، حسب قوله.

إعلان

فرنسا تمنع التظاهر تضامنا مع غزة

وفي فرنسا، أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس "بشدة إطلاق الصواريخ الذي تبنته حماس وجماعات إرهابية أخرى"، وقال إن ذلك يضع "سكان تل أبيب في خطر كبير"، ويقوض "أمن دولة إسرائيل"، وفق ما أفادت به الرئاسة الفرنسية في بيان.

وتحدث ماكرون الخميس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسيتحدث مع عدة مسؤولين في المنطقة، بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "ليعرب عن الحاجة الملحة لاستعادة السلم، واستئناف المفاوضات"، وعن "رغبة فرنسا في المساهمة فيها مع احترام التطلعات المشروعة للجميع"، وفق المصدر نفسه.

وبينما خرجت مظاهرات ومسيرات في العديد من الدول الغربية تضامنا مع غزة، أعلنت فرنسا منع التظاهر السبت القادم "بشأن الوضع في الشرق الأوسط خوفا من تكرار اضطرابات 2014".

وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان -في تغريدة له- إنه طلب من الشرطة "منع خروج أي مظاهرات ذات علاقة بالتوتر في الشرق الأوسط".

وجاء تصريح وزير الداخلية الفرنسي بالتزامن مع تظاهرة مؤيدة لفلسطين في العاصمة الفرنسية باريس.

وقال مراسل الجزيرة في باريس حافظ مريبح إن منظمات ونشطاء مؤيدين لفلسطين أكدوا مع ذلك أنهم سيتظاهرون السبت القادم تضامنا مع الفلسطينيين.

وغير بعيد من ذلك، حذرت السلطات الألمانية من خروج مزيد من الاحتجاجات في البلاد بسبب الصراع بين إسرائيل و"فلسطينيين مسلحين" في غزة.

واعتقلت الشرطة الألمانية أمس الأربعاء أكثر من 10 رجال في 3 مدن للاشتباه في إلحاقهم أضرارا بمعبد يهودي وحرقهم العلم الإسرائيلي وإضرامهم النار في نصب تذكاري يهودي.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية "تتوقع وكالات الأمن تصاعد الأنشطة الاحتجاجية للفلسطينيين في ألمانيا، وأيضا في أجزاء من الحركة اليسارية".

إعلان

أوكتاي: إسرائيل دولة إرهابية

من جهته، وصف فؤاد أوكتاي نائب الرئيس التركي إسرائيل بأنها دولة إرهابية مارست إرهاب الدولة منذ تأسيسها، وأن الأجيال الفلسطينية لا تزال تعاني من ظلمها حتى الآن.

وأضاف أوكتاي -في تصريح أدلى به عقب صلاة العيد بالعاصمة أنقرة- أن القدس ستظل فلسطينية، والمسجد الأقصى سيبقى مسجدا للمسلمين.

وأعرب عن أسفه لتبرير بعض الدول القصف الإسرائيلي على الفلسطينيين بأنه يأتي في إطار حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

من جهته، قال محمود واعظي مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني إن العنف السافر الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني دليل على عدم كفاءة المنظمات الدولية وفشلها في دعم حقوق الإنسان والدفاع عن المظلومين.

وأضاف واعظي -في تغريدة له على موقع تويتر- أن على الشعوب الحرة إدانة هذا العنف، مؤكدا أنه سيتم القضاء على هذا الظلم الذي تمارسه إسرائيل بفضل مقاومة الشعب الفلسطيني، حسب تعبيره.

كما دعا وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جيمس كليفرلي إسرائيل وحركة حماس والفلسطينيين إلى التراجع عن التصعيد.

ووصف كليفيرلي مستوى الهجمات الصاروخية على إسرائيل من قبل حماس بأنه غير مسبوق، وفق تعبيره.

وأضاف أن من المهم تراجع الطرفين خطوة إلى الوراء، داعيا حماس إلى وقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل.

الصين قلقة من التوتر

أعربت الصين مجددا عن قلقها إزاء التوتر المتصاعد بين فلسطين وإسرائيل، وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون يِنغ أن بلادها ستواصل الضغط على مجلس الأمن لاتخاذ إجراء بشأن الوضع في القدس الشرقية.

العثماني يتلقى اتصالا من هنية

أكد رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني رفض المغرب القاطع لجميع إجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تمس الوضع القانوني للمسجد الأقصى والقدس الشريف والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

إعلان

وشدد العثماني -خلال تلقيه اتصالا من رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية مساء الأربعاء- على أن المغرب يضع القضية الفلسطينية والقدس الشـريف في صدارة انشغالاته وفي مرتبة القضية الوطنية.

ونقل هنية صورة عن التطورات الخطيرة الجارية في القدس وقطاع غزة للعثماني، مشددا على ضرورة وجود موقف عربي إسلامي أممي واضح ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته في القدس وضد جرائمه في القطاع.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان