رسائل شكر لأعضاء الكونغرس المؤيدين.. اللوبي اليهودي والسفارة الإسرائيلية يحشدان لتبرير اعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين
في الوقت الذي اتخذت فيه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن موقفا متوقعا مؤيدا لإسرائيل، حيث أدانت ما اعتبرته "هجمات صاروخية على إسرائيل" مع الإعراب عن قلقها إزاء عمليات الإخلاء في "الشيخ جراح"، تنشط جهود اللوبي اليهودي والسفارة الإسرائيلية لحشد التأييد الأميركي لإسرائيل.
وتهدف جهود اللوبي والسفارة إلى ردع أي عضو بالكونغرس تبني موقفا مخالفا لوجهة النظر الإسرائيلية، إضافة إلى استغلال الأحداث الأخيرة للتأكيد على أهمية تحالف واشنطن مع تل أبيب.
وتبنت السفارة الإسرائيلية وأيباك (أكبر منظمات اللوبي اليهودية المؤيد لإسرائيل بالولايات المتحدة) إستراتيجية التأكيد على أن ما تقوم به إسرائيل لا يخرج عن مبدأ "الدفاع الشرعي عن النفس" مع توجيه الشكر بصورة فردية وشخصية لكل عضو من أعضاء الكونغرس ممن أيدوا إسرائيل، إضافة للهجوم على ما تراه "أعمالا إرهابية تقوم بها منظمة حماس المدعومة من طهران".
شاهدوا واحكموا بأنفسكم
لم تتوقف "أيباك" عن التغريد على منصة تويتر منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على المصلين بالمسجد الأقصى. ويتابع حساب المنظمة ما يقرب من 109 آلاف شخص، من بينهم نخبة من الصحفيين ومتخذي القرار وصناع الرأي من المهتمين بقضايا الشرق الأوسط.
ونشرت هذه المنظمة تغريدة تتضمن لقطات مصورة لسقوط صواريخ على مدن إسرائيلية، وقالت فيها "يجب المشاهدة.. إن سلسلة النيران التي ترونها أطلقها إرهابيون فلسطينيون في غزة، ولولا نظام القبة الحديدية -للاعتراض الصاروخي- لسقطت من السماء فوق مدينة عسقلان. القبة الحديدية نتيجة لعلاقة قوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بتمويل سنوي من الكونغرس".
🔴 MUST-WATCH:
The streaks of fire are rockets launched by Palestinian terrorists in Gaza.
The flashes are #IronDome shooting them out of the sky over the city of Ashkelon.
Iron Dome is a byproduct of a strong U.S.-Israel relationship and annual funding from Congress. https://t.co/38jPG2uBDU
— AIPAC (@AIPAC) May 10, 2021
وحاولت أيباك -من خلال عدة تغريدات- إلقاء اللوم على حركة حماس، وإظهار الإسرائيليين ضحايا، مع عدم ذكر أو الإشارة لأعداد المصابين أو الشهداء الفلسطينيين.
وجاء في تغريدة تظهر خريطة سقوط صواريخ حيث غطت أغلب مناطق الجنوب الإسرائيلي، وجاء فيها "لا تزال صفارات الإنذار تُطلق في جميع أنحاء جنوب إسرائيل. آلاف العائلات الإسرائيلية بملاجئ للحماية من القنابل بينما الإرهابيون الفلسطينيون في غزة يطلقون المزيد من الصواريخ على المدن الإسرائيلية. يجب على أميركا أن تقف إلى جانب إسرائيل بينما حليفنا يدافع عن مواطنيه من الإرهاب الفلسطيني".
Air raid sirens continue to sound across southern Israel.
Thousands of Israeli families are in bomb shelters as Palestinian terrorists in Gaza fire more rockets at Israeli cities.
America must stand with Israel as our ally defends its citizens from Palestinian terror. https://t.co/NoDOqI3NSb
— AIPAC (@AIPAC) May 10, 2021
ومثل توجيه الشكر من أيباك، لمئات من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب ممن أظهرا تأييدا واسعا لإسرائيل خلال الساعات والأيام الأخيرة، أحد أهم آليات عملها خاصة عند إدراك أن أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ سيخوضون انتخابات الكونغرس بعد 18 شهرا من الآن.
واستغلت أيباك أحداث الأقصى لتوجيه الهجوم على إيران بحجة دعمها لحركة حماس، ولتشويه صورة الحكومة الإيرانية في وقت تزداد التكهنات من قرب التوصل لعودة الالتزام بالاتفاق النووي، ورفع عقوبات عن طهران.
🇺🇸🇮🇱
Thank you @SenTedCruz for standing with our partner and ally as it confronts Iranian-backed terrorism. https://t.co/ZA8dB8j9pA— AIPAC (@AIPAC) May 10, 2021
ووحدت شكرها للأعضاء المؤيدين لها، وجاء فيه، كما أظهره شكرهم للسيناتور الجمهوري من ولاية تكساس تيد كروز "شكرا لك سيناتور تيد كروز لوقوفكم مع شريكنا وحليفنا في مواجهة الإرهاب المدعوم من إيران".
وجاءت تغريدة أيباك ردا على تغريدة كروز المؤيدة لإسرائيل التي جاء فيها" يجب على الولايات المتحدة أن تقف جنبا إلى جنب مع شعب وحكومة إسرائيل. وسأعمل مع زملائي لضمان حصولهم على الدعم الذي يحتاجونه وهم يدافعون عن سيادتهم ويردون على هذه الهجمات".
واستغلت المنظمة الأحداث الأخيرة للتذكير بأهمية قيام المواطن الأميركي بالضغط المستمر على أعضاء الكونغرس كي لا يتراجع الدعم الواسع الذي تحصل عليه إسرائيل.
وجاء في تغريدة أيباك في هذا الشأن "أخبر الكونغرس: لا تخفيضات. لا شروط جديدة. لا قيود سياسية على المساعدات لإسرائيل".
🔴 MUST-WATCH:
The streaks of fire are rockets launched by Palestinian terrorists in Gaza.
The flashes are #IronDome shooting them out of the sky over the city of Ashkelon.
Iron Dome is a byproduct of a strong U.S.-Israel relationship and annual funding from Congress. https://t.co/38jPG2uBDU
— AIPAC (@AIPAC) May 10, 2021
الهجوم خير وسيلة للدفاع
لم تتوقف سفارة إسرائيل عن القيام بجهود منذ اللحظات الأولى من المواجهات داخل الحرم القدسي الشريف. وذكرت إحدى المساعدات بمجلس النواب للجزيرة نت أن بريدها الإلكتروني لم يتوقف عن تلقي رسائل من السفارة بواشنطن تعكس الموقف الإسرائيلي المبرر للعدوان.
من ناحية أخرى، شن حساب تويتر الخاص بالسفارة هجمات على الجانب الفلسطيني، وعلى أعضاء الكونغرس القلائل المعارضين لما تقوم به تل أبيب.
ويتابع حساب السفارة ما يقرب من 220 ألف شخص من بينهم عدة جهات حكومية أميركية، مثل مكتب الشرق الأدنى بالخارجية ومكتب المتحدث الرسمي باسم البنتاغون جون كيربي، إضافة لمئات الصحفيين وصناع الرأي بالولايات المتحدة.
وبدأت السفارة الإسرائيلية هجومها على الفلسطينيين في بيان متلفز لم يستغرق وقته أكثر من دقيقة واحدة و30 ثانية، وألقاه السفير جيلاد إردان، حذر فيه من مغبة عدم إدانة المجتمع الدولي لحماس، وقال "تخيل لو كانت جماعة إرهابية تطلق صواريخ على واشنطن أو لندن. تخيل أهل باريس أو طوكيو يركضون إلى ملاجئ القنابل. تدافع إسرائيل عن نفسها من الهجمات على عاصمتها. وسوف تدافع عن كل أجزائها، إنها ستدافع عن مواطنيها من الإرهاب".
Israel has no other choice but to defend its citizens from these indiscriminate attacks and we demand that the international community hold
the Palestinians accountable and forcibly condemn their terrorist attacks.
WATCH MY STATEMENT: pic.twitter.com/wvCXoVHKt0— Ambassador Gilad Erdan גלעד ארדן (@giladerdan1) May 10, 2021
وهاجم السفير الإسرائيلي النائبة بمجلس النواب رشيدة طليب، وهي من أصول فلسطينية، وطالبها بوقف "تأجيج التوترات" في سلسلة تغريدات على تويتر حول العنف بالقدس.
وقالت طليب في تغريداتها "الأقصى ثالث أقدس موقع في الإسلام، والناس الذين يصلون خلال أقدس أيام شهر رمضان المبارك تعرضوا للضرب والقتل بالغاز والقتل على أيدي القوات الإسرائيلية. إنهم محرومون من المسعفين ويضطرون إلى استخدام حصائر الصلاة نقالات، هذا مكان للسلام دنسه العنف".
Al-Aqsa is the 3rd holiest site in Islam, & people praying during the holiest days of the holy month of Ramadan have been beaten, gassed, shot, & killed by Israeli forces. They are denied medics & forced to use prayer mats as stretchers.
A place of peace desecrated by violence. https://t.co/S7kc74ceHE
— Rashida Tlaib (@RashidaTlaib) May 10, 2021
ورد السفير إردان بالقول "ربما على عضوة الكونغرس طليب أن تفتح عينيها على الصورة كاملة؟ يستخدم ثالث الحرمين الشريفين في الاسلام لتخزين زجاجات المولوتوف والصخور التي يتم رشها على الشرطة وعلى المصلين اليهود الذين يصلون عند الحائط الغربي تحت جبل الهيكل".
وأضاف "مئات الآلاف من الفلسطينيين صلوا بحرية في أماكنهم المقدسة بما في ذلك القدس خلال شهر رمضان لأن إسرائيل تؤمن بحرية العبادة، وقوات الأمن الاسرائيلية تعمل جاهدة لتمكين جميع المجموعات من الصلاة بسلام".
في الوقت ذاته، التزمت السفارات العربية داخل واشنطن الصمت تجاه ما يشهده المسجد الأقصى الشريف من اعتداءات إسرائيلية.